إنتاج الخام السعودي ينخفض إلى النصف بعد الهجمات
الصباح الجديد ـ وكالات:
ترجح جميع المؤشرات استمرار تخمة المعروض لدى أسواق النفط والغاز، بالرغم من التخفيضات الطوعية وغير الطوعية من قبل منتجي «أوبك»، من دون توفر قيود أو حدود عليا لباقي المنتجين حول العالم، لضبط الإنتاج على وفق سقوف مدروسة، تنعكس إيجاباً على الأسواق والأسعار.
وذكر تقرير نفط الهلال الأسبوعي، أن المشهد العام يبدو أكثر وضوحاً عند الحديث عن التوقعات الضاغطة لاقتصادات مجموعة العشرين على مستوى نمو الطلب على النفط، تبعاً للضغوط الإنتاجية التي تواجهها الاقتصادات الصناعية، في حين تراجعت أسعار النفط من متوسط 86 دولاراً للبرميل خلال عام 2018، إلى متوسط 60 دولاراً للبرميل خلال العام الحالي، وتعود هذه المسارات إلى مؤشرات تراجع معدلات النمو للاقتصادات الكبرى، والتي تقود إلى تراجع للطلب، وزيادة المعروض من النفط، مع الإشارة إلى أن فجوة التوقيت بين تقلبات الطلب الآنية وخطط الإنتاج متوسطة وطويلة الأجل تعمق من التأثيرات السلبية على أسواق الطاقة العالمية.
ولفت التقرير الأسبوعي إلى أن مؤشرات تباطؤ الطلب من قبل دول منظمة التعاون الاقتصادي، باتت تلقي بظلالها على عوامل أداء الأسواق، ما رفع من مستويات المعروض في الظروف كافة؛ نظراً لاستمرار مستويات الإنتاج عند حدود متوافق عليها من قبل منتجي أوبك، ومن دون قيود من خارجها، في المقابل سجلت المخزونات الأمريكية من النفط مستويات قياسية غير متوقعة خلال العام الحالي، والتي مردها إلى زيادة الإنتاج الأمريكي بشكل خاص، والإنتاج على المستوى العالمي بشكل عام، وضعف مؤشرات تخلص الاقتصاد العالمي من الضغوط المحيطة، علماً أن مستوى المعروض سيبقى خارج الحاجة، في ظل عدم تكامل الخطط والتوجهات والأهداف النهائية من قبل المنتجين حول العالم، ما ينعكس سلباً على أداء أسواق النفط والاقتصادات المنتجة.
وأشار تقرير نفط الهلال إلى أن التوقعات ستبقى بمتوسط الطلب عند مستويات 99.86 مليون برميل خلال العام الحالي، برغم خطط خفض الإنتاج التي تقودها أوبك، كما أن نمو المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في أوبك سيبلغ نحو 2.14 مليون برميل يومياً، وصولاً إلى مستوى 64.51 مليون برميل يومياً، وبالتالي فإن أي تخفيضات أخرى عن المستويات الحالية، ستكون ضارة لأعضاء أوبك، وغير مفيدة لدعم استقرار الأسواق، والتي تواصل تقلبها وضعفها في رفع الأسعار إلى المستويات المستهدفة.
في السياق، خفضت السعودية إنتاجها من النفط والغاز بعد ضربات جوية بطائرات مسيرة استهدفت منشأتين رئيسيتين تديرهما شركة أرامكو المملوكة للدولة.
وقال وزير النفط السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إن الضربات أدت إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبا.
وقد تبنت حركة أنصار الله الحوثية الضربات، قائلة إنها استخدمت فيها 10 طائرات.
وتوعد المتحدث العسكري للحوثيين العميد، يحيى سريع، بتوسيع نطاق الهجمات في الممكلة.
لكن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اتهم إيران بتنفيذ الضربات، قائلا إنه لا يوجد دليل على أن اليمن كان مصدر الهجمات.
وقد أظهرت مقاطع فيديو أعمدة دخان تتصاعد فوق موقع بقيق إذ يوجد أكبر مصنع لمعالجة النفط في العالم شرقي السعودية.
أما الهجوم الآخر فقد استهدف حقل خريص النفطي إلى الغرب.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن الحرائق أصبحت الآن تحت السيطرة في كلا المرفقين.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول في وزارة الداخلية قوله “عند الساعة الرابعة (الواحدة بتوقيت غرينتش) من صباح السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو (بإخماد) حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات من دون طيار”، وأضاف: ”تمت السيطرة على كلا الحريقين”.
كما قال المسؤول إن الجهات المختصة باشرت التحقيق في الهجوم إلا أنه لم يحدّد مصدر الطائرات المسيّرة.