بعد ان كشفت نتائج شبه نهائية فوز نتنياهو وغانتس في الانتخابات
متابعة ـ الصباح الجديد:
قال مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت امس، تثير مخاوف الفلسطينيين من ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، فيما صرح أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات أنّ الإسرائيليّين صوّتوا بـ»لا للسلام»، عقب بقاء اليمين في اعلى السلطة لفوزه بالانتخابات
وأشارت النتائج شبه النهائية امس الأربعاء، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقترب من ولاية خامسة بدعم كان متوقعا من الأحزاب القومية واليهودية الأرثوذكسية المتطرفة.
وفي المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية، تعهد نتانياهو بضم مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة من شأنها أن تدمر الآمال المتبقية في إقامة دولة فلسطينية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني إن الفلسطينيين سيطلبون مساعدة لمحاولة عرقلة هذه الخطط.
وأضاف أن نتيجة الانتخابات تعني منح دفعة لما أسماه «معسكر اليمين المتطرف» في السياسة الإسرائيلية.
ومن جانبه أعلن أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات أنّ الإسرائيليّين صوّتوا بـ»لا للسلام»، بعد صدور النتائج الأوّلية للانتخابات العامّة في إسرائيل والتي كشفت أنّ الأحزاب اليساريّة مُنيت بهزيمة كبيرة.
وقال عريقات في بيان إنّ «الإسرائيليين صوّتوا للمحافظة على الوضع القائم. لقد قالوا لا للسلام ونعم للاحتلال».
وأظهرت نتائج استطلاعات، تقارباً شديداً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو ومنافسه الوسطي بيني غانتس، وتخلّف الأحزاب اليسارية الملتزمة بعمليّة السلام عنهما.
كما اظهر إحصاء للأصوات أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شق لنفسه طريقا واضحا للبقاء في السلطة، إذ من المقرر أن تمنحه أحزاب اليمين المتطرف أغلبية برلمانية رغم المنافسة الشديدة بينه وبين خصمه الوسطي الرئيسي غانتس.
ومع فرز أكثر من 97 بالمئة من الأصوات، يبدو أن حزب ليكود المحافظ بزعامة نتنياهو سيحشد ما يكفي من الدعم للسيطرة على 65 من مقاعد الكنيست المكون من 120 مقعدا وسيقع الاختيار على رئيس الوزراء لرئاسة الحكومة الائتلافية المقبلة لولاية خامسة قياسية.
واعتُبر السباق الانتخابي المحتدم استفتاء على شخصية نتنياهو وسجله في مواجهة اتهامات بالفساد. ويواجه رئيس الوزراء احتمال إدانته في ثلاث قضايا للكسب غير المشروع لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.
وعلى الرغم من ذلك، حصد نتنياهو أربعة مقاعد إضافية مقارنة مع ائتلافه الحاكم المنتهية ولايته وذلك وفقا لكشف نشرته اللجنة المركزية للانتخابات للأحزاب التي حصلت على ما يكفي من الأصوات لدخول البرلمان.
وأعلن حزب الأزرق والأبيض الجديد بزعمة بيني غانتس، خصم نتنياهو، تحقيق انتصار أصغر بشغل 35 مقعدا وهو نفس عدد المقاعد التي حصل عليها ليكود. وما لم يعدل غانتس، وهو جنرال سابق يبلغ من العمر 59 عاما، عن تعهداته الانتخابية بالنأي عن نتنياهو وينضم إليه في ائتلاف واسع في المستقبل فإنه سيرأس فيما يبدو معارضة برلمانية من يسار الوسط.
وقال غانتس في خطاب مفتوح لأنصاره «قد تبدو السماء ملبدة بالغيوم… لكن لا يمكنها أن تحجب شمس الأمل الذي أحييناه لدى الشعب والمجتمع الإسرائيلي».
وإذا ظل نتنياهو في القيادة فإنه سيصبح أطول رؤساء وزراء إسرائيل بقاء في السلطة في يوليو تموز ليتفوق بذلك على دافيد بن جوريون مؤسس الدولة. لكن هذا قد يفسد إذا واجه اتهامات جنائية وتمت الإطاحة به
- حصانة؟
وسيتخذ قرار بشأن الاتهامات بعد جلسة لإعادة النظر، ومن المتوقع أن يدفع نتنياهو خلالها بضرورة الإبقاء عليه في سبيل المصلحة الوطنية.
ويتوقع بعض المحللين السياسيين أنه قد يحاول إقرار قانون يمنحه الحصانة من المحاكمة بوصفه زعيما في السلطة.
وخلال الحملة الانتخابية، تبادلت الأحزاب المتنافسة الاتهامات بالفساد وإذكاء التعصب والتراخي إزاء الأمن.
وسلط نتنياهو الضوء على علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أسعد الإسرائيليين وأثار غضب الفلسطينيين عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة في مايو أيار الماضي.
وقبل أسبوعين من الانتخابات، وقع ترامب إعلانا، ونتنياهو بجانبه في البيت الأبيض، يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة التي انتُزعت من سوريا في حرب عام 1967.
وخلال السباق الانتخابي زاد نتنياهو قلق الفلسطينيين عندما وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة إذا أعيد انتخابه. واعتُبر وعد نتنياهو على نطاق واسع محاولة لجذب أصوات ناخبي تيار اليمين وليس تغييرا في السياسة. لكن بعد قرارات ترامب حيال القدس والجولان، قد يتجرأ رئيس الوزراء على الدعوة لضم المستوطنات في الضفة.
وتعليقا على الانتخابات الإسرائيلية قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ”صوت الإسرائيليون ببقاء الحال على ما هو عليه. قالوا لا للسلام ونعم للاحتلال“، كما اشرنا سابقا.
وانهارت آخر جولات محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2014.
ومن المتوقع أن يعلن ترامب بعد الانتخابات عن خطة إدارته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط. وإذا تضمنت الخطة تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين فمن المرجح أن يعترض حلفاء نتنياهو المحتملون من اليمين المتطرف.
وبمجرد الانتهاء من إحصاء الأصوات، سيسأل الرئيس ريئوفين ريفلين الأحزاب التي فازت بمقاعد برلمانية عمن تؤيد ليصبح رئيس الوزراء. ثم سيختار أحد قادة الأحزاب ليحاول تشكيل ائتلاف. ويُمنح المرشح 28 يوما للقيام بذلك، مع إمكانية تمديد الفترة لمدة أسبوعين إذا لزم الأمر.