القاص محمد عواد في حوار مع «الصباح الجديد»:
حاورته – أحلام يوسف:
بدأ بكتابة القصة منذ عام 2003، له مجموعة قصصية تحت عنوان (صدى الرحيل) بطبعتين، كتب العديد من القصص القصيرة والقصيرة جدا.
نشر في أكثر من صحيفة عراقية منها (الزمان، الصباح، الصباح الجديد، طريق الشعب، التآخي. ناشط مدني، شارك في عدد كبير من النشاطات المدنية الخاصة بالحراك المدني، وحملات التبرع بالدم، نائب اول لمنظمة ضوء الثقافية، وعضو منظمة ريتاج للتنمية البشرية، وعضو في المنتدى الثقافي الحر.
القاص محمد عواد يمر اليوم بمرحلة جديدة في حياته الأدبية، حيث أعلن عن مجموعة قصصية مشتركة، مع الشاعرة والإعلامية حذام يوسف، في خطوة جديدة ونادرة على الساحة الأدبية، فمن خلالها، ترفع الاثنان عن الهوية، لينتجا معا مجموعة قصص، وضعا اسميهما على عنوان الكتاب الذي جمعهما.
التقينا عواد ليحدثنا عن بداياته مع عالم القصة، وعن تفاصيل هذا المشروع، وقال: في عام 84 وانا في المرحلة الإعدادية، وقعت بغرام فتاة، ما زلت اذكر اسمها «شذى» وكنت حينها لم افكر حتى بموضوع كتابة القصة لكني كنت اقرأ روايات من الادب الإنجليزي، والروسي، وقررت بعدها تجربة كتابة القصة، واسميتها «شذى»، تتمحور حول طالب يعجب بطالبة، فكنت اروي حكايتي بنحو معين، لكني وضعت لها نهاية مأساوية، حيث تموت البطلة في حادث سيارة، احتفظت بها مدة، لكن لا أدري اين انتهى بها المطاف، لكني عرضتها على أحد اساتذتي، وهو الأستاذ امين، وطلبت منه قراءتها وابداء رأيه، فأجابني بعد قراءتها انها أقرب الى التقرير منها الى القصة.
عن أسماء الروائيين والقاصين العالميين الذين تأثر بهم، ومن يجد ان أسلوبه قريب منهم قال عواد: على مستوى الادب العربي هناك العملاقان «حنا مينا»، وعبد الرحمن منيف، وهما الأقرب الي، وعالميا هناك رواية ما زالت عالقة بذاكرتي، هي رواية الساعة الخامسة والعشرون، ورواية مائة عام من العزلة، لماركيز الذي أعدّه هرما، اسعى لان اصل الى أولى درجاته.
في أي عام بدأت بكتابة القصة بصورة احترافية؟
اول قصة، كانت بعد 2003 اسميتها «قفص الحمام»، وارسلتها في ذلك الوقت الى جريدة الصباح، وكانت تلك الخطوة بمنزلة اختبار لتقييم الاخرين لها، وفاجأني أحد أصدقائي بأن سأل «هل هذا اسمك تحت عنوان قصة «اريكة الالحان» فأخبرته: لا، لان قصتي اسمها «قفص الحمام»، وعندما قرأتها عرفت انها بالفعل قصتي، لكنهم استبدلوا العنوان بجملة ذكرتها خلال القصة، اما قبل ذلك كنت اقرأ فقط، وهذا ما ولد لدي خزينا معرفيا، وادبيا، ولغويا، فلا يمكن لاحد ان يحترف الكتابة، من دون ان يكون قارئا نهما.
ما هو العامل المشترك في القصص التي تكتبها؟
الموت.. لأني أجد ان الموت هو ما تجتمع به كل الأفكار، الالحاد، والتدين، و، و، و، وهو بالنسبة لي هاجس. وفي المجموعة القصصية «صدى الرحيل» هناك قصة واحدة فقط لم تنته بالموت.
هل يعني ذلك انك سوداوي بنظرتك الى الحياة؟
انا لست سوداويا، لكن في العراق، وبعد 2003 وقبلها ايضا، لا اعتقد ان العراقي يمكن ان يفكر بشيء غير الموت، والانفجارات، والمفخخات، والمساومات، والفساد. انا لحد الان أحاول ان اكتب قصة يملؤها الامل، والسعادة، والفرح.
لكن الحزن والالم لا يعني بالضرورة ان تكون سوداويا فماركيز مثلا كتب رواية الحب في زمن الكوليرا، ومضمونها ان الانسان في اشد الازمات، حتى مع وباء الكوليرا الفتاك، يبقى الحب هو أساس حياته الا تتفق معي بذلك؟
بكل الأحوال فرواية «الحب في زمن الكوليرا» احسستها غريبة عن ماركيز، وبعيدة عن أسلوبه، بعد ان قرأت له مائة عام من العزلة، وقصة موت معلن، وغيرها، برغم انه أبدع فيها، لكنه معروف بان أسلوبه سوداوي، وتلك قد تكون محاولة منه للخروج من تلك الحالة، اما في العراق فلا أجد شيئا مفرحا يستحق الكتابة عنه.
انت الان تنتظر ولادة مجموعتك القصصية المشتركة مع الشاعرة والإعلامية حذام، والتي هي تحت الطبع الان، اود ان اسال، من هو صاحب الاقتراح لتلك المجموعة؟
لا أستطيع ان أشخص، لكنها تولدت بعد اكثر من عمل مشترك، الأول كان عن فكرة راودتني قبل مدة، بطلتها فتاة تبيع اطواق الياسمين، وطرحت الفكرة على حذام في حوار لي معها بوصفها صديقة، ثم تبادلنا الأفكار بشأن تفاصيل احداثها، وفي نهاية المطاف كتبناها بصورة مشتركة، وهي عنوان المجموعة المشتركة «قصة حب مفخخة»، ومن بعدها كانت «مظلة اسمنتية»، لكن هذه المرة كانت الفكرة لحذام، وانا شاركت بها، و»وأد ابتسامة» أيضا، وبعد ان اكتملت تلك القصص، تولدت الفكرة عن المجموعة القصصية المشتركة، وتلك حالة نادرة في العراق.
وكيف تعاملتم مع موضوع عنونة القصص بالاسم؟
لم نضع اسما تحت أي قصة، لنترك للقاري إطلاق عنان افكاره لمعرفة اسم كاتبها، مع إني أجد ان الشاعر عندما يكتب قصة، يتفوق على القاص نفسه، لأنه سيكتبها بطريقة شعرية نثرية، فقد تكون احدى الطرق التي يستطيع القاريء بها ان يميز صاحب كل قصة في هذه المجموعة.