وجهت رسالة تضمنت ثلاثة مطالب للكرد
السليمانية -عباس كاريزي:
منذ بدء التظاهرات والحركات الاحتجاجية في العراق وما تلاها من تصعيد ايراني اميركي داخل العراق، الذي دفع بمجلس النواب الى اصدار قرار بإخراج القوات الاميركية من العراق، وجهت الولايات المتحدة العديد من الرسائل شديدة اللهجة الى الاطراف العراقية، محذرة اقليم كردستان من عدد من المسائل المهمة التي لا تحمد قباها.
وطالبت الولايات المتحدة في رسائل خاصة وجهتها الى اقليم كردستان بالحفاظ على وحدة الصف الكردية وان يدعم الكرد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي وعدم وضع العراقيل والعقبات امام الجهود التي يبذلها لتشكيل حكومة جديدة في العراق.
السفير الاميركي ماثيو تولر زار اربيل قبل ايام واجتمع مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني ورئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني، ونائب رئيس حكومة الاقليم قباد طالباني، وفقا لمعلومات حصلت عليها الصباح الجديد فان الولايات المتحدة ارسلت رسالة عبر سفيرها الى الكرد في العراق تضمنت ثلاث مطالب اساسية من المسؤولين في الاقليم.
اولها الحفاظ على وحدة الصف الكردي والثاني ان يدعم الكرد مساعي رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي لتشكيل الحكومة العراقية، والثالث ان لايكون الكرد جزءا من مساعي الاطراف الشيعية لاخراج القوات الاميركية من العراق.
واكدت الانباء، ان السفير الاميركي اكد بالمقابل استعداد بلاده لدعم الكرد في حل الخلافات والمشكلات العالقة بين بغداد واربيل، وضمان حقوق الكرد في العراق وفقا للدستور والعمل على ايلاء اهتمام بدورهم في العملية السياسية في العراق.
واشارت الى، ان السفير الاميركي الذي نقل رسالة بلاده الى المسؤولين في الاقليم، دعا الكرد الى ايلاء اهتمام خاص بها والتدقيق في النقاط التي وضعتها الولايات المتحدة للكرد في العراق.
يأتي ذلك في وقت وضعت فيه القوى الشيعية شروطا امام الكرد لقاء اشراكهم في الحكومة العراقية المقبلة.
وقالت القوى الشيعية وفقا لمصدر سياسي مطلع للكرد، «اذا كنتم تريدون المشاركة في الحكومة والحصول على وزارات ومناصب عليا فيها، فعليكم الالتزام بقرار مجلس النواب الخاص باخراج القوات الاجنبية وعدم السماح بان يكون الاقليم ملاذا للقوات الاميركية التي تسعى للانسحاب من قواعد في وسط وغربي البلاد».
المطالب والشروط الاميركية دفعت برئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني لعقد لقاء مع رؤساء الكتل الكردية في مجلس النواب العراقي لتوحيد الكلمة والمطالب الكردية في اطار ورقة تتضمن الشروط الكردية لدعم كابينة علاوي.
رئاسة اقليم كردستان اصدرت عقب اجتماع بارزاني في اربيل امس الاول الثلاثاء مع ممثلي الكرد في بغداد بياناً، اشارت فيه الى ان المجتمعين اتفقوا على اتخاذ الخطوات العملية لتشكيل تحالف كردستاني في مجلس النواب، وصياغة برنامج عمل شامل له يحظى بقبول كل الكتل، مشدداً على «ضرورة إعادة الأمان والاستقرار الأمني والسياسي للبلاد ونبذ استخدام العنف تجاه المتظاهرين المدنيين وتلبية مطالبهم المشروعة».
واكد رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي في مجلس النواب جمال كوجر في تصريح للصباح الجديد، ان الاجتماع بحث الأوضاع الراهنة في العراق وخطوات توحيد مواقف الأطراف السياسية والكتل والمؤسسات الرسمية لإقليم كردستان من طريقة التعامل مع التطورات على الساحة السياسية العراقية والكردستانية، كما تم البحث في الخطوات العملية لتشكيل تحالف الكتل الكردستانية بمجلس النواب العراقي.
واوضح، ان رئيس الاقليم اتفق مع رؤساء الكتل الكردستانية على ضرورة التعامل بموقف موحد مع جميع المسائل واتخاذ خطوات عملية لتشكيل التحالف، وصياغة برنامج عمل شامل له يحظى بقبول كل الكتل.
وقال ان المجتمعين اكدوا ضرورة إعادة الأمان والاستقرار الأمني والسياسي للبلاد، ونبذ استخدام العنف تجاه المتظاهرين المدنيين، وتلبية مطالبھم المشروعة بالخدمات وبحياة ومستقبل أفضل.
ولفت الى ان محورا آخر من الاجتماع خصص لبحث الخطوات الرامية إلى تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة، واتفق المجتمعون في هذا الصدد على أن تكون المصالح العليا لإقليم كردستان وحماية كيانه الدستوري والسياسي والحقوق الدستورية لشعب كردستان والمناطق المتنازع عليها، هي الأسس الرئيسة لشراكة ومشاركة الأطراف السياسية فيها، وأن تأتي أي خطوة في محادثات تشكيل الكابينة الحكومية الجديدة بالتنسيق بين كل الأطراف والمؤسسات الرسمية لإقليم كردستان وبما يحفظ حقوق الإقليم، وأن تكون لكل الأطراف مشاركة فاعلة في صنع القرار المشترك.
وتابع، ان المجتمعين اتفقوا على ان تكون حقوق مواطني الإقليم في مقدمة الأسس الثابتة للجميع في محادثات أو اتفاقياتهم المقبلة في اطار تشكيل الحكومة الاتحادية.