خزعل الماجدي يتحدث عن الحضارات العراقية من قاعة دار الرافدين
بيروت ـ حذام يوسف:
بحضور حشد من الادباء والمثقفين العراقيين والعرب، ضيّفت دار الرافدين بشارع الحمراء في العاصمة اللبنانية بيروت، الدكتور خزعل الماجدي، والذي تناول حديثا شيقا لم يخل من مفاجآت حول الحضارة العراقية.
تحدث الماجدي عن عراق ما قبل التاريخ، ضمن سلسلة يعمل عليها بعنوان (العراق طولوجيا)، وبين في محاضرته، ان العراق مجموعة حضارات.
اذ يتبنى فكرة ان العراق ليست حضارة واحدة، بل هو مجموعة حضارات، والسلسلة التي تحدث عنها، تتكون من خمسة وعشرين كتاباً، على وفق التقسيمات التي رسم لها تخطيطا.
تضمنت المحاضرة مجموعة اسئلة، خلاصتها ان العراق بلد غريب، يحوي حضارة اصبحت لغزا، بسبب ان المكتشف من الارقام الطينية العراقية، تشكل ثلاثة بالمئة، و97 بالمئة مازال تحت الأرض.
يعد الدكتور الماجدي ان الاموريين هم عباقرة التاريخ، ضمن الشعوب السامية، وهو من شكل الحضارات، معرجا عن الحضارة السومرية، والحضارة الاشورية، والبابلية.
المعلومة الجديدة، ان الكل يركز على الميزوبوتاميا، وهو يتحدث عن الابي بوتاميا، عن المناطق التي تقع على اطراف النهرين عن العيلاميين، وعن المناذرة، ويقول: ان الحضارة العراقية مع الاسف الشديد انتهت واندثرت، بسبب ان العيلاميين قضوا على السومريين، اضافة الى الاحتلالات الكثيرة، وبسبب تدخل االامبراطوريات التركية والعثمانية، تم القضاء بالكامل على الحضارة العراقية، وتابع:» يجب ان نعترف ان الحضارة العراقية انتهت، ولا يمكن بعثها من جديد، لكن علينا ان نحافظ على ثقافة الحضارة العراقية، وتعليمها للآخرين..».
من بين الحضور كانت الكاتبة امل بورتر، التي شاركت في مداخلة بينت من خلالها، انها كانت تعمل بالمتحف العراقي قبل تأسيسه، وهي مولودة بالأربعينيات، من ام عراقية، واب بريطاني، لكنها تميل الى جذورها العراقية اكثر، واليوم تقود حملة كبيرة لإصدار، قانون تدعو به الى المحافظة على الاثار العراقية، الغريب ان 90 بالمئة من الموقعين هم بريطانيون، وقلة من العراقيين.
وكان للدكتور علي الفكيكي مداخلة ايضا، اختصرها بسؤال: هل وصل الماجدي الى اليأس الانيق؟ على اساس ما ذكره الماجدي في محاضرته «ان الحضارة العراقية لا يمكن ان تبعث من جديد .. وهناك كبرياء غريب مستند الى شبح الحضارة».
الموضوع الثاني الذي طرحه في المحاضرة، هو ان هناك حضارات وفتات حضارات، او كسرة حضارات، فسأله عن مفردة «المعدان»، لأنه ذكر في محاضرته ان «المعدان» بقايا حضارة، وان هناك من يقول ان المعدان بقايا السومريين، ولكن الحقيقة انهم بقايا لحضارة اخرى.
تحدث الماجدي عن امر مهم بقوله:» ان هناك نوعاً من المصادرة التاريخية للحضارة العراقية، او ان الاسلام اصل العروبة، وهذا غير صحيح، ان اصل العروبة هم الحضر، وان العرب موجودون في العراق، عندما كنت احضر للدكتوراه، دخلت الى المكتبة الموجودة بالمتحف العراقي، وهناك قسم يسمى المكتبة المسمارية، بحثت عن مصادر لاطروحتي، فوجدت كتابا لمؤلف بريطاني في الاربعينيات بعنوان (الاصول السومرية للحضارة الفرعونية) فاستنسخت الكتاب بعد الحاح مني (ممنوع ان يخرج الكتاب خارج المكتبة)، يقول الكتاب ان السلالة الاولى للفراعنة هم من السومريين، ويشرح بالأدلة على ان السومريين هم المسؤولون عن تكوين الحضارة المصرية.
تخللت المحاضرة مداخلات كثيرة من قبل الحضور، تعلقت بتاريخ العراق، والحضارة السومرية، اضافة الى موضوع الطوفان.
ولان المحاضرة وموضوعها كانا غاية بالأهمية، اقترح بعض الحضور على الدكتور الضيف (الماجدي) ان يكمل الموضوع بمحاضرة اخرى، مع دعوة الكاتبة امل بورتر للحديث عن موضوع الاثار العراقية، وحملتها من اجل حمايتها دوليا، وإيقاف الاتجار بها دولياً.
الجدير بالذكر ان الدكتور خزعل الماجدي هو باحث في علم وتاريخ الأديان، والحضارات القديمة، وشاعر، وكاتب مسرحي عراقيّ، ولد في كركوك 1951، أكمل دراسته في بغداد، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي للدراسات العليا في بغداد عام 1996.
عمل في وزارة الثقافة العراقية/دائرة السينما والمسرح لغاية 1998، وعمل ما بين عامي 1973-1996 في الإذاعة والتلفزيون، والمجلات، والصحف العراقية، واتحاد الأدباء والكتاب، ودائرة السينما والمسرح. ثم أستاذاً جامعياً في جامعة درنة في ليبيا للمدة من 1998-2003 مدرسـاً للتاريـخ القديم وتاريخ الفن. وما بين عامي 1996-1998 عمل في الأردن ونشر كتبه الفكرية الأولى.
عـاد إلى العراق في آب 2003 وعمل مديراً للمركز العراقي لحوار الحضارات والأديان في العراق. وما بين عامي 2007-2014 حاضر في جامعة لايدن، وعمل في عدد من الجامعات المفتوحة في هولندا، وأوروبا، وهو يدرِّس تاريخ الحضارات والأديان القديمة.
عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، واتحاد الكتاب العرب، واتحاد المسرحيين العراقيين، ونقابة الصحفيين العراقيين، واتحاد المؤرخين العرب، وعضو في الأكاديمية العالمية للشرق – غرب في رومانيا.
مؤلف مسرحيّ، إضافـة إلى كونه مؤلفاً لأكثر من خمسين كتاباً في الميثولوجيا، والتاريخ القديم، والأديان القديمة، والشعر، والمسرح، وتاريخ الأديان، وعلم وتاريخ الحضارات.
اما الدكتورة امل بورتر، فهي كاتبة ومترجمة، والدها كان من افراد الجيش البريطاني الذي احتل العراق، فما كان من والدتها العراقية، الا ان احتلت قلب والدها(حسب تعبيرها)، مهتمة بالشأن الآثاري العراقي، تعمل على حملة بجمع ١٠٠ الف توقيع لطلب قانون تحريم بيع الاثار ببريطانيا، لإيقاف تهريب اثار العراق بالأخص. ولحد الان جمعت ٣٠٠٠ توقيع معظمهم بريطانيون، للتوقيع على هذه الحملة.