احلام يوسف
عدد ليس قليل من الاشخاص البدينين عندما يتحدثون عن انفسهم يخبرونك انهم يعيشون حياة قلقة يملؤها الحزن والالم وبأنهم لا يجدون وسيلة لتخفيف هذا الالم الا بالأكل، وهذا تحديدا ما لجأ اليه عدد من الاشخاص وقت الحظر المنزلي الذي فرض بعد تفشي فيروس كورونا. وبعضهم يرفض الاعتراف بانه يلجأ الى الاكل للتخلص من الالم او الحزن الذي يشعر به خوفا من اللوم.
يذكر هشام النقاش الباحث بالطب النفسي ان “الاكل العاطفي او ما يطلق عليه “emotionalh eating” وسيلة يتبعها الشخص عندما يكون عاجزا عن فعل أي شيء غير الاكل، لذلك فأول ما يمكن ان انصح به، ممارسة الرياضة التي تعزز من الثقة بالنفس وتؤثر ايجابا على الصحة النفسية والبدنية على حد سواء، وايضا سنقتل بعض الوقت معها. الاكل العاطفي او الشراهة العاطفية تشكل خطورة كبيرة على صحة الشخص المصاب بها، فاغلب الامراض عندما نقرأ عنها نجد ان البدانة احد اهم اسبابها.
وتابع: “غالبا يعاني الاشخاص الذين يعانون من البدانة مشاعر سلبية، من ضمنها الملل والروتين والغضب والاكتئاب لدى البعض، والمشكلة ان زيادة وزنهم تزيد من حالة الاكتئاب واحيانا الشعور بالذنب لدى من يقرر الالتزام بحمية ومن ثم يضعف امام اكلة معينة، وبالتالي يتضاعف الشعور بالحزن واللجوء الى الاكل العاطفي بصورة اكبر، وهكذا يظل يدور داخل الدائرة نفسها.
هل يمكن معالجة هذه الحالة وكيف؟
- “بالتأكيد فلا توجد حالة مرضية الا وهناك علاج يقضي عليها. اركز دائما على اهمية التأمل، اذ يساعدنا على تخفيف التوتر والنظر الى أي مشكلة بترو والتركيز مع الذات، وبالضرورة معرفة ما نشعر به تجاه ما يحصل، من دون توتر، التأمل حالة تربطنا مع الرب بصورة معينة، والاستعانة بالله اهم خطوة للتخلص من التوتر والقلق”.
وتابع “هناك ما يسمى بـ (CBT) الذي يعني العلاج السلوكي المعرفي وهذا يكون بإشراف اخصائيين بالطب النفسي، يساعد المريض على تغيير انماط سلوكه. ايضا العلاج السلوكي الجدلي(DBT) وتهدف إلى مساعدة الأشخاص في ضبط عواطفهم، إذ أن جميع أنواع العلاجات تساعد الشخص في السيطرة على مشاعره بطريقة واعية وبذلك تتجنب هذا السلوك وسيعثر على وسائل اخرى لتخفيف التوتر والاضطراب.
وختم: “هناك نقطة مهمة يجب ان نركز عليها اضافة الى ما سبق تتعلق بتقبل اننا مصابون بهذه الحالة، وبانها حالة شائعة وموجودة في كل العالم، كي نتقبل امر البحث عن علاج لها. واننا في بلد تحكمه العلاقات العاطفية وصلات القربى، فلا بأس ان نبحث عن صاحب نفضفض اليه ما نعانيه من مشكلات حتى وان لم يساعدنا في ايجاد حل لها فكيفي اننا افرغنا الطاقة السلبية التي كانت بداخلنا كي نجنب انفسنا الاصابة بالشراهة العاطفية التي تفعل فعل أي مادة يدمن عليها الاشخاص، تحسن المزاج لفترة قصيرة لكنها تزيد من التوتر والاضطراب اكثر”.