جاء في الحديث الشريف :
” مثل المؤمن مَثَلُ النخلة “
-1-
لم تكن صدفةً عابرة أن يكون العراقُ وطننا الحبيب بلدُ النخيل .
والنخلة لها من المزايا والسمات ما جعلها مضرب الأمثال .
قال الشاعر :
جازِ الاساءةَ بالاحسانِ إنْ صدرتْ
مِنْ إمرئٍ زلّةٌ تدعُو الى الغَضَبِ
سجيّةُ النخلِ مَنْ يضربْهُ في حَجَرٍ
جازاهُ عن ضَرْبِه بالبُسر والرُطَبِ
-2-
وباختصار شديد نقول :
تعرف النخلة بصمودها أمام العواصف والرياح، وهي تبقى ثابتةً شامخةً مقاوِمة، وهكذا يجب أنْ يكون المؤمن راسخُ القدم ، مرفوعَ الرأس ، ثابتا لا ينحني أمام التحديات والأهوال .
-3 –
وهذا لا يعني أنَّ النخلة أقوى من كل الهجمات الضارية للأعاصير فقد تنكسر ولكنها لا تنحني .
وهكذا هو المؤمن فقد يواجه من هجمات الطواغيت وجبروت الطغيان ما يفوق قدرته على التحمل ولكنه لا يفقد أصالته وعزته وبالتالي لن يكون ذليلاً قابعاً في غياهب الضيم والقهر …
-4-
واذا كانت النخلة تجازي الاساءة بالاحسان ، فتعطي ضاربها بالحجر طيّبَ الثمر ، فان الانسان المؤمن يدرأ السيئة بالحسنة ،
ويدفعُ بالتي هي أحسن ،
ويقابل المسيء بالاحسان .
-5-
وليس في النخلة شيء مُضّر على الأطلاق .
وكل ما فيها نافع مفيد
وهكذا هو المؤمن الأصيل لا تراه في كل ممارساته ومساراته الاّ نافعاً صالحاً بعيداً عن الاضرار بالآخرين .
-6-
أمّا أدعياء الايمان – وهم كثيرون للاسف الشديد – فهم لا يحملون ما تحمله النخلة من مواصفات ، ولا يُحسنون الاّ فن اللهاث وراء المصالح والمكاسب الشخصية ولو كانت على حساب الدين والشعب والوطن
وهنا تعظم المصيبة .
حسين الصدر