لم أتمالك نفسي لحظة اعلان لجنة تحيكم مسابقة افاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، عن فوز الممثل العراقي الشاب علي ثامر، بجائزة افضل ممثل عن دوره في فلم شارع حيفا، للمخرج مهند حيال، الا ان أصرخ بعلو صوتي» يحيا العراق»، كان يجلس بجانبي الصديقان، محمود أبو بكر، وفيصل شيباني ، اللذان صفقا بقوة وحماس لهذا الفوز، لتأتي الفرحة الثانية، بفوز نفس الفلم بجائزة أفضل فلم عربي ضمن المسابقة ذاتها، فما كان مني الا ان أعيد الهتاف، ليردد بعض الحضور الهتاف معي، وليصفق الجمهور الذي ملأ دار الاوبرا المصرية الكبير ، للعراق طويلا ، وهو الجمهور العارف بما يجري في العراق منذ شهرين، فكيف يستطيع أبناء بلد يعيش مثل هذه الظروف ان يعملوا فلما يحصد الجوائز ، في محفل سينمائي مهم مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث المنافسة على أشدها بين أفلام من مختلف الدول العربية ، لكن الشباب فعلوها، وخطفوا الجائزة، التي تنبأ بها شيخ النقاد المصريين ، الأستاذ مجدي الطيب، حيث كتب على صفحته في الفيسبوك، انه يرشح فلم شارع حيفا ، لجائزة أفضل فلم ، وكذلك علي ثامر كأفضل ممثل، وصح تنبؤه ، وهو الناقد العارف بخفايا وأسرار الصناعة السينمائية، وتكتمل الفرحة بفوز المخرج العراقي علاوي سليم بجائزة النقاد الفيبرسي ، عن فلمه الدنماركي « أبناء الدنماك «، كذلك قدم المخرج سمير جمال الدين فلما جميلا نال استحسان الجميع، هو فلم « بغداد في خاطري»، بطولة هيثم عبد الرزاق ، وزهراء غندور، وعواطف نعيم.
الأصدقاء العرب كانوا في أفضل حالاتهم تلك الليلة، فرحوا معنا، وكنا نتلقى التهاني، والكثير منهم كانت تهنئته جملة واحدة « يستاهل العراق» نعم يستاهل العراق الفوز، ليس في المسابقات السينمائية وحدها ، بل بكل المسابقات الأدبية والفنية الأخرى، فما زال المسرحيون العراقيون يحصدون الجوائز في كل مهرجان يشاركون فيه، ومازال الادباء العراقيون يحصدون الجوائز الأدبية في القصة والرواية الشعر، فهذا شعب لا يموت رغم عديد المحن التي مرت وتمر فيه، والكل ينظر اليه بعين الاحترام، فقط قل « أنا عراقي» وستجد الانبهار والاعجاب والتقدير، من قبل المحيطين بك، لأنهم ينظرون الى عنفوان الشعب العراقي، هذا العنفوان الذي كان أداته للصمود أربعين عاما من الحيف والحرب والحصار والقتل.
أخيرا، بدت المشاركة السينمائية العراقية في مهرجان القاهرة، وكأنها خارجة من رحم ساحة التحرير، محفوفة بمباركة متظاهرون يريدون وطنا.
كاظم مرشد السلوم