ظهرت من جديد مشكلة تردي التيارالكهربائي الوطني ، وهي حكاية كل صيف ، فمع الوعود التي يكيلها المسؤولون في وزارة الكهرباء للمواطن من تحسن كبير للطاقة الكهربائية واضافة وحدات جديدة الى ما متوفر من الطاقة وان هذا الصيف سيكون ( منعشا ) بفضل تشغيل المكيفات الكهربائية الحديثة ، يظهر على شاشة التلفاز المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء ليقول للمواطن ان الكهرباء تعاني من نقص في الوقود ، فاذا ما توفر سوف نجهزك بالكهرباء ولمدة 24 ساعة من دون انقطاع او حتى برمجة ، ثم تتعلل وزارة الكهرباء بضعف التجهيز لعدم دفع فواتير الكهرباء والبالغة مليار دولار من قبل المستهلكين وترهن تحسن التجهيز بدفع مستحقات الكهرباء من ديونها على المستهلك ، وتتبادل التهم مع وزارة النفط في تردي التيار الوطني والعودة الى القطع المبرمج اذا لم يتوفر الوقود، كل هذا والمواطن لا يدري لمن يلجأ ؟ ولا يعرف سر هذه اللعبة بين وزارتين يفترض منهما ان تكونا صادقتين امامه ، وهكذا تعود ( حليمة الى عادتها القديمة ) ففي كل صيف تعاد الكرة في تبادل الاتهامات ، ومن الطريف ان هذه الاتهامات تخمد في فصلي الربيع والخريف عندما تتحسن درجات الحرارة ويقل الطلب على استعمال الطاقة الكهربائية ، عندها يظهروزير الكهرباء مبشرا الجميع بوجود وفرة في الطاقة وان هذا الصيف سيكون مريحا للمواطنين بل يزيد ان ما متوفر يفيض عن الحاجة .
ولا ننسى بالطبع ابتسامة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني وهو يزف لنا بشرى تصدير الكهرباء الى دول الجوار مؤكدا ان سعر التصدير جيد ! كما لا ننسى غضب رئيس مجلس الوزراء من المسؤولين في وزارتي الكهرباء والنفط ومعهما نائبه لشؤون الطاقة الشهرستاني وتأكيده من انهم ( خدعوه ) هم لم يخدعوه وحد بل خدعوا الجميع ، والمتضرر الاكبر من هذا الخداع هو المواطن ، مع العلم ان المسؤول لا يعاني من ازمة اسمها الكهرباء كما لا يعاني من بقية الازمات ، وكيف له ان يعاني وهو يسكن المنطقة الخضراء المضاءة والمحصنة طيلة ساعات الليل والنهار ، انها الجنة الخضراء التي لا يدخلها الا ذو حظ عظيم ، واعود الى الكهرباء التي تدخل في كل بداية صيف الى اتهامات متبادلة بين قطبين كبيرين من اقطاب الازمة ، ويظل المواطن يدفع الاشتراكات في السحب الليلي والسحب الذهبي والتي تزداد مبالغهما وامره الى الله .