عمو بابا.. فارس كأس الخليج الأول في رصيده ثلاثة ألقاب

فاصلة العراق والكويت حدث لا ينسى في نسخته الرابعة

بغداد ـ الصباح الجديد:

يظل اسم المدرب العراقي الراحل عمو بابا خالدا في سجلات بطولة كأس الخليج كونه أكثر مدرب حصد اللقب برصيد 3 مرات.. وعمو بابا هو من كسر الهيمنة الكويتية على البطولة بعدما حصد لقب النسخة الخامسة عقب سيطرة الأزرق على النسخ السابقة.. عمو بابا اسمه الحقيقي عمانؤيل داود ولد في 27 من تشرين الثاني عام 1934 ونشأ في مدينة الحبانية غرب العاصمة العراقية بغداد.
بدأ حياته الرياضية بطلا لألعاب القوى في سباق 400 م حواجز قبل أن يتم اكتشافه على يد المعلق الرياضي إسماعيل محمد عام 1950 في بطولة المدارس.. بعد اعتزاله اللعب لمع نجمه كمدرب وحقق الكثير من الإنجازات حتى رحل عن الحياة في 27 أيار من عام 2009، وتم دفنه إلى جانب ملعب الشعب الدولي بوصية منه لحبه وولعه بكرة القدم.
حصد عمو بابا ثلاثة ألقاب ببطولة الخليج حيث بدأ الحصاد عام 1979 عند استضافة العاصمة العراقية بغداد البطولة ليظهر أسود الرافدين تحت إشراف المدرب عمو بابا بشكل استثنائي، وحققوا العلامة الكاملة بـ 6 انتصارات منحته اللقب بالنسخة الخامسة.
اللقب الثاني حصده المدرب الكبير عام 1984 في سلطنة عمان، بعدما جمع المنتخب العراقي 9 نقاط من 4 انتصارات وتعادل وخسارة واحدة.وتوج المنتخب العراقي باللقب بعد خوض مباراة فاصلة مع نظيره القطري الذي تساوى مع العراق بعدد من النقاط.وجاء اللقب الثالث في نسخة عام 1988 والتي أقيمت في السعودية، وحصد المنتخب العراقي 10 نقاط من 4 انتصارات وتعادلين.كثيرا ما تحدث الراحل عمو بابا عن اللقب المفقود في النسخة السادسة عام 1982 والتي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث قرر منتخب العراق الانسحاب برغم أن البطولة كانت قريبة جدا منه.
وفاز منتخب العراق في المباراة الأولى بنتيجة 4 – 0 على عمان ثم انتصر بنتيجة 3 – 0 على البحرين، وتعادل 1 – 1 مع شقيقه السعودي.. وحقق الفوز على قطر بنتيجة 2 – 1 و1 – 0 على الإمارات، قبل أن تقرر الحكومة العراقية سحب المنتخب العراقي وإهداء اللقب لمنتخب الكويت التي تأهلت حينها لكأس العالم لتمثل العرب والخليج في المونديال.
وبمناسبة الحديث عن بطولة الخليج العربي، فتحظى كأس الخليج وأحداثها التاريخية وقصصها التي لا تنسى، باهتمام كبير، من محبي كرة القدم في الوطن العربي.
ومع اقتراب انطلاق النسخة الـ 24 لكأس الخليج، والمقرر أن تستضيفها قطر خلال الفترة من 26 تشرين الثاني الجاري وحتى 8 كانون الأول المقبل، يستعرض حدثا لا ينسى في نسخة قطر 1976، والتي شهدت زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 7، بعد انضمام العراق للمرة الأولى.
فالعراق أبى أن يمر انضمامه لكؤوس الخليج مرور الكرام بالدورة الرابعة، وحاول أن يترك أثرا كبيرا بكسر هيمنة منتخب الكويت صاحبة الألقاب الثلاثة الأولى.إلا أن ذلك لم يكن بالأمر الهين، في ظل قوة المنتخب الذهبي الكويتي، ليتساوى الكبيران في كل شيء، ويتم الاحتكام لمباراة فاصلة حسمها الأزرق لمصلحته.
حفلت الدورة الرابعة بالكثير من الأحداث، وانطلقت الإثارة مبكرا عندما هددت قطر بالانسحاب برغم انها الدولة المضيفة.جاء ذلك بعدما اعترضت الدول المشاركة على ضم قطر لثنائي غير قطري، وبالمثل لوحت المنتخبات الأخرى بالانسحاب، لتتراجع قطر وتستبعد اللاعبين، المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب.
علت الندية والإثارة بين المنتخبين الكويتي والعراقي اللذين تساويا في كل شيء وتعادلا في النقاط ليخوضا مباراة فاصلة لتحديد البطل، وفقا للنظام الجديد بالبطولة وقتها، والذي لم يمنح الأفضلية للمنتخب الأكثر تسجيلا.
تعادل المنتخبين لم يقتصر على النقاط أو مباراتهما معا بمواجهات البطولة التي أقيمت بنظام الدوري من دور واحد وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، بل أنهما تعادلا حتى في الجوائز الفردية حيث احتفظ الكويتي جاسم يعقوب بلقب الهداف بـ 9 أهداف، ونال الحارس أحمد الطرابلسي لقب أفضل حارس.
فيما اختير العراقي مجبل فرطوس أفضل مدافع ومواطنه علي كاظمة أفضل مهاجم.في ليلة لا تنسى يوم 15 نيسان 1976 أقيمت المباراة الفاصلة بين الكويت والعراق في ستاد قطر خليفة الأولمبي.عمت الإثارة أجواء اللقاء وتقدم الأزرق بالدقيقة 8 عبر عبد العزيز العنبري ولم يتأخر هدف التعديل العراقي حيث سجل أحمد صبحي التعادل بالدقيقة 9.
العنبري عاد من جديد ووضع الأزرق بالمقدمة بهدف ثان بالدقيقة 25، وحاول العراق العودة إلا أن المرعب جاسم يعقوب كان له رأي آخر وسجل الثالث للكويت بالدقيقة 32.وتمكن أحمد صبحي مجددا من تسجيل ثاني الأهداف العراقية بالدقيقة 50.
ووسط سعي العراق للتعديل، أطلق عبد العزيز العنبري رصاصة الرحمة بتسجيل الهدف الرابع القاتل بالدقيقة 85، ليمنح منتخب الكويت لقبه الرابع على التوالي، في أول مباراة فاصلة في بطولات الخليج.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة