في نسختها للحياة.. قطر: حاضنة الفن، العمارة، التنمية.. والناس
الدوحة ـ احسان ناجي:
هنا شبه الجزيرة الخليجية. نظرة سريعة عبر نافذتيّ الطائرة يميناً ويساراً، لتحدثنا التوليفة عن البحر والرمال والناطحات،… وليقول مطار الدوحة فخامته وسلامته في أجواء ربيعية تستعد لها قطر بعد قيض طويل.
«هله باللي انعرف من بيرگ البوم.. وعاند عجاج الصيف ولاهوب السموم..»..
في ذاكرتي لوحة قطر هذه تقديماً لمنتخبها لكرة القدم في افتتاحية (خليجي 10) التي أقيمت في الكويت 1990.. وكان العنابي وصيفها.
البيرق والصيف، وأهل قطر؛ الطبيعية غائرة في تاريخ بقعة جغرافية أراد القائمون على شبه الجزيرة هذه ترسيخ قدم نشأتها والحفر الثقافي والعلمي الدقيق في طبقاتها.. ومنه لبعث مستقبل قائم على حاضرةِ دولة صعبها باسم وسهلها خلّاق.
النجم في الأفق
لضيق الوقت، كنت أقف من كل قلبي خلف فكرة السبق الصحفي المغطي للحلقة النهائية لبرنامج نجوم العلوم في نسخته الحادية عشر. الحدث العلمي العالمي البارز، الذي يصفه القطريون إيثاراً: «البرنامج العربي»، عنى بالمنافسة فيما بين أبرز الاختراعات العلمية للمشاركين من الجنسيات العربية تحديداً على تنوع اختصاصاتهم العلمية والتقنية؛ من الذين طاحت حظوظ ابتكاراتهم في غياهب الكُلف، المؤسسات الاحتكارية والبراغماتية، انعدام الفرصة النوعية، ولعله مرد غياب الاهتمام بالشأن العلمي في المنطقة العربية. عنى البرنامج العربي الرائد بذلك وهو في خضم اعلانه الفائز بالنسخة (11) عن جدارة مشروع المشارك.
برنامج نجوم العلوم تطبيق مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، رعى جلّ الافكار العلمية الخلّاقة التي لم تتح للبشرية سابقاً: «انقاذ الجنس وما حواليه وما ينتمي له أو يدّعيه جزءا مهما كان نوعه أو كمّه.. ليعود ينتمي له كون الانسان هو العقل الجبار على الكوكب، ذلك هدف ما يقدمه عربي الجنسية من ابتكار عبر نجوم العلوم».
من يزرع يجني، والفشل كما أكده رعاة نجوم العلوم: «هو استدراك مقنع لطريق نجاح آخر.. قد يأتي لاحقاً.. لا يحيد الى الانكسار بالنسبة للعربي الملهم الذي خصص له البرنامج من دون الجنسيات الأُخرى..»
النجوم.. باختصار «الحياة»
في مسك الموسم 11 من نجوم العلوم، وكعادة البرنامج ذو الهدف الانساني، تمكن المغربي يوسف العزوزي، بنتيجة لجنة التحكيم الكاملة (50 من 50) اضافة الى تصويت الجمهور لنسبة من الـ 50 % المتبقية، تمكن من الظفر بلقب نجم علوم الموسم عن جدارة.
ضمن هذا الموسم، بعد تعديل لجنة التحكيم المؤلفة من القطري الدكتور خالد العالي واللبناني البروفيسور فؤاد مراد والمصري البروفيسور عبد الحميد الزهيري، صار المرشحون ثلاثة بدلاً عن أربعة كالعادة؛ حفيظة تخللت نفس العراقي حسام سمير، الذي أقصته لجنة التحكيم عن المربع الأخير لملاحظات على مشروعه، لكنه قال: «البرنامج أتاح لي فرصة لتقديم مشروعي الذي ضاقت به الوسيعة الى أن وجدت (نجوم العلوم) والذي تمكنت من خلاله تقديم ابتكاري الذي يستهدف خدمة البشرية لا سيما في المناطق التي يعاني فيها الناس من ارتفاع كبير في درجات الحرارة».
ترشح العزوزي ذو الـ 27 عاماً للدور النهائي برفقة عبد الرحمن ناصر خميس ونهى عوني أبو يوسف عن مشروعه «دعامة لتعديل تدفق الدم».
العزوزي قال، في صميم مشروعه بجرأته المرحة: «لا فائدة من أي اختراع عندما يكون الانسان ميتاً.. أو على وشكه».
وأضاف: «نحن أمام ملايين من الناس قد تقضي حكمة الله بموتهم قبل ان ينعموا بشيء».
فكرة مشروع العزوزي تتركز في أن «قصور القلب من الحالات الخطيرة التي لا تتوفر لها خيارات علاج طويلة الأجل أو بأسعار معقولة»، ليقدم تصميمه حلًا لهذه المعضلة من خلال تحسين كفاءة توزيع الدم باسلوب فعال من حيث التكلفة ليساعد في تجنب الإصابة بالعلّة.
وتتحكم الدعامة في تدفق الدم عبر الشريان الأبهر وتعمل كبديل محتمل منخفض التكلفة للحلول الحالية مثل مضخات القلب. كما تتطلب صيانة أقل وقد تمكّن المريض من عيش حياة طبيعية تماما.
أسعفتنا تنسيقية اعلام نجوم العلوم بما أردنا قوله: «لدى يوسف ثقة مطلقة بأن الجهاز لن ينقذ الأرواح فحسب بل سيضمن حياة أفضل للمرضى الخارجيين المستفيدين… العزوزي الشخصية الذكية والقادرة على التأقلم، اضطر إلى السفر إلى الغرب لزيارة مكان نابض بالشركات الناشئة وهو وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأميركية من أجل البحث عن التمويل، ليعود ويجده هنا في الشرق… في قطر».
المرشح الثاني، القطري عبد الرحمن صالح خميس (34 عاماً) الحاصل على شهادته الجامعية بمرتبة الشرف في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب من جامعة ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأميركية، أسهم في مشاريع مفتوحة المصدر.
طور خميس، في عام 2010، تطبيقا ناجحا للهواتف المحمولة عندما استدعى ارتفاع التعداد السكاني في قطر وجود حلّ تلقائي لتحديث أرقام الهواتف المحمولة من سبعة إلى ثمانية أرقام. الاجتماعي والمبرمج الشغوف في آن واحد، قال: «حين تمتلك فكرة عبقرية، ينبغي عليك العمل بجدّ وعدم التوقف حتى تحقيقها… إن مجتمعاتنا تحتاج لعملنا ومثابرتنا كي تزدهر».
تقدم خميس لنجوم العلوم بمشروعه «سجادة الصلاة التعليمية التفاعلية». المشروع يقضي بأن تقوم السجادة بتحديث التقاليد من خلال المعرفة الرقمية لتقريب الشعائر الإسلامية من الجيل الحديث من المصلين.
أضاف مشروع خميس تجربة متعددة الأبعاد إلى شعائر الصلاة اليومية للمصلين. ويشتمل تصميم السجادة على أجهزة استشعار ضغط مدمجة وشاشة مرنة وتطبيق خاص للهاتف المحمول، إذ تقوم بتسجيل أوقات ومواعيد الصلاة وعرض آيات من القرآن الكريم وإظهار مواضع الصلاة المختلفة على الشاشة.
وقال خميس عن مشروعه، إن «ابتكاري قد يكون مفيدا بشكل خاص للأطفال ومعتنقي الدين الجُدد».
المرشحة الثالثة، طبيبة العيون الأردنية نهى عوني أبو يوسف (33) عن مشروعها: لاصق مفعّل لجفن العين المغموشة.
تقدمت أبو يوسف، التي ولدت طفلها الثاني في خضم برنامج نجوم العلوم، بمشروعها الذي يتيح لمرضى شلل العصب السابع استعادة السيطرة على الجفنين العلوي والسفلي بعد ارتخائهما. إذ تتسبب هذه الحالة بارتخاء أو تصلب جهة واحدة من الوجه، بحيث يبدو شكله غير متناسق، كما تتسبب في جفاف العين، أو حتى فقدان القرنية على المدى الطويل. ومن خلال تصميم جهاز قابل للارتداء يتوافق مع شكل الشخص ولون بشرته وشكل عينيه، يوظف مشروع نهى شريحتين صغيرتي الحجم وأجهزة استشعار كهرومغناطيسية لتقليد حركة الجفن ومساعدته على استعادة وظيفته من دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.
«متنافسون لا يتنافسون مع بعضهم.. كل منهم فائز برحاب بالنجم…»، هذه ثيمة ما خلصنا اليه كفريق اعلامي دعي للاسهام غير المباشر في البرنامج عبر مؤتمر صحفي عقد لاذكاء «نجوم العلوم».
خرسانة.. صناعة عراقية
في قرارها المفاجئ، أبعدت لجنة التحكيم المرشح الرابع حسام سمير من المنافسة برغم ما وصل اليه من نتائج مرضية بحسب رأي جمهوره. اللجنة اتبعت غاية البرنامج التي تقف أمام نتائج اختبارات المتقدمين عملياً.. واحالتها على واقع ضمن مدة مقررة أو سياقات يتبعها البرنامج.
شعور سمير باعتزازه بكونه عصارة البرنامج الأخيرة، لم يبعدنا عن التساؤل الداخلي: «هل غُبن حسام.. أم…؟».
المرشح العراقي أبن الـ 35 عاماً الذي تقدم بمشروعه «خرسانة مكيفة للحرارة»، فتبريد المنازل باستعمال مكيفات الهواء، على وجه الخصوص، يعد أحد العوامل الرئيسة المتسببة بالأزمة البيئية الدولية في الشرق الأوسط؛ لا سيما وأن هذه المكيفات تستهلك كميات هائلة من الطاقة.
منذ سنوات عديدة أخذ بالتفكير في طرق لإنقاذ البيئة. حامل بكالوريوس العلوم في الهندسة المدنية من الجامعة المستنصرية/ العراق، وماجستير العلوم في إدارة أعمال البناء من جامعة بغداد، يعمل حاليا على مشروع الدكتوراه في جامعة كاسل في ألمانيا الموسوم «المباني الصديقة للبيئة» وخصوصا على ضمان الاستدامة في قطاع البناء والتشييد.
قال سمير: «في هذه المنطقة وحدها، نستعمل أجهزة تكييف الهواء لمدة ثمانية أشهر تقريبا من كل عام، خلال فصل الصيف والفترات الحارة.»
يعتمد الحلّ الذي قدمه المشارك العراقي على بنية مبتكرة تستعمل خرسانة مكيفة للحرارة لتحسين استهلاك طاقة التبريد وتوزيع الهواء البارد، إذ تجري صناعة الألواح والجدران من مادة خرسانية مكيفة للحرارة مجوفة ومسبقة الصب، مما يسمح للهواء بالمرور عبر الفجوات الموجودة في الجدار والقيام بالتبريد الذاتي وبالتالي تبريد المساحات داخل المبنى.
يمكن أن يسهم تصميم حسام سمير الجديد للخرسانة المكيفة للحرارة في تعزيز الجهود الحالية التي تستهدف تقليل استهلاك الطاقة في البلدان ذات الطقس الحار. علاوة على ذلك، فالخرسانة تساعد في ضمان استخدام أفضل لمساحة الغرفة، كونه لا حاجة إلى قنوات هواء إضافية.
هدف سمير الذي سجله له برنامج نجوم العلوم: «القيام بحماية كوكبنا الجميل من أجل الأجيال المقبلة، ويركز في مهنته اليومية على حل التحدي الأكبر ألا وهو ظاهرة الاحتباس الحراري». ويقول، في اعلانه في نجوم العلوم: «أدافع بلا كلل عن أفكاري وطريقة عملي، ولذلك أجد نفسي عالقا في نقاشات طويلة!، (…) لم يكن تركي زوجتي وولديّ والحضور إلى قطر أمرا سهلا، لكنني أعلم أنه لأجل قضية نبيلة».
اذا، برنامج نجوم العلوم غير تجاري بالمعنى؛ الوجوه السابقة الفائزة حاضرة أيضاً في الدوحة.. والاختراعات العلمية لن تحتكرها مؤسسة قطر. ولسان حال رعاة البرنامج يقول: «أنت عربي، قدم ابتكارك.. ستتلقى الدعم المرحلي كله، كن جديداً مقنعاً ومفيداً للبشرية، ونافس، ثم غادر فائزاً من ضمن ثلاثة.. وفي جعبتك جزءاً من الـ 600 ألف دولار لتشق طريقك نحو اتاحة اختراعك للمستفيدين.
بذور قطر
على احدى قاعات جامع المدينة، النجوم الذين تأهلوا الى «ثمانية» الموسم 11 الى جانب زملائهم الذين ظفروا بالمواسم السابقة، جلّهم، في بروفات ثانوية، حاضرون في مسرح الاعلان الدعائي للحلقة الأخيرة المنتظرة.
ترتفع في القاعة ضحكات.. ومرونة دوزنة تصوير النجوم في اطار ملاك الاعداد والاخراج، والحاضرون كلهم بدوا كأنهم في بيت عائلة واحدة.
وضعنا فريق نجوم العلوم للاعلام والعلاقات أمام حتمية اللقاء بمن نشاء من ملاك البرنامج.. بل اتاح الفريق لنا فرص النيل من كم الأسئلة التي كانت تدور في خلجاتنا كضيوف اعلاميين أربعة مثلنا سلطنة عمان، الأردن، المغرب، والعراق، وها نحن أمام النجوم جميعهم وعند غيرهم ممن يدفع في اتجاه تحقيق الهدف من البرنامج.
ما زالت الدوحة تزرع بذور العلم…
الانموذج القطري «نجوم العلوم» هنا، يضيّف مجموعة عشوائية من التلاميذ لحثهم على اطلاق العنان لمواهبهم مستقبلاً وهم يطّلعون، مباشرة، على تجارب النجوم الذين بادلوهم الاهتمام وزادوا على ذلك بدعوتهم المشاركة في فقرات البرنامج الثانوية.
منه.. الى اقلام الرصاص المهداة الى التلاميذ الذين هم في فسحة من النجوم، ملحق في نهاية هذه الاقلام شبه كبسولة، بذور مختلفة جاهزة للزراعة.
تطبيقاً، زرعت بذور الطماطم في بيتي في بغداد. طلع بعد أيام برعم طوله سنتمتران.
مدخلات «النجوم»
مطلع اللقاءات كان مع عليا السويدي المسؤول في المكتب الاعلامي لمؤسسة قطر، التي قالت: «تطوير البحوث ركيزة أساسية لمؤسسة قطر.. لاحظنا، وهي فكرة برنامج العلوم ان كل انسان يواجه مشكلة في حياته لذلك فكرنا، بدل الجلوس في انتظار الحلول التي يجدها الاخرين لمشاكلنا، ببرنامج نجوم العلوم الذي تقدم له أولئك الذين واجهوا مشكلات في حياتهم ووجدوا لها حلول او ما توصلوا اليه مما قدموه للبرنامج».
وأضافت: «نحن كمؤسسة قطر نحاول جاهدين دعم الأفكار والبحوث او حتى تزويد المريد بالمعلومات عن طريق الاخصائيين الموجودين في المؤسسة في تقديم المساعدة لهم لمواجهة التحديات على مستوى اختراعاتهم او حياتهم العامة.. نوفر الخبرات والأجهزة والإمكانيات التي يمكنهم استغلالها داخل المؤسسة.. معامل كانت او ورش او عقول او ندوات أو ان تطلب الأمر الاستعانة باخرين متخصصين من خارج المؤسسة».
ومضت السويدي الى القول، ان «البرنامج يقدم فرص للذين كانوا اشتركوا في مواسم سابقة للاشتراك في المواسم اللاحقة باختراعهم نفسه الذي عليهم ان يطوره او باختراعات جديدة».
وأكدت أن «في كل موسم جديد يصبح الاقبال على البرنامج اكبر لا سيما مع انتشاره إعلامية.. أنا شخصيا أقرّ ان الشباب العربي واعي جدا.. لم تتح له الفرصة، وما دام ان برنامج نجوم العلوم يتيح لهم الفرصة فلم لا يغتنموها».
وقدمت السويدي دعوة لكل شاب عربي أينما كان يقطن او يقيم بأن يغتنم فرصة نجوم العلوم لتقديم فكرته او اختراعه الذي حتما سيفيد الإنسانية هدف البرنامج.
وكشفت السويدي عن بدء التسجيل للموسم 12 من البرنامج ولغاية شهر 12 من العام الحالي وطالبت بتقدم الشباب العربي بافكارهم واختراعاتهم الجديدة لموسم نجوم العلوم بنسخته لعام 2020.
بلاتين النجوم
في الغضون اغتنمنا فرصة لقاء النجم البلاتيني مضّيف البرنامج خالد الجميلي، الذي قال: «عندما وقع اختياري للبرنامج في 2012 لم أتوقع ان البرنامج سيصل لما وصل اليه اليوم.. الفكرة جديدة مدرسة تخرج اجيال وتلهم الكثير من الشباب العربي، واليوم وبعد مرور 11 سنة اثبت البرنامج نجاحا كبيراً.. انا شخصيا حققته على الصعيد الشخصي وهناك نجاحات انا افتخر ان أكون جزء منها في اطار نجوم العلوم».
وأضاف ان «بالرغم من ان تخصصي كان بعيد كل البعد عن المجال الذي يخوضه البرنامج لناحية المتقدمين لكني ضمن اطار البرنامج علي ان أكون او استعد للمحاور بادنى حد للمعلومات حتى أتمكن من تقديم الحلقة بشكل جيد.. فعندما نتكلم عن 140 مشتركا تأهلوا الى النهائيات في المواسم السابقة فلي الفخر ان أكون جزءا من قصص نجاحاتهم ونجوميتهم».
«سيلفي» مع سوق واقف
سرقت من وقت يوم نزولي الدوحة بعض من مما خصص لاستراحتي بعد رحلة طيران استمرت لنحو ساعتين فعلية وست ساعات عموماً.
مساءً أنا في «سوق واقف»؛ السيميائية القطرية هنا تجسدت منظومة ركّبت من مادة تاريخية معاصرة، قال لي شيخ يبيع الأقشمة: «بالنسبة لي لم يتغير شيء يذكر في جودة عملي.. هذه السوق تحكمك بتاريخها..»
قد يزيد عمر السوق على نحو 100 سنة؟، هل تعرفت دوحة الخليج على السندس والتوابل، العطور والطيور القادمة من آسيا وأفريقيا تحديداً؟، ثمنت بل تذوقت ثقافات العالم هنا؟، وهل قالت هذه السوق مهرجانها العالمي السنوي، الأضواء والسحنات والمشارب والغايات الملونة التي تكّن للمكان الشفيف الملتزم بالعادات والتقاليد والسكينة حباً تأريخياً حضارياً..؟
لم تكن الاجابة على كم الأسئلة هذه، وأنا أجوب سوق واقف في فسحة من برنامج نجوم العلوم، صعبة، فالمكان «الدوحي» الذي يليق بقطر تجيب عليه حيويته وصوره.
الطبقة 55
الراحة في فندق انتركونتيننتل تعني مزيداً من المساحات النفسية التي تستدعي العمل في أجواء من رفاهية الدوحة.. والصورة الرئيسة للموضوع، لجانب من الدوحة العاصمة من الطبقة الـ 55 للفندق قد يقال انها استقطعت من فيلم للخيال العلمي يقدر عمره المتقدم بـ 100 سنة.
من غرفتي المطلة على جانب واسع الأفق، قد تأتي الساعة والنيف كأنها ترويض للعين التي تركز على ضوء أو شاخص بعيد يبدو متحركاً تارة وتارة أخرى ثابت مع توسع العين لاستيعاب المكان الذي امتاز بالبناء الأفقي وحيوية يكبح جماحها يوم عمل جديد آتي.
مصدات العين في الجانب الآخر وقفت أمام حدود الدولة الصغيرة مساحةً والتي تتخطى حدود حتى المصفوفات عالية التقنية في مخيلة لم تعد أو تصف تطبيقاً لما أدركته بعد. لكن الدوحة، امام العين، قد تكون بقعة استؤصلت من سماء ما..
لنأخذ، قلت في النفس، قسطاً من النوم قبل الشروع في تفصيلات يوم عمل آخر لبرنامج نجوم العلوم ونحن في غاية الراحة.
السلام والتاريخ.. ومن خلق
فصل من الرحلة، حرصت تنسيقية اعلام وعلاقات نجوم العلوم على أن نلم بالبارزات في قطر. متحف قطر الوطني الجديد الذي يتميز بتصميم مبتكر من قبل المهندس المعماري جان نوفيل الحائز على جائزة بريتزكر والذي استوحاه من زهرة الصحراء وارتفع وينمو بشكل طبيعي حول قصر عبد الله بن قاسم آل ثاني.
تم ترميم القصر التاريخي من قبل شركة الهندسة المعمارية في برلين زيجيرت وروزواغ وسيلر للهندسة المعمارية. هذا النصب التذكاري الهام لماضي قطر يجري الحفاظ عليه الآن كقلب متحف قطر الوطني الجديد.
العلاقة بين المبنى الجديد والقديم هي جزء من خلق الجسر بين الماضي والحاضر الذي دعت إليه المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني لأنه هو الطريق إلى «تعريف أنفسنا بدلا من أن يجري تعريفها إلى الأبد من قبل الآخرين … احتفال هويتنا».
تم إنشاء المتحف على مساحة تبلغ 40 ألف متر مربع من خلال سلسلة من الأقراص المتشابكة التي تخلق تجاويف لحماية الزوار من الحرارة الصحراوية.
استهلالاً للمتحف من الداخل، القسم المطلع منه، الذي مثل لوحة بانورامية (سينمائية في 4 دقائق) عالية التقنية أخرجها كريستوف شيسون تحت مسمى «البدايات»، وانتجتها مؤسسة الدوحة للأفلام. تقول جدارية القسم الأول للمتحف اللوحة عالية التقنية:
«موارد العز.. التكوين الجيولوجي لشبه جزيرة قطر.. «هنا بدأت الحكاية.. فمنذ أكثر من سبعمائة مليون سنة لم تستقر قشرة الكرة الأرضية على حال، بل تدافعت قواها الجيولوجية المهولة على مر العصور لتشق البحار والمحيطات ولتكشل القارات. لشبه جزيرة قطر تاريخ جيولوجي طويل، فقد انتقلت تدريجيا عبر الزمن لتستقر في موضعها الحالي من الأرض، وقد ظلت مغمورة بالمياه بشكل شبه كلي لفترات طويلة، ثم برزت كشبه جزيرة قبل ملايين السنين، اما خطها الساحلي فقد اتخذ شكله الحالي قبل آلاف السنين..
أسهم تغيّر موقع قطر عبر تاريخها الجيولوجي الطويل في تبدّل مناخها وبيئتها الطبيعية، فقد كانت فيما مضى موطناً لحيوانات وكائنات بحرية غريبة ومتنوعة، وتعد أحافير هذه الكائنات المنقرضة اليوم مصدراً مهماً لفهم شبه جزيرة قطر بشكلها وطبيعتها قبل ملايين السنين».
في محور وسم بـ «النايفات.. التاريخ الطبيعي» أعدت لوحة أخرى تحت عنوان «اليابسة والبحر»، أخرجها: جان بيرين وكريستوف شيسون أيضاً، انتجتها مؤسسة الدوحة للأفلام (18 دقيقة) على النحو التقني ذاته. وتقول ديباجة تصدرت جدار القسم هذا.. من المتحف البانورامي:
عند الحديث عن شبة جزيرة قطر لا بد من ذكر برّها وبحرها، والتنوع البيئي المذهل الذي تتسم به. ويتجلى هذا التنوع في تشكيلات مختلفة من الحجر الجيري. وفي مسطحات المد والجزر، وصحراء تكسوها الكثبان الرملية، الى جانب بيئات بحرية فائقة الجمال.
هنا، تعيش وتنمو مجموعات متنوعة من الحيوانات والنباتات التي تتكيف تماماً مع بيئتها المحيطة. من حيوان المها (الوصيحي) المميز الى الحشرات الصغيرة، ومن نباتات الصحراء القاحلة الى الزهور المورقة التي تنبت مع هطول الأمطار. هكذا تعج قطر بالحياة وتنبض بها.
ويعد الحفاظ على النظم البيئية والحياة البرية اليوم ضرورة حياتية للأجيال المقبلة. فحياة الانسان في شبه جزيرة قطر تعتمد، كما هو الحال في بقية أنحاء العالم، على النظم البيئية المعقدة والهشة في آن واحد، والتي تمثل حتى اليوم أحد أهم العوامل المساهمة في تشكيل هوية الشعب القطري وثقافته.
وعلى الشاكلة، جاء قسم «العصور الأوايل.. الآثار في قطر» لنغتنم فرصة قراءة ديباجته التي تقول:
«نعمت قطر في مجمل عصور ما قبل التاريخ بالخصوبة والأمطار. وقد تراوح التقلّب المطرد في المناخ بين شدة في الجفاف وغزارة في الامطار. ما حوّل بعض المناطق القطرية الى بقاع غير مأهولة اختفت أثارها. في حين تميز بعضها الآخر، لخصوبته، بكثافة سكانية خلّفت غنىً أثرياً ملحوظاً.
كان أغلب سكان شبه الجزيرة الأوائل من الصيادين وجامعي القوت. ودلّت مساكن السكان المحليين وقبورهم على أساليب عيشهم، حيث اكتشف علماء الآثار مقتنيات ثمينة تعود لمئات أو ألوف السنين تم دفنها عمداً أو اضاعتها من قبل اصحابها، مثل الآواني الفخارية وأدوات المطبخ، وبقايا منازل ومبان عامة.
اللوحة البانورامية أعلاه المسماة «الآثار» يمتد وقت عرضها المستمر لـ (عشرين دقيقة) للمخرجة جنان العاني ومن انتاج مؤسسة الدوحة للأفلام أيضاً.
في اللوحة الأخرى، ونحن نخوض غمار متحف قطر على دهشة غنى المكان بتاريخه الذي ينقلنا عنوة الى عالم بسيط جداً في تفصيلاته الأولى.. مع ارتفاع هذه التفصيلات الزماني.. والسقوف ووسع المكان وتشعبه الآخذ بالامتداد كلما شعرنا أننا نوشك على وصولنا شاهقات قطر اليوم ومجاريها التنموية ضمن المخطط الحداثوي.
اللوحة تقول: «الركايب.. الحياة في البر»: اعتاد اهل قطر قديماً التنقل في البر خلال شهور الخريف والشتاء المعتدلة لأغراض الرعي والصيد والتجارة. وقد فرضت البيئة في قطر نمط حياة تقليدياً مميزاً. كما أسهمت طبيعة حياة البر في تشكيل العلاقات بين الأفراد والقبائل، والقيم الاجتماعية والتعاون لتحيق النجاح.
استمر أهل قطر في ممارسة نمط الحياة التقليدي في البر حتى فترة اكتشاف النفط الذي كان لعائداته اثر بالغ على جميع جوانب الحياة في شبه الجزيرة. وقد قامت البعثات العلمية التي تواجدت في قطر عام 1959، كالبعثة الأثرية الدنماركية، بتوثيق نمط الحياة هذا والتحولات التي طرأت عليه بشكل مفصل، إذ وثقت الصور الفوتوغرافية الخاصة بهذه الفترة دخول السيارة الى حياة البر ومجاورتها لبيت الشعر. وبالرغم من التغيير المطرد، حافظ القطريون على قيمهم الاجتماعية وموروثهم الثقافي الذي ما يزال يُستذكر بالخروج الى البر وبمواسم التخييم.
على مدار 9 دقائق للشاشة الرئيسة، و3 دقائق لشاشات الكثبان الرملية للمخرج عبد الرحمن سيساكو، ترجمت لنا الديباجة الحائطية أعلاه التي سميت: «الحياة في البر».
من هذا القسم، في المتحف، ننتقل الى «الماشورة.. الحياة على الساحل»؛ البحر هوية المكان التاريخية، وكيف!!، في وحيي وأنا أنخفض لها من السماء عبر الطائرة، وصفت قطر: «كفٌ في بحر سماوي يحمل رملاً.. وعقلاً».
لوحة الماشورة البانوارمية، «الزبارة» للمخرج عبد الرحمن سيساكو أيضاً (11 دقيقة) تقول:
«لطالما شكل البحر محور الحياة في قطر، ومصدراً غنياً للغذاء والموارد الطبيعية، وطريقة لنقل الناس والبضائع والتبادل الثقافي.
بعد انتهاء موسم الشتاء، ينتقل أغلب الناس الى مساكنهم الصيفية المنتشرة على سواحل قطر، وذلك للغوص بحثاً عن اللؤلؤ وصيد السمك والتجارة.
نمت الحواضر وبالذات الساحلية منها مع ازدهار الغوص على اللؤلؤ، وإمتلأت بمجتمعات حيوية من التجار والعلماء والحرفيين من جميع أنحاء الخليج ومن خارجه. وأسهمت تجارة اللؤلؤ في ربط شبه جزيرة قطر بشبكة علاقات امتدت حتى الصين والهند وأوروبا، وقد جذبت هذه العلاقات ثقافات متنوعة أسهمت في اثراء جميع جوانب الحياة في قطر.
وكانت مدينة الزبارة على وجه الخصوص من بين اكثر مدن الخليج أهمية خلال القرن التاسع عشر. وقد تم ادراجها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي لكونها مثالاً على شكل الحياة للمدن والبلدات الساحلية في قطر، وشاهداً على تاريخ التجارة والغوص على اللؤلؤ الذي أحيا مدن المنطقة بأكملها».
وعلى حول وقوة «الزبارة» الآخذة في حينها باهتمام المنطقة البحرية، الرابطة الى حد ما، لشرق الأرض بغربها، تقول ديباجة رواق «المزرّا» الحائطية، أن لؤلؤ قطر استعمل في صنع المجوهرات الثمينة التي تحلّى بها الملوك والنبلاء في شتى انحاء العالم، خلافاً لارتباطه بالمناسبات والاحتفالات، إذ يحتفل أهل قطر بغنائمهم البحرية النفيسة كما يحتفلون بالمناسبات الدينية والاجتماعية الأخرى التي تعبر عن قيم الشعب الأصيلة.
هذا ما استطلعناه من المتحف.. لم نكمل أروقته كلها، فهذا الرمز القطري وحده يراد له ضعف أيام الرحلة الثلاثة التي خُصص جلّها لبرنامج نجوم العلوم.
النجوم.. من «ناسا» إلى قطر
في خضم أمسية ربيعية برحاب مؤسسة قطر، في اليوم الثالث والأخير من الرحلة، حرصنا على لقاء الدكتور خالد العالي عضو لجنة التحكيم على خلفية حرص فريق علاقات نجوم العلوم على تنفيذ ما يقوله لساننا كاعلاميين مدعوين على شرف البرنامج.
اتيح لنا اللقاء بالريادي والرئيس التنفيذي السابق في وكالة الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) عضو اللجنة في نسخته للموسم الثامن، لكن ليل العالي ونهاره ارتكب برنامج نجوم العلوم منذ موسمهم الأول بجدية، ولسان حاله يقول: «من دون إصرار المبدعين وأصحاب الرؤى، لما تركت مركبة الفضاء أبولو 11 منصة الإطلاق.. هذا من دون الحديث عن الهبوط على سطح القمر. كن فعالًا، وكن جريئاً فالعبقرية أو الموهبة لا تحتكرها منطقة دون سواها. ولتكن أهدافك عالية ولا تتخلى عن أحلامك، فقد تغيّر العالم يوماً ما..»
شعر العالي بأنه امتلك العالم حين التقى بألان شيبارد، رائد فضاء أبولو الذي حطّ على القمر واشتهر برمي كرات الغولف على سطح ذلك الكوكب. ولأنه أحد مرايا قطر التي ترعرع فيها وابن عالمة فيزياء نووية مشهود لها، كانت مسؤولة عن إدارة الرعاية الصحية والمستشفيات في قطر، كما وكانت وراء بناء كلية وجامعة في البلاد، ونجل أول مهندس كهرباء مسؤول عن البنية التحتية الكهربائية والمائية في قطر.
دفع العالي حبه للعلم إلى عبور المحيطات لدراسة الهندسة الميكانيكية وهندسة الفضاء في جامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة. وبعد ذلك، تابع دراسته في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، للحصول على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية والكهربائية. وحصل على وظيفة أحلامه في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، وعمل على إطلاق مركبتين فضائيتين، وذلك بعد أن صمم وبنى روبوتات كوكبية ذكية وطائرات من دون طيار. وباستخدام خبراته التعليمية والعملية في ناسا التي دامت عشر سنوات، أسس شركته الخاصة في وادي السيليكون، سنسيتا، المتخصصة بتقديم أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كأدوات لتحسين الحياة البشرية ، التي أصبحت مجال اهتمامه الجديد.
يصر العالي على تكريس وقت فراغه لدعم العلم والتكنولوجيا. ولم يفشل أبدًا في البحث في مشاريع المرشحين في نجوم العلوم، حتى لو تطلب الأمر منه سهر الليل بطوله.
في الأمسية تلك، إلتقينا «الأكثر قسوة» على نتائج المخترعين المقدمة للبرنامج، الذي استهل قائلاً: «يشعر الكثير من المخترعين المشاركين في البرنامج بالخوف من تقييم الدكتور فؤاد مراد، لاعتقادهم بأنه الأكثر قسوة. ولكنني أحب أن أفاجئهم، لا سيما أن لدي القدرة على كبت تعابير الوجه. أنا دقيق للغاية، أتابع المشاركين من اليوم الأول، أفاجئهم دوماً بأسئلة غير متوقعة، وأسئلة لم يفكروا في إجابات لها، أريد التأكد بأن المشتركين دوماً مستعدون للتفكير بشكل سريع، أشعر بالمسؤولية تجاههم، وعليّ ان أكون مستعداً لكي أمنحهم ما يستحقونه.»
وأضاف رداً على سؤال لنا، ان «هدف البرنامج لا يكتفي بأن يكون المتقدم عالما، كما أنه لا يقتصر على العرب الذين يقطنون دولهم العربية بل شمل منهم المغتربين.. إذ وصلنا الى نحو 1300 متقدم».
وأضاف، أن «لجنة التحكيم كما تعرفون متكونة من ثلاثة كل في اختصاصه… على وفق المعايير الخاصة نحاول الوصول الى أفكار الشباب الناضجة الجديدة والقابلة للتطبيق، فهناك أفكار قدمت للبرنامج كانت بعيدة عن هدف نجوم العلوم، ومن الكم الكبير المتقدم توصلنا الى 120 متقدم على ان يعطي كل متقدم فكرته ندرسها على مدار عشرة أيام متواصلة ليدخلوا هؤلاء البرنامج الذي يعرض على الجمهور».
وأوضح العالي، ان «مع ان كاريزما المتقدم تعلب دورا مهما في اختيار الخط تحت الكلمة لكن تبقى الفكرة هي الاهم من ثم تأتي الشروط الجانبية اما اذا ما وصل المشترك صاحب الفكرة المهمة الى المراحل النهائية فهنا عليه استدعاء الشخصية التي يمكنها جذب الجمهور المتفاعل للتصويت الذي ينال 50 بالمئة من النتيجة النهائية».
وأكد عضو لجنة التحكيم، ان «نجوم العلوم آخذ بالتطور وفقا لرؤى وغاية المشتركين الذين يبدون أفكارا جيدة… الان البرنامج رهن ما يتطلبه المتقدمين النوعية المكملة لافكارهم، ونحن نعتبر النجوم رابحين او فائزين عندهم الملكية الفكرية تماماً وأمامهم الفرص إضافة الى الشهرة التي قدمها برنامج نجوم العلوم لهم».
وبين أن «مرشحوا نجوم العلوم أربعة في واقع الحال لكن في هذا الموسم صاروا ثلاثة، إذ قررنا نحن لجنة التحكيم ان إذا ما كانت نتيجة الفكرة المقدمة واطئة فليست من الممكن ان نقيمها».
وتابع، ان «كل مرحلة لها معيار… هل الفكرة جديدة من نوعها؟ هل المتقدم مستعد لتنفيذ فكرته؟».
آخر لقاءات الدوحة
في طريق العودة الى بغداد..
لن يكون أحد بحاجة للغة كي يفهم فلسفة مطار الدوحة.. فيد المساعدة تمتد لتصل به الى الطائرة:
ـ قدم نفسك، عبر حجزك المسبق، الى أحد الموظفين من المستقبلين المنتشرين.. في انتظارك.
ـ انت عند الممر رقم 3 مثلاً، ينتظرك موظف آخر يساعدك في قطع «تكت» من ماكينة تذهب منها الى موظف ثالث يُدخل التذكرة في نظام ضوئي.. ليرشدك، بعدها، الى البوابة التي تنتظر فيها، في باحة، طائرتك.
ـ قد يتطلب الوصول الى البوابة المحددة في التذكرة ان تستقل قطار المطار الداخلي. عبر القطار الـ «ميني» الذي يمر على جلّ البوابات ستصل الى البوابة.
ـ أما حقيبتك فقد أخذت طريقها لحظة أرشدك الموظف الأول الى الممر رقم 3.
ـ لن تخوض في تراتبية: طابور الكلاب البوليسية، نزع حزام أو ساعة يد، أو خلع عنك ما يريده جهاز ما/ لن تُفحص وجهتك أو يثير انتمائك أحد ما.. ولا يحزنون، فلقد أنتهى هذا السجال الأمني قبل دخولك الدوحة.
في البوابة المجاورة، الطائرة الذاهبة الى مسقط/ سلطنة عمان، ستقلع بعد نحو 20 دقيقة، ثمة موظفة.. فتاة سمراء.. لنحو نصف ساعة وهي تجوب تنادي: مسكت.. مسكت (مسقط)..
… والسلام..