دعته إلى الإسراع في حسم ملف السجناء والمغيبين
بغداد- وعد الشمري:
بدأت الكتل السنيّة متحمسة لتكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، وتحدثت عن عقد اجتماعات معه لطرح رؤاها للمرحلة المقبلة، لكنها شددت على ضرورة تضمين برنامجه جميع النقاط التي طرحها في الإعلام، إضافة إلى الإسراع في حسم موضوع السجناء والمغيبين.
ويقول القيادي في تحالف القوى العراقية حيدر الملا، إن “البرنامج الحكومي الذي أعدّه الزرفي قد أطلعت عليه، ويتضمن فقرات جيدة جداً راعت مطالب المتظاهرين والوضع السياسي والأزمات الحقيقة التي تواجه العراق على المستويات الصحية والاقتصادية”.
وتابع الملا، في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن “العديد من الكتل السياسية مدّت يد العون إلى رئيس الحكومة المكلف، كون وقوع الاختيار عليه يمثل سحب البساط من القادة التقليديين الذين تحولوا إلى أزمة حقيقية في البلد”.
وأشار، إلى أن “الحكومة المقبلة يجب أن تمتلك رؤية عن طبيعة العلاقات مع دول الجوار بمختلف تسميتها، وأن تعطي الأفضلية للعراق ولا تجامل طرفا على حساب الأخر”.
ويرى الملا، أن “الزرفي يتمتع بعلاقات ايجابية مع جميع الطبقة السياسية من مختلف مكونات الشعب العراقي، وهذه النقطة تحسب له، وتمكنه من النجاح في مهمته”.
وعن اللقاء الذي جمع الزرفي برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي والمخاوف من وجود اتفاق خلف الكواليس بشأن الحكومة، يعلّق القيادي في تحالف القوى، أن “الزيارة كانت طبيعية، والمرشحين لم يتم اختيارهم بعد لكي يتدخل الحلبوسي في عملية تمريرهم”.
ويسترسل الملا، أن “اللقاء جاء باعتبار الحلبوسي ابرز قيادات تحالف القوى العراقية، وكان الحديث يدور حول البرنامج الحكومي، ومعرقلات انجاز الكابينة الوزارية”.
وبين، أن “التكليف من ناحية مبدأية كان بمباركة نحو 90 نائباً، اغلبهم من المكون الشيعي، بعد فشل القيادات في اختيار المرشح رغم انتهاء المهلة الدستورية، والعدد الآن في تزايد مستمر”، معرباً عن اعتقاده بأن “الزرفي أصبح يمتلك الأغلبية العديدية التي تمكن مجلس النواب من عقد جلسة مكتملة النصاب، والتصويت على حكومته”.
ويحدد الملا، المشكلة الوحيدة التي تواجه الزرفي، بأن “إيران لا تقبل به رئيساً للوزراء، وهي أساس المعضلة، فالقضية غير مرتبطة بالتوافق الشيعي كما يدعي البعض ذلك”.
من جانبه، ذكر المتحدّث الرسمي لجبهة الإنقاذ والتنمية بزعامة أسامة النجيفي، أن “القوى السنية تؤيد ترشيح الزرفي، لأن رئيس الجمهورية برهم صالح استخدم صلاحياته الدستورية في هذا الشأن”.
وتابع عبد الكريم عبطان، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “الكتل تترقب المنهاج الحكومي والمرشحين لشغل الحقائب الوزارية الذين نتمنى أن يكونوا من المستقلين القادرين على حل المشكلات العراقية”.
وشدّد، على أن “المهمة الأولى التي تنتظر رئيس الوزراء المكلف، هي الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم وفق الآليات القانونية”.
وتشترط جبهة الإنقاذ, وفقاً لعبطان، أن “يكون عمر حكومة الزرفي لمدة عام فقط، يتم فيها التهيئة لانتخابات مبكرة حرة ونزيهة وتصون إرادة الناخب العراقي”.
ويؤكد، “مساندة القوى السنيّة لجميع ما طرحه الزرفي خطاب التكليف على صعيد فرض هيبة الدولة وحصر السلاح، وإقامة علاقات دولية مبنية على أساس عدم التدخل في الشأن العراقي”.
وتحدّث عبطان، عن “لقاء قريب يجمع قيادات الجبهة بالزرفي، خلاله سوف نطرح عليه مشكلاتنا بخصوص المغيبين وضرورة سن قانون العفو العام، وإلغاء تشريعات الحاكم المدني بول بريمر”.
ويواصل، أن “مباركتنا للتكليف لا يعني أننا منحناه الضوء الأخضر، فهناك شروط ينبغي الالتزام بها لكي نصوت عليه في مجلس النواب”.
وينقل عبطان، “رفض جبهة الإنقاذ المشاركة في حكومة الزرفي، أو أي حكومة تليها ما لم تكن لدينا انتخابات نزيهة تعكس الصورة الحقيقة لما يريده الشارع العراقي”.
ويتوقع، أن “يجتاز العراق خلال هذه المرحلة المحاصصة الطائفية، والتخلص من زعماء الخط الأول الذين كانت لهم تجربة سيئة في إدارة الدولة، والخروج من التأثير الخارجي”.
وانتهى عبطان إلى القول، إن “العراقيين يريدون أن يعيشوا في بلد مستقر، بعيداً عن المشكلات المتراكمة، ونحن مع أن ننطلق بمشروع يخدم المصلحة العامة، ويقضي على جميع سلبيات المرحلة السابقة”.
وأفاد مقربون من الزرفي إنه بلغ خطوات متقدمة في تشكيل حكومته، وأن دعماً دولياً كبيراً يحظى به من أجل إدارة البلد للمرحلة الانتقالية.