نائب عن المحافظة: الجيش انسحب قبل وصول المهاجمين
بغداد- وعد الشمري:
تمكن أكثر من 10 عناصر تابعين للدولة الإسلامية في العراق والشام من الفرار بعد سيطرتهم لساعات على جامعة الانبار محتجزين نحو 800 طالب وعدد من التدريسيين رغم محاصرتهم من قوات (سوات) لساعات عدة.
وأكد نائب عن المحافظة أن المهاجمين قاموا برفع الحواجز الكونكريتية المحيطة بالحرم الجامعي، بعد انسحاب الجيش المسؤول عن حماية المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة إلى “الصباح الجديد” إن “الهجوم على جامعة الانبار بدأ في الساعة التاسعة من صباح أمس السبت مع دخول نحو 800 طالب لتأدية الامتحان النهائي”.
وتابعت أن “مسلحي (داعش) الذين كان يتراوح عددهم بين (10- 15) عنصراً استغلوا طبيعة هذا اليوم الذي يعد عطلة رسمية ولا يحضر فيه إلى الجامعة ألا القليل من الطلبة”.
وأضاف أن “البداية كانت بتفجير عبوة على الجسر الوحيد الرابط بالجامعة ما احدث فتحة قطرها متر ونصف وبعدها ترجل المسلحون صوب بوابة الجامعة”.
وأردفت أنهم “اصطدموا بأربعة من عناصر حماية الحرم الجامعي (FBS) وأردوهم قتلى وانطلقوا إلى العمق بعد أن وأحكموا السيطرة على بوابتي الجامعة الرئيستين”.
وشددّت المصادر على أن “المسلحين توزعوا على مجاميع بواقع 3 عناصر على أقسام الجامعة واحتجزوا الطلبة والأساتذة رهائن لساعات ومنعوا الدخول والخروج إلى الحرم”.
وأفادت بأنه “في هذه الأثناء حاصرت قوات من (سوات) الجامعة وقام عناصرها بتفجير عدد من القنابل الصوتية والمسيلة للدموع ما دفع بالمسلحين إلى إطلاق رهائنهم الذين خرجوا من البوابة الرئيسية في حالة هلع كبيرة”.
وكشفتْ المصادر أن “القوات الأمنية وبعد استكمال اقتحام الجامعة، بعد ساعات عدة، فوجئت بعدم وجود أي اثر للمسلحين داخل الحرم والأقسام التابعة له”.
ورجحت “تمكن المهاجمين من الهرب مع الطلاب الذين غادروا الجامعة بمجرد أطلاق سراحهم مستغلين الفوضى التي تسببت بها الحادثة”.
كما أكدتْ المصادر أن “اي من الطلاب لم يصاب بأذى من الهجوم وان الخسائر البشرية كانت بمقتل الحراس الأربعة المتواجدين في البوابة الرئيسة فقط”.
ونبهت إلى أن “القوات الأمنية مستمرة بإجراء التحقيقات في مكان الحادث وإنها سوف تتطلع على كاميرات المراقبة المزروعة في أروقة الجامعة لمعرفة مصير المهاجمين”.
وأقرتْ المصادر بأن “الجامعة تقع في وسط الرمادي وبالقرب من مركز المدينة وهي منطقة آمنة لا توجد فيها سيطرة للمسلحين كما انه مساحتها التي تصل لـ 10 دونم ومبناها بعيد عن البوابة الرئيسة ما يصعب السيطرة عليها عكس ما حصل في سيناريو أمس”.
وفي غضون هذه التطورات، يفسر الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية هشام الهاشمي في حديث إلى “الصباح الجديد” أن “هجوم (داعش) على الجامعة يقع ضمن سلسلة المنافسة التي تجري بين الولايات التابعة لما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وتابع الهاشمي أن “ولايات المناطق ذات الغالبية السُنية تستعرض عضلاتها واحدة أمام الأخرى فالبداية كانت مع سامراء ومن ثم ديالى والموصل وأخيرا ما جرى في جامعة الانبار”.
وفي مقابل ذلك، أكدت النائبة عن الانبار لقاء وردي أكدت إلى “الصباح الجديد” أن “المهاجمين قاموا برفع بعض الحواجز الخراسانية المحيطة بالجامعة باليات وأمام مرأى الجميع”.
وتابعت وردي، القيادية في ائتلاف العربية بزعامة صالح المطلك، أن “قطعات الجيش التي كان من المفترض ان توفر الحماية للطلاب وحسب الاتفاق مع رئيس الجامعة، قامت بالانسحاب قبل دخول المسلحين ما يعزز الشكوك عن وجود شبه توطئ في عملية الاقتحام”.
وذكرت النائبة عن الانبار أن “الوضع في المحافظة اخذ يسوء يوماً بعد آخر والدليل في ذلك وصول المسلحين إلى مناطق آمنة كتلك التي تتواجد فيها الجامعة”.
وترى وردي أن “عناصر (داعش) وفي ظل ضعف القوات الأمنية لن تقف عند هذا الحد وستستمر بعمليتها الإرهابية وستحصد المزيد في الأبرياء وعلى الجهات الرسمية وضع حد أمام سلسلة الخروق هذه”.
يذكر أن محافظة الأنبار، ومركزها الرمادي تشهد، منذ (21 كانون الأول 2013) عملية عسكرية لملاحقة تنظيم ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية “داعش”، عقب مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن محمد الكروي ومساعده، وانتشار مسلحي التنظيم في أجزاء واسعة من المحافظة، وفيما تمكنت القوات المسلحة العراقية من إحراز تقدم في طرد المسلحين من الرمادي، تواصل تقدمها في معركة “تصفية الحساب” التي بدأتها في الفلوجة.