كثرت في الآونة الأخيرة مطالبات المثقفين بأهمية ابعاد وزارة الثقافة من فوضى توزيع الوزارات بشكل عشوائي دون دراسة وتدقيق بمهارة وإمكانيات من يستلم هذه الوزارة، بل ان بعضهم طالب بإلغاء وزارة الثقافة وتحويلها الى مجلس وطني ثقافية او منتديات ثقافية تمارس عملها بعيدا عن زحمة البرلمان ولجانه الثقافية.
ومثل وزارة الثقافة، وهي من الوزارات المهمة يفترض هناك الية مختلفة في اختيار وزيرها، ولا يخضع لنهج المحاصصة المقيت الذي جر البلاد الى الخراب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولا أدرى لماذا التمسك (بالمحاصصة) رغم تعرض الحكومة الى الفشل عبر خمسة عشر سنة من الجهل واللامسؤولية! .
وقد ناشد اتحاد الادباء في أكثر من مناسبة، ومنذ سنوات بضرورة اخراج وزارة الثقافة من حسابات المحاصصة، ولكن يبدو ان الموضوع خارج سيطرة الحكومة، والا لماذا هذا الإصرار على ان يقود وزارة الثقافة شخص بعيد عن المشهد الثقافي؟!!، سيما ونحن نعلم وندرك ان الوسط الثقافي مليء بالطاقات والكفاءات، التي تستطيع ان تدير وزارة الثقافة وفق رؤى واضحة، متناغمة مع ما يريده المثقف العراقي، فنحن لسنوات مضت لم نشهد ولادة فرقة موسيقية جديدة ترفد الوسط الموسيقي بدماء جديدة، الا اجتهادات فردية مثل مبادرة الموسيقار كريم وصفي مشكورا، ولم نشهد كذلك ولادة فرق فنية للرقص الفلكلوري او الشعبي الذي طالما امتع الجهور العراقي والعربي والعالم بعدد من اللوحات الفنية الجميلة، بل ان فرقة الفنون الشعبية تراجع نشاطها للأسف، بسبب المعوقات التي يضعها من هو مسؤول عن اللجان الثقافية، وفي بعض المهرجانات منعت الفرق الفنية من تقديم استعراضاتها وخيبت ظن الجمهور والقائمين على هذه المهرجانات! ، من هنا نقول ان وزارة الثقافة والسياحة يجب ولابد ان تكون تحت اشراف وإدارة واحد من مثقفي العراق وادبائه لانهم أولى بإدارة وزارتهم بعد فشل الاخرين من النهوض بها وتقديم الدعم للفعاليات الثقافية.
أكثر من مهرجان أقيم في بغداد والمحافظات تنصلت وزارة الثقافة من دورها وتركت الادباء والمثقفين يلجأون لمجالس المحافظات، طالبين الدعم من أجل تواصل الفعاليات الثقافية التي تشكل أهمية كبرى في المشهد الثقافي العراقي امام المتلقي المحلي والعربي.
في وقفة لاتحاد الادباء صرخ المثقفون والادباء بصوت عال وطالبوا بأن تكون وزارة الثقافة وادارتها بأيدي المثقفين، بل ان الفنانة عواطف نعيم صرحت « إذا لابد من السير بمنهج المحاصصة، فلابأس نحن نمثل حزب المثقفين»، وهنا يجب ان تكون وزارة الثقافة بيد من يقدرها ويعرف قيمتها ويصونها، بعد ان مللنا تجربة أكثر من نموذج تم اختياره من قبل رئيس الحكومة وفشل بمهمته.
حذام يوسف طاهر
وزارة الثقافة ام مجلس وطني للثقافة؟
التعليقات مغلقة