وداد إبراهيم
ثمانون عملا فنيا في الرسم والخزف اتسمت بالبراعة الادائية والثراء الروحي والقيم الجمالية البغدادية في مجالي الرسم والخزف كانت حصيلة المعرض الاستعادي للفنانة التشكيلية ساجدة المشايخي واحتضنتها قاعة عشتارفي دائرة الفنون العامة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار وافتتحه الدكتور عبد الأمير الحمداني وزير الثقافة صباح امس الأربعاء بحضور الدكتور علي عويد مدير عام دائرة الفنون العامة بالوزارة وعدد من الفنانين والإعلاميين.
وكانت المشايخي قد اقامت معرضها الأخير عام 2016 على قاعة (اوج ) في بغداد من اجل التواصل وإعلان حضورها الفني الدائم، مهدت لها طفولتها وسنوات الدراسة وعيا بجمالية الأسلوب البغدادي، وجوه وشناشيل وقباب وازقة لتستنطق الجمال البغدادي في كل اعمالها منذ ادراكها للفن وحتى هذا المعرض.
«خطف بصري وانا صغيرة مشهد والدتي ومعها عدد من النسوة في بيتنا يجتمعن في جلسة تسمى(القبول) وهي ما يشبه (حفل شاي)، اوجلسات أسبوعية تقام في بيوتنا كواحدة من العادات البغدادية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، فكنت احدق في وجوه دائرية جميلة بعضهن يلبسن الاساور(الملوي) وفي ارجلهن الخلاخيل، لتترسخ في ذاكرتي صور وملامح ومشاهد جميلة»، هذا ما تحدثت به المشايخي لل (الصباح الجديد) واضافت: في تلك الفترة تشكلت لدي حالة التشبث بالنموذج، بالإضافة الى تأثري بالمدرسة البغدادية، وأسلوب الرائد جواد سليم فرسمت النساء بلا عيون لان النموذج البغدادي للمرأة هو ما ترسخ وليس الملامح، وكان الجميع يسأل: لماذا الوجه بلا عيون؟ فوضعت العيون الدائرية الكبيرة الجميلة، طورت اسلوبي الى بغداديات حديثة بالأخص الملابس والألوان والخلفية، وهذا ما تجسد في اعمالي الخزفية اذ أنجزت الكثير من الاعمال البغدادية منها الجدارية التي انجزتها عام 1998 وتركتها دون ان تكتمل، الان اضعها في المعرض، وقد تكون جدارية في احد اهم ساحات بغداد او في مطار بغداد باعتباره واجهة تستقبل المسافرين الى بغداد».
اما عن الرسالة التي توجهها في هذا المعرض فقالت: حرصت في هذا المعرض ان اضع خلاصة تجربتي في الرسم والخزف خلال فترة تصل الى أربعين عاما، لأقول لجيل الشباب ان يطلع على منجزنا الفني خلال فترة كانت عبارة عن حروب وحصار وعدم وجود وسائل التواصل والانترنيت، و كنا نجلب مواد الخزف ونجمعها لنستخرج المادة التي نريدها او اللون الذي نريده، وكنت استعين ببعض إكسسواراتي الملونة وبالأخص اللون الأصفر واغليه مع مادة كيميائية من اجل استخراج اللون لإكمال عمل فني».
ضمن الحضور كان الخزاف قاسم حمزة الذي تحدث الينا قائلا: الفنانة ساجدة المشايخي لها بصمة في الخزف العراقي والاعمال التي قدمتها تنتمي الى فترة ما قبل الرسم واجدها في الخزف اكثر مما هي في الرسم والمعروف ان الخزف لا اتجاه فيه من الممكن الاستفادة من الموروث الحضاري والشعبي وهي أيضا استفادت من هذا الموروث».
اما الفنان عبد المنعم الحيالي فقال: المشايخي فنانة لها اسم مميز وما قدمته الان يؤكد ان لها بصمة وسيرة ثرية في فن الخزف واجد في اعمالها طقوس للمرأة العراقيـة والتـي قدمتهـا بتقنيـة عالية كما اجد تأثير الفنان خضير الشكرجي وتأثيرات جواد سليم على مجمل اعمالها».