البحرين تنتزع أول ألقابها الخليجية بالضغط العالي والحيازة والمرونة التكتيكية
بغداد ـ فلاح الناصر:
بعد انقضاء بطولة كأس الخليج العربي بالنسخة 24 التي ضيفتها العاصمة القطرية الدوحة، وانتزع لقبها المنتخب البحريني بجدارة لينال أول لقب في تاريخ البطولة، لا بد ان تكون للخبراء تحليلاتهم الفنية التي يؤشرون فيها مكامن القوة في المنتخبات المشاركة، إلى جانب نقاط الضعف التي أسهمت في تراجع المستوى الفني لمنتخبات كانت مرشحة وبقوة للظفر بالكأس.
فحتى قبل بدء البطولة بايام قلائل، كانت هنالك 3 منتخبات مقاطعة للمنافسة هي البحرين والسعودية والإمارات، الأمر الذي يحتوي مفارقة، ان هذه المنتخبات عادت لتشترك في البطولة على عجل، ونجحت منتخبان منها في التأهل إلى النهائي، فقد توج البحرين باللقب على حساب السعودية.
الخبير الكروي، الأكاديمي د. كاظم الربيعي، تحدث لـ «الصباح الجديد» عن مشاركة منتخبنا الوطني في البطولة، فقال: فريقنا قدم مستويات فنية جيدة امام المنتخبين القطري والإماراتي، حيث تمكن فريقنا الوطني من اصابة شباك المنافسين في الشوط الأول، لكن الشوط الثاني في المباراتين شهد تراجعا غير مبرر، اما مباراتي اليمن في الجولة الاخيرة لمنافسات المجموعة الاولى، والبحرين في دور نصف النهائي، فكان المستوى الفني لأسود الرافدين ضعيفا،مقارنة بمواجهتي قطر والإمارات.
يضيف الربيعي، بقوله: فريقنا كان يحتاج إلى العمل التكتيكي الهجومي وكيفية بناء الهجوم من القادمين من الخلف وتدوير الكرة، كما شاهدنا ذلك في اداء منتخبات البحرين والسعودية وقطر، في هذه المنتخبات لاحظنا اداء اللاعبون وكيفية تأقلمهم بصورة مثالية مع افكار المدربين، وطبقوا اساليب متنوعة هجومية ورؤية تكتيكية جيدة فوق المستطيل الأخضر، كما كان التركيز الذهني العالي والتمركز الصحيح في منطقتي الوسط والدفاع ليعملوا على تطبيق مبادئ ايجابية في الدفاع والهجوم واحراز الأهداف الجميلة.
كاتانيتش، اسهم في احباط نفسي لبعض اللاعبين، كما محمد قاسم وعلاء عباس وعلاء عبد الزهرة، كان بامكاننا الوصول إلى المباراة النهائية، لولا الاخطاء الدفاعية وعدم وضوح النهج الهجومي وهبوط مستوى اللياقة البدنية في الشوط الثاني بصورة واضحة وهذا مؤشر سلبي على اداء لاعبي منتخبنا الوطني العراقي.
يتابع الربيعي، قائلا: كسبنا لاعبين شباب جدد» محمد قاسم ومحمد رضا وشريف عبد الكاظم وميثم جبار» البطولة كشفت لنا مستويات لاعبينا الحقيقي ومستوى مدربنا السلوفيني المحترف، وهل بامكانه الوصول باسود الرافدين إلى مونديال قطر 2022، وهذا أمر صعب ونحتاج إلى فكر تكتيكي عالي وإلى لاعبين متميزين في مراكز وسط الملعب والظهيران، ونقاط عدة اخرى لتحقيق حلم الصعود للمرة الثانية في تاريخ الكرة العراقية إلى نهائيات كأس العالم.
يشير الربيعي، إلى ان الإدارة الفنية الرائعة للاعبين العرب تحت قيادة مدرب السعودية، المحترف الفرنسي هيرفي رينارد، ومدرب البحرين المحترف البرتغالي هيليو سوزا، وكيف كان التٌلم واضحاً مع الفكر التدريبي لهذين المدربين مع اللاعبين.
وعن تتويج البحرين بكأس الخليج للمرة الاولى في تاريخ مشاركتها في البطولة، اكد ان البحرين لعبوا بفكر وشجاعة المدرب هيليو سوزا، فهو قام بتجهيز 22 لاعبا باسلوب واحد، تشكيلتين ثابتتين، لكل مباراة تشكيلة، مما يؤكد استراتيجية اللعب بتوليف احتياط مثالي ورائع، بذلك استطاع المدرب الحفاظ على اللياقة البدنية الاحتياطية الجاهزة، فلعب كل مباراة بطاقة تشكل 90 دقيقة متواصلة وهذا عامل مهم في الوصول إلى تحقيق النجاح، البحرين لعب باسلوب الضغط العالي وتدوير الكرة وحيازتها والمرونة التكتيكية ليستحق دخول قائمة ابطال الكأس الخليجية، بجدارة ليقدم البحرين درسا مهما في لعب كرة القدم الحديثة والانسجام مع الفكر التدريبي العالي للمدرب.