سمير خليل
منذ بواكيره الاولى كان الفن صورة امينة تعكس حياة البشر بحلوها ومرها، وكانت جدران الكهوف شواهد على الومضات الاول التي ابتدعتها انامل فطرية جل ماكانت تريده ان تجسد المشاهد الحياتية على تلك الجدران، ولو اعتبرنا هذه الجدران لوحات فنية فانها تمسك ولو قليلا اشتراطات اللوحة الفنية والتي تشكل مرآة امينة تعكس صورة الواقع.
من هنا ولقرون وعقود توالت باتت متلازمة الفن والمجتمع من ابرز مظاهر الحياة البشرية حيث صار الفن واحة للهم الانساني والعلاج الشافي لآلام البشر ومقياسا لواقع الحياة الانسانية، لذلك تمددت هذه المهمة (تصوير الواقع) مع تنوع الفنون وانتشارها .
ولان الحياة الاجتماعية لجميع البشر مرت وتمر بمتغيرات تفاوتت تأثيراتها بين مكان ومكان آخر فقد كان الفن كنشاط ومهمة انسانية يواكب هذه المتغيرات ويعمل على ابرازها وتنقيتها من القبح وتصويرها بصورة زاهية آخذة بنظر الاعتبار ان العين والنفس البشرية تبهرها الصورة الاجمل من الفنون عامة، ويضم التاريخ بين ثنايا سنواته اسماء كثيرة يصعب حصرها في زاوية الكتابة الصغيرة هذه كان لها الدور الكبير في خدمة بلدانها وشعوبها بل ذهبت ابعد من هذا بان حملت لواء الكفاح والنضال ضد الظلم والاستبداد مما حدد لها موقفا مناهضا للظلم وهذا الموقف كان ثمنه ان دفع العديد من مبدعي البشرية حيواتهم ثمنا لموقف بطولي شريف،او كانوا نزلاء السجون والمعتقلات، لكننا يمكن ان نعدد بعض هؤلاء وفي شتى الوان الفن فهناك الفنان العالمي شارلي شابلن والرسام الاسباني غويا والمغني التشيلي فيكتور جارا والمغنية جنوب الافريقية مريام ماكيبا ،وعلى صعيد عراقنا الحبيب وعالمنا العربي تبرز اسماء خالدة كالتشكيلي الخالد جواد سليم والمطرب عزيز علي والمصري سيد درويش ومواطنه الشيخ امام واللبناني مرسيل خليفة والمغنية الفلسطينية زينب شعث اضافة للكم الهائل من الفنانين الذين اسهموا في صنع تاريخ بلدانهم وشعوبهم.
لذا تصبح اللوحة والاغنية والمسرحية اياد تبني وتشيد وتخفف الالم وتفرح النفس وفي الوقت نفسه هي سلاح ماض في محاربة الظلم ونصرة المظلوم كما هي اداة استفزاز من اجل ان يعمل الانسان على تحسين عيشه وامنه ورفاهيته..
هنا توخينا ان ننشر موضوعات فيها ما يبدو عليه انه أقرب الى التعريف، وانما توخينا من هذا ان تطلع الأجيال الجديدة في وقت مبكر، على ما كان وصل الينا متأخرا.