في «السماح بالرحيل» .. لا تندفع وراقب بهدوء

وداد إبراهيم :

تواصل مواقع التواصل ومنتديات اجتماعية ونفسية الاهتمام بكتاب «السماح بالرحيل» للكاتب والفيلسوف الامريكي د. ديفيد هاوكينز « 1913- 2002» وتناقلت بعضها مقاطع منه، فيما بدأ الكثير من مدربي التنمية البشرية بأخذ الدروس والطرق الكفيلة بتخلص الانسان من الطاقة السلبية ومشاعر الكأبة واليأس بشرح وعرض تفاصيل كثيرة منه علما انه صنف من الكتب التي تعنى بعلم النفس وتطوير الذات.
وكان هاوكينز قد الف العديد من الكتب التي تهتم بالتنمية البشرية وترجمت الى العربية ومنها «عين الانا من المكان حيث لا شيء مخفي، والانا الواقعية والذات، والنجاح هو لك، والقوة مقابل الاكراه، وانا احب ذاتي «وهو علم وفن حب الذات»، وتجاوز مستويات الوعي، والعلاج والشفاء، وعلى طول الطريق نحو التنوير»
لكن لماذا احدث كتابه السماح بالرحيل هذه الضجة الكبيرة؟
في مقدمة الكتاب يقول هوبكنز: انه لا توجد مشكلة في أن تتشكك فيما حولك، ولكن ضع باعتبارك أنه يجب عليك أن تحفظ مستوى حماسك لمستوى لا يجعلك مندفعاً، وكل ما عليك هو المراقبة في هدوء.
ويشرح هاوكينز في كتابه كيفية التخلص من السلبية وايجاد الوسائل الاكثر فعالية في تخفيف معاناة البشر بجميع اشكالها اذ ركز على حالات الوعي المتقدمة والتنوير، وكيفية التخلص من المعوقات الداخلية للسعادة والفرح والحب والنجاح والصحة وأخيرا التنوير.
ويستعرض الكاتب طرق التخلي عن المشاعر السلبية والفائدة التي يحققها الشخص في تطوير سلوكه برحيل مشاعر سلبية، كالقلق، ليصبح أكثر واقعية ولا يهرب من الواقع بأي شكل من الأشكال، بحيث يصبح لديه قدرة أكبر على الانفتاح الروحي.

آلية التخلي
فيقول: البداية بأن تسمح لنفسك بعيش المشاعر وأستحضرها، بدون أي مشاعر ضد لها، ومن دون محاولات المقاومة، أو محاولة تغير الإحساس، فمقاومة المشاعر تجعلها تستمر فترة أكبر، وفي البداية قد يختلط الأمر عليك بوجود مشاعر خوف من المواجهة وتركز على الشعور منفصلاً عن الأحداث أو الأفكار المرتبطة به، ضع أمام عينك أن المشاعر مجرد برامج بقاء يعتقد العقل أنها ضرورية فيبقي عليها، التسليم يعني التخلي عن العاطفة القوية تجاه الأحداث وتابعيتها، وإذا استسلمت لوجود مشاعر معينة وعادت مرة لك هذا يعني أنك بحاجة للمزيد من الاستسلام والتقبل بوجودها..
وأثناء التدرب على السماح بالرحيل أستخدم مخطط لتقارن تقدمك، وتقارن حالك قبل التخلي وبعده. وإذا واجهت نفسك ووجدت أن هناك مشاعر ما لازلت مستمرة فأستسلم لفكرة أنك عالق بتلك المشاعر، فتسهل مرورها.

تحليل العواطف
في الفصل الثالث من الكتاب يقف الكاتب عند العواطف فيقول: وشعار هذا الفصل هو أن البساطة واحدة من خصائص الحقيقة، والبقاء أحياء هو هدف من أهداف الإنسان الرئيسية، وان على الفرد لكى يجرب المشاعر المختلفة عليه تجربة مواقف مختلفة، فيشعر الشخص بمشاعر تجاه ما يفعله، ولكل شيء تفعله عليك بسؤال نفسك سؤال «لماذا» لتكتشف سبب هذا الشعور وما الهدف الذي يخدمه في داخلك دون وعي منك.

من العار الى السلام
ويشرج الكاتب مستويات الوعي فيقول: هناك مستويات للوعي تبدأ بالحد الأدنى وبالتوالي تزداد، يبدأ بمستوى وعى العار وينتهي بمستوى وعى السلام الذي لا يصل له سوى عدد قليل جداً من البشر، وتظهر في حياة الفرد أحداث سيئة، وأشخاص يتحدّون معه في عزف سيمفونية الألم، وهذه المشاعر لها طاقات وذبذبات قوية جداً كفيلة بأنّ تصنع الجحيم لمن يوجد في هذه المستويات، وهي كالآتي:
(20) العار: انتحار عقلي وهو أدنى مستوى للوعي
(30) التأنيب: اللوم ولعب دور الضحية
(50) اللامبالاة: العجز والفقر لكل شيء
(75) الأسى: الحزن والحداد
(100) الخوف: القلق والكبت
(125) الرغبة: لها مساران خير وشر ( حدد رغباتك وقوّمها)
(150) الغضب: الصراع والحروب (سببه عدم الحصول على الرغبة والشعور بالفشل)
(175) الكبرياء: تضخم الأنا والتكبر (عائق للتغيير) يُحمّل الغير المسؤولية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة