الدوحة ـ الصباح الجديد:
سلسلة الرحلة مع برنامج نجوم العلوم توقفت عند مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. رافقتنا نحن وتنسيقية علاقات نجوم العلوم عليا السويدي المسؤول في المكتب الاعلامي للمؤسسة الى المبنى الرئيس للمؤسسة الذي يقبع في مركز المدينة التعليمية نفسها، وأودعتنا أحمد الخنجي المتحدث الرسمي باسم مؤسسة قطر الذي رحب بنا أيما ترحيب.
كانت في جعبتنا* أن «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تأسست في العاصمة الدوحة عام 1995 بمبادرة من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخة موزة بنت ناصر التي تعد في الوقت نفسه مدير مجلس الإدارة للمؤسسة.. في «رغبة منا في دعم النهضة العلمية في دولة قطر، وإتاحة سبل العلم والمعرفة لإبنائنا المواطنين كافة، فقد رأينا إنشاء مؤسسة علمية خيرية لتحقيق تلك الغايات..»، هذا ما نصت عليه وثيقة الانشاء التي أصدرها المؤسس صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني..
تركز مؤسسة قطر على التعليم، والبحوث والعلوم، وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع للتعليم يجذب ويستقطب الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية «لاقتصاد مبني على المعرفة» لا يعتمد على إنتاج الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية الناضبة. وتعمل مؤسسة قطر، من خلال العلوم والبحوث، على بناء قدرات الابتكار والتقنية الحديثة في دولة قطر عن طريق تطوير الحلول والاستفادة منها تجاريا من خلال فروع العلوم الأساسية. وتسعى قطر لأن تكون مركزا ناجحا من الناحية التجارية في مجالي البحوث والتطوير يجذب أفضل الخبرات وألمع العقول. وتهدف برامج التنمية الاجتماعية للمؤسسة إلى إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع. وتلعب المؤسسة دوراً أساسياً في تحوّل قطر إلى مركز سياسي واقتصادي وثقافي في المنطقة. وتعمل مؤسسة قطر على تزويد القطريين بالمهارات والتعليم والمؤهلات التي تجعلهم قادرين على المنافسة في الاقتصاد العالمي، ليدحضوا بذلك تصورا خاطئا بأنهم شعب مدلل بسبب ثروات الغاز الطبيعي.
نخبة.. للاستثمار الأمثل
قامت مؤسسة قطر أيضا بإنشاء العديد من المشاريع التجارية المشتركة مع نخبة من الشركاء من شتى أرجاء العالم في مجالات التصميم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدراسات السياسية وتنظيم الفعاليات، دعما لدولة قطر ومسيرتها نحو تحقيق اقتصاد مستدام وقائم على المعرفة. وقد بدأت الشركات القطرية في اكتساب شهرة عالمية في مجال صناعة البرمجيات وذلك بفضل الاهتمام الذي توليه مؤسسة قطر لمجالي البحوث والتطوير. ومن بين الشركات القطرية التي بدأت تستثمر في البحوث والتطوير بتشجيع من مؤسسة قطر شركة براجماتك، وقد اكتسبت هذه الشركة شهرة كبيرة في مجال برمجيات إدخال البيانات وبرمجيات النظام المحاسبي.
وثيقة.. وتفصيلات غنية
من على شرفة المبنى الرئيس لمركز المدينة التعليمية الذي صمم على شاكلة البيت القطري الذي تتميز فيه الباحة (الحوش) التي تبنى حولها الغرف، كانت لنا اطلالة على كامل المدينة الجزء الأهم من مؤسسة قطر بصحبة احمد الخنجي المتحدث الرسمي باسم مؤسسة قطر، الذي حدثنا قائلاً: «على مساحة 15 مليون متر مربع قامت المدينة، مطلعاً، بحرمها الشمالي المتخصص بالمرافق العلمية والبحثية والمرافق العامة… لدينا 40 مشروع في المدينة التعليمية، منها المترو المخصص لها والذي من المخطط له ان يدشن في النهاية السنة الحالية لغاية التقليل من الانبعاثات الكربونية التي تخلفها وسائط النقل الأخرى».
وأضاف الخنجي، أما «من الناحية الأخرى فالحرم يحتوي على (قطر اكاديمي) التي تعد اول مدرسة افتتحت في المؤسسة عام 1995 وهي سنة التأسيس لمؤسسة قطر، وتضم المدينة ملعب خاص بها سيكون احد الملاعب التي تنضم فيها البطولة كأس العالم 2020 وعن قريب وبالتحديد في 18-12-2019 سيضيف الملعب كأس العالم للأندية.. البطولة التي تتزامن مع اليوم الوطني لدولة قطر، فضلاً عن ان الملعب سيخدم المدينة التعليمية في الرياضات كافة وهي من ميزاته».
ومضى المتحدث الرسمي الى القول: «وتضم المؤسسة في هذا الجانب مبنى الجسر الاكاديمي.. الجسر الذي من شأنه تعزيز قدرات الطلاب لتأهيلهم للدخول في جامعات المدينة، كما ويضم جامعة فرجينيا كومونولث المتخصصة بالفن وتصميم الأزياء، تأسست في 1998، وقدمت للطلاب الفرصة للحصول على درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، تصميم الأزياء، التصميم الجرافيكي، والتصميم الداخلي أو الرسم والطباعة، وكذلك الحصول على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة في دراسات التصميم، اضافة الى احتوائه مبنى السكن للطالبات الذي حاز على الشهادة البلاتينية من مجلس المباني الخضراء الأميركي والتي تعد اكبر جائزة لمبنى اخضر اغلب مواد بناءه قابلة للتدوير».
كما «وتضم المدينة التعليمية أيضاً مركزاً خاصاً بالخيول يطلق عليه «الشقب» الذي يعد مركزاً عالمياً رائداً للفروسية، ويلتزم بالحفاظ على تراث الفروسية القطري من خلال الاعتناء بالخيل العربية، وإرساء أعلى المعايير بالنسبة لصحة الخيل وإنتاجها، والتعليم والبحوث ذات الصلة بالخيل، اضافة الى ساحة الاحتفالات التي تمثل قلب المدينة وتعنى بأهم الفعاليات التي تقام في المدينة وخاصة حفل تخرج الطلاب السنوي الموحد».
وأوضح، ان «المدينة تستقبل طلاباً من اكثر من 90 دولة.. لتبادل الثقافات والمعلومات التي تعد من أسس المؤسسة».
وبين الخنجي ان «المدينة تضم اضافة الى ما سبق جامعة جامعة تكساس إي أند أم التي فتحت أبوابها في 2003 لتقديم برامج دراسية متخّصصة على مستوى عالٍ في مجالات الهندسة الكيميائية، الإلكترونية، الميكانيكة، وهندسة البترول، ومنذ 2011 تقدم الجامعة درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية، فضلاً عن جامعة كارنيغي ميلون التي فتحت أبوابها في 2004، وتقدم درجة البكالوريوس في مجال الأعمال التجارية، برامج علوم الحاسوب، وشهادة البكالوريوس في نظم المعلومات وإدارة الاعمال، علاوة على
جامعة وايل كورنيل (2001) التي توفر للطلاب فرصة الحصول على تعليم طبي متميز على وفق أعلى المعايير العالمية».
كتاب وأوكسجين.. ورحاب
في الجانب الآخر، تضم المدينة مكتبة قطر الوطنية التي تعد اكبر مكتبة عامة في البلاد تحتوي اكثر من مليون كتاب، وتضم مكتبة رقمية وأخرى تاريخية، إضافة الى جامعة جورج تاون (2005) المتخصصة بالعلوم السياسية وجامعة نورث وسترن المتخصصة بالإعلام والصحافة والاتصال، اضافة الى مركز الدراسات الإسلامية.
المدينة واسعة المرام بفضل الخطة المعدة لها، إذ تحتوي أيضاً على جامع كبير يسمى جامع المدينة التعليمية، ويهدف هذا المعلم الديني البارز إلى إحياء النموذج التراثي للمسجد، الذي يجمع بين العبادة والمعرفة في مكان واحد. يقدّم هذا الجامع برامج دينية وتعليمية متعددة، ويجتمع مع كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة حمد بن خليفة في رحاب مبنى ذي هندسة معمارية مستقبلية مستوحاة من الفن الإسلامي.
وعن جامعة حمد بن خليفة (2010)، قال المتحدث الرسمي باسم مؤسسة قطر، ان «اساس الجامعة هو البحوث وتوفر شهادات في الماجستير والدكتوراه، بهدف تقديم مجموعة واسعة من برامج الدراسات العليا والأبحاث التي تركز في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والحاسبات وعلوم الحياة والتنمية المستدامة والدراسات الإسلامية والتمويل الإسلامي ودراسات الشرق الأوسط ودراسات الترجمة والقانون، وتنتشر جهود البحوث في كلياتها الخمس وثلاثة معاهد بحثية، إذ رأى المؤسسون ان تكون الجامعة بمستوى الجامعات العالمية الأخرى الموجودة في المدينة».
وأضاف الخنجي، «اضافة الى هذا تضم المدينة واحة العلوم والتكنولوجيا، الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، مركز السدرة للطب والإبحاث، معهد راند قطر للسياسات، فضلاً عن حديقة الاوكسجين التي اطلق عليها هذه التسمية نسبة الى ما تتمتع به من النباتات المزروعة فيها المنتجة بشكل كبير للأوكسجين، ومبنى للطلاب على شاكلة مبنى الطالبات ويضم سينما ومسرح، ملعب بولنك، مطاعم، أسواق، وأماكن للطلبة يتبادلون فيها معلوماتهم وكل ما يفيدهم او يدفع بإيجابية لقاءاتهم.
وبحسب موقع المدينة التعلمية، فأبرز مبادرات مؤسسة قطر تجسد هنا في مكان فريد من نوعه. فرحلة قصيرة واحدة حول أرجائها، ماشيا كنت أو راكبا في إحدى عربات الترام، تكفي لزيارة عدد لا بأس به من الجامعات العالمية المرموقة. وإذ ما عبرت الشارع، ستطالعك واحدة من أكبر المكتبات في المنطقة، وبعدها يمكنك أن تشارك في نقاش مفتوح في رحاب جامعة توجد خلفها.
هكذا تكون الحياة عندما تكون فردا في المجتمع المترابط الذي تتميز به المدينة التعليمية، وما تزخر به من فروع جامعية لبعض المؤسسات التعليمية المرموقة على الصعيد العالمي، وجامعة بحثية محلية، علاوةً على حاضنات للمشروعات الناشئة، ومجمعات تكنولوجية، ومواقع تراثية، ومؤسسات ثقافية، وغير ذلك كثير.
- اقتباس داعم من الموسوعة الحرة (ويكيبيديا).