علي عبد العال
المملكة العربية السعودية كما يعرف الكثير من المختصين السياسيين العرب والغربيين فضلا عن عامة الناس البسطاء من شعوب المنطقة، يدركون جيدا أن المملكة العربية السعودية تقوم على أساس نظام ملكي قمعي مرعب مكون من أطقم العائلة الملكية من آل سعود وأفرادها من الأمراء الذين لا يهم مقدار علمهم ومعرفتهم بواقع السياسة العربية والإقليمية والدولية بقدر ما يهمهم تحقيق الهيمنة المطلقة للأسرة الملكية الحاكمة والحفاظ على وجودها بشتى السبل القمعية ذات الطبيعة المناقضة لجميع الأعراف والنظم القانونية والديمقراطية بالعالم. مملكة لديها أكبر مصادر الطاقة بالعالم، وأكبر الثروات المادية، فضلا عن المكانة المعنوية ذات الشأن الديني الخطير على صعيد العالم الإسلامي، هذه المملكة تواجه في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب أكبر الأزمات السياسية والاجتماعية الخطيرة جراء فساد النخبة السياسية المنخورة من الداخل.
تمتلك مملكة آل سعود جميع مصادر الثروة بالبلاد وجميع مصادر القرار والقوة السياسية. إنها نظام سياسي شاذ عن جميع القوانين السياسية بالعالم المعاصر. مع ذلك يبيح لها الغرب “الديمقراطي المتحضر” بجميع المماراسات السياسية التي تقع بالضد من مبادئه وأعرافه العريقة. مجاملة الغرب السياسي للمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج هي عبارة عن مجاملة نادل أوروبي أنيق وذكي لرجل خليجي غبي يتمتع بالثراء اللامحدود. رؤساء دول أوروبية كبرى أمتهنت تلطيف صورة الأمراء الخليجيين العرب للحصول على الأموال السوداء الكبيرة لقاء صفقات سلاح مشبوهة وصفقات بترول مجانية تذهب قيمتها لجيوب كبار السياسيين الغربيين الخاصة. أموال شعب المملكة السعودية ليست للمواطنين العرب المساكين والضعفاء ولا للمستشفيات أو المدارس ودور العلم، إنها مخصصة للأرهابيين الذين يمزقون بلدانهم ومجتمعاتهم المسالمة خدمة لأمراء القتل والذبح والإرهاب. تنفق المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات لتفتيت المجتمعات الإسلامية المحتضرة في جميع أنحاء العالم، ويحتل الدجل والخداع سلّم أولوياتها السياسية. فالعربية السعودية تنفي دعمها لداعش بسوريا والعراق وجميع الأدلة الدامغة تثيت عكس هذا الإدعاء الكاذب. ويهاجم وزير خارجيتها المحنط ساسة وزعماء العراق وسوريا وإيران علنا، بينما يغذي الإرهاب برافد العنف والسلاح والمال من تحت البساط .
يدعي وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وهو الذي لا ينتمي لهذا العالم سوى عن طريق حقن المورفين، أن مملكته لا تدعم الإرهاب بالعراق ولا بسوريا، أي دجل يتجشم عناءه رجل لا ينتمي لهذ الواقع إلا عبر التهويمات والأوهام؟ النظام السياسي الملكي السعودي يعاني الإتهيار والتفسخ الداخلي لأنه لم ينتج أي منظومة سياسية اجتماعية متماسكة، سوى منظومة فتاوى القتل والتصفيات وترحيل الأزمات الداخلية الكبرى للخارج.