المجتمع والفلكلور

هاشم مهدي السوداني

الفلكلور ابداع انساني مجتمعي حيث يصنع ويصوغ الانسان الفنان والاديب خبرته وحكمته التي تتناقل من جيل الى جيل بما يتوافق مع واقع الحياة التي عاشها الناس ونعيشها في حياتنا اليومية , حيث ان ( الفلكلور Foik-Love ) ذلك العلم الجميل الذي شاع عندنا باسم ( الفن الشعبي ) او الفنون الشعبية , اما المصطلح العلمي العربي لهذا الابداع الشعبي فهو (المآثورات الشعبية ) كترجمة دقيقة للمصطلح الانكليزي وهذا الابداع الجماعي تعبير عن اصالة الشعوب بتنوع اطباعها وقومياتها من خلال معيشتها وممارساتها اليومية بالفنون المتعددة , فالفنون الغنائية الشعبية تختلف بين المجتمعات سيما بالمناسبات( كالافراح والاتراح ) كما ان الاحداث والقصص والحكايات الشعبية هي جزء من الفلكلور وكذلك الموسيقى بايقاعها والحانها وآلاتها تعبر بشكل مباشر ايضاً مع الرقصات والحركات الايقاعية وهي تمثل الحالة الفكرية والوجدانية للمجتمع يضاف الى ذلك الفنون التشكيلية والنقوش وصناعة الدمى وتطريز الملابس والحلى وغير ذلك من اشكال الابداع الشعبي الذي يصدر من الرؤية الفنية للمجتمع في اطار عاداته وتقاليده وبيئته بتعبير صادق وبسيط وبثقافه تحدد معالم الشخصية الحضارية لكل مجتمع … فالفن الشعبي في الحياة هو من ( الماثورات الشعبية ) – الفلكلور – ففي بلدنا العراق يختلف ذلك من بيئة الى بيئة اخرى وتختلف معه الاحداث والحكايات الشعبية وكذلك تناول بعض الخرافات التي تجسد باعمال مختلفة وهذه الثقافة تعبير عن فكر ووجدان وثقافة المجتمع وتبين اصالته التي تتوسم بالوسائل الفنية فتراثنا الثقافي غني ( بالفلكلور ) حيث كانت جهود الرواد الاوائل بشتى اختصاصاتهم من مفكرين وادباء ومؤلفين وفنانين وما كان يقدم عبر شاشة التلفاز بمشاهد جميلة معبرة وامثال هؤلاء طيبي الذكر ( يوسف العاني وسليم البصري وراسم الجميلي وخليل الرفاعي وسامي عبد الحميد وغيرهم ) وهم ينقلون للمتلقي صورا حية عبر الإعلام المرئي وكذلك المسرح من عادات وسلوكيات والممارسات الاجتماعية بأنواعها كما كان للفرقة القومية دورها المتفاني بتقديم الرقصات الفلكلورية الشعبية الرائعة متناغمة مع الإيقاعات الموسيقية وإلحانها , وابدع النحاتون وذوي الاختصاصات العديدة بإبراز معظم العادات الشعبية على مر العصور وان تنوع ( الفلكلور ) في بلدنا العراق مستمد من طبيعة وبيئة اهله واختلاف العادات ففي شمال العراق حيث الجبال التي تفرض اساليب الحياة التي تعطي فلكلورا يختلف عن شرق او غرب البلاد سيما البيئة في الجنوب ومعيشه المجتمع هناك تبين كيفية التعامل بالمسطحات المائية ( الاهوار ) وكيف هي الوسائل التي تساعدهم في حياتهم اليومية وهي تبني حركة فكرية وجدانية من خلال ثقافة جميلة رصينة تحكي واقع المجتمع , فالفلكلور إضافة انسانية مستمرة للحياة ووسيلة مباشرة من وسائل المعرفة منذ قديم الزمان وهو يعبر ويصنع وينشد ويشعر بقدرات إبداعية , وهنا لابد من وقفه فيها مناشدة الى ( وزارة الثقافة والسياحة والاثار ) يتطلب ان تكون مساهمة ومشجعة باستيعاب هذه الطاقات المعبرة عن ثقافة مجتمعاتها كما يتطلب ان تكون المؤسسات والدوائر والمتاحف الشعبية مرتبطة بهذه الوزارة مباشرة كما هو شأن المسارح للحفاظ على هذا التراث الفني بقيمته الجمالية والقدرات الابداعية للمجتمع التي تمكنه من صنع الحياة على ارض الرافدين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة