صدر مؤخرا كتاب (هل أفضل ايام البشر قادمة؟) ترجمة وتقديم نصير فليح، عن دار نابو للنشر والتوزيع، ويقع في 143 صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب عبارة عن مناظرة رباعية بين اربعة من أبرز مفكري عالمنا المعاصر، اثنان منهما متفائلان بخصوص مستقبل البشرية، واثنان آخران متشائمان أو اكثر تحفظا، والمتناظرون الاربعة هم الان دو بوتون، ستيفن بنكر، مات ردلي، مالكوم غلادويل. ان موضوع مستقبل البشرية بالطبع موضوع رئيس وشامل ويمد جذوره وتشعباته في كل مجال فكري وروحي واجتماعي تقريبا. فهو يرتبط بالعلم والدين والتنوير والعقل والعقلانية والتكنولوجيا والفلسفة والاخلاق والسياسة والفرد والمجتمع والبيئة. وفي التصورات الدينية يتعلق بأمور مثل آخر الزمان وفناء البشر او مصيرهم. لكن المتناظرين الاربعة رغم اختلافهم الشديد، يتناولون الموضوع من زوايا فكرية وفلسفية وتاريخية وعلمية واجتماعية معززة بالأرقام والاحصائيات، وبقدرات فكرية وحجج قوية وبارعة ودقيقة من كل الطرفين المتناظرين رغم تعارضهما الشديد. من المحاور الرئيسة التي تدور حولها المناظرة امور ترابطية العالم المعاصر، وما يمكن أن يترتب عليها من تقدم او مخاطر، وكذلك تغيرات المناخ، وشتى التهديدات الشاملة. وهذه جوانب اصبحنا نشعر بوجودها بقوة اكبر يوما بعد يوم، من فايروس كورونا مؤخرا، الى ما سبقه من حرائق غير مسبوقة النطاق في استراليا او الاعاصير والحرائق الشاسعة قبل ذلك في الولايات المتحدة. هذا فضلا بالطبع عن احتمالات النزاعات النووية او الحروب الالكترونية وما يمكن أن تؤدي اليه. ان مجتمع البشر المعاصر يسميه بعض المنظرين (مجتمع المخاطرة) او (مجتمع المجازفة)، حيث ان هناك احتمالات معينة، نادرة الحدوث اجمالا، ولكن اذا حدث احدها او قليل منها فانه قد يمسي تهديدا وجوديا للبشر برمتهم، او لقارات وبلدان ومناطق اكثر سعة من اي وقت مضى، كما نلاحظ على سبيل المثال مع حالة فايروس كورونا، سواء كان ظهور هذا الفايروس عرضيا او مخططا. المقدمة التي كتبتها للكتاب تتناول باستعراض سريع الجذور الفكرية للمواضيع المطروحة على مدى قرنين من الزمان الى يومنا الحالي.
هل أفضل ايام البشر قادمة؟
التعليقات مغلقة