أنبياء الأهوار

متابعة الصباح الجديد:

صدرت حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مجموعة قصصية للكاتب العراقي المقيم في برلين نعيم عبد مهلهل بعنوان «أنبياء الأهوار»، جاءت في 192 صفحة من القطع المتوسط.
يقول الكاتب في تظهيره لقصصه: في روايةِ الهبوطِ من العُلى إلى الأرضِ، نزلَ آدم وزوجته حواء تحتَ ظِلّ سدرة خضراء، قربَ مكانٍ يلتقي فيه نهرا ميزوبوتاميا (دجلة والفرات) في مدينةِ القرنة جنوبِ العراق. وفي أديم النصّ السماويِّ والأسطوري والحكائي الشعبي لقصة النزول تنتشرُ الرؤية في خيالِ البشر، ومنها يأخذ البشر العِبر والرسامون الصور. وتبقى قصةُ التفاحة من بعضِ أسبابِ هذا النزول، وثيمة أولِ الروايات الكونية. لهذا حين نوى أحدُ المعلمين إكمال نصفَ دينه، جلبَ صندوقَ تفاح للمعلمين والتلاميذ ليوزّعه عليهم بمناسبة خطوبته، فوجدتها مناسبة لأزرع في ذهنِ التلاميذ البدايات الرّوحية والقصصية لقصة نزول أبي البشر آدم، في مكان قد لا يبعد سوى أربعين ميلًا عن قريةِ أم شعثة حيث تقع مدرستنا. برحمته وبصفاء دمعته الحزينة شاهدتُ ملامح آدم لأوّل مرّة في عيون أطفال الأهوار، وثمة سعادة مشتركة بين الاثنين، ولأنني لا أعلم إن كان الأطفال في قريتنا قد سُمحَ لهم في مناسبة ما أن يقضموا التفاحَ الأحمرَ بتلك السعادة واللذة التي أراها في عيونهم عندما قلتُ لهم: وأنتم تأكلون التفاحة استمعوا إلى حكايتها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة