والبطولة تصل لمحطتها الاخيرة ..
بغداد ـ سمير خليل:
وصلت بطولة امم افريقيا بنسختها الثانية والثلاثين والتي تستضيفها مصر الى محطتها الاخيرة حيث سيكون منتخبا الجزائر والسنغال طرفا المباراة النهائية فيها يوم غد الجمعة ،وبذلك يكون منتخب الجزائر الفريق العربي الوحيد من المنتخبات الاربعة المشاركة في البطولة والذي واصل المشوار بنجاح بعد خروج مصر امام جنوب افريقيا بالخسارة بهدف نظيف في دور ال 16 ولحقتها المغرب بالخسارة امام بنين بركلات الترجيح في نفس الدور ايضا ،بينما خرجت تونس في الدور نصف النهائي امام السنغال وبهدف نظيف ايضا مما يجعلها تخوض مباراة الترضية على المركزين الثالث والرابع اليوم ، البطولة التي شهدت مفارقات ومفاجآت عديدة كسرت كل التوقعات تميزت مبارياتها بالقوة وارتفاع اللياقة البدنية للاعبين وهي ميزة الفرق الافريقية التي تطغي احيانا على المستوى الفني ،لكن مباريات النسخة الحالية شهدت ارتفاعا بالمستوى الفني بتوالي الادوار وخاصة منتخبا الجزائر والسنغال اللذان ارتقيا الى المباراة النهائية .
مسيرة البطولة الحالية تسحب الذاكرة لاستحضار تاريخها وظروف اقامتها وكل مايتعلق بذلك التاريخ من احداث ومفاجآت وافراح واتراح وارقام واحصائيات فمع اطلالة شمس الحرية على بلدان القارة السمراء وقرع طبول التحرر بدأت كرة القدم تضع بصمتها لاعلى خارطة القارة السمراء فقط بل على كل ملاعب العالم وتحول نجوم الكرة الافارقة من حالة الاجبار على اللعب مع اندية الدول المستعمرة الى محترفين يجنون مبالغ طائلة جراء اللعب مع تلك الاندية لذلك ولدت بطولة كأس الأمم الأفريقية كواحدة من كبريات البطولات القارية التي تنتظرها جماهير الكرة ،فبعد تأسيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم عام 1956 اقيمت في العام اللاحق اول بطولة في السودان بمشاركة ثلاثة منتخبات هي مصر وإثيوبيا والسودان صاحبة الضيافة. علما بأن منتخبا رابعا كان يفترض أن يشارك هو منتخب جنوب أفريقيا لكونه منتخب إحدى الدول المؤسسة للاتحاد القاري للعبة ولكن تم استبعاده بسبب إصراره على اختيار لاعبين بيض فقط إبان حقبة التمييز العنصري وفاز المنتخب المصري على نظيره السوداني في المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف واحد ،علما ان بطولة كوبا اميركا (بطولة اميركا اللاتينية ) ولدت 1916 وبطولة امم آسيا عام 1956 وبطولة امم اوروبا عام 1958.
ومع استقلال عدد من الدول الأفريقية في ستينيات القرن الماضي، بدأ يزداد أعضاء اتحاد اللعبة في القارة السمراء، وعدد المنتخبات المشاركة في البطولة، من أربعة عام 1962، إلى ستة عام 1963، فثمانية عام 1968، لتستمر بعدها زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 12 عام 1992، ثم 16 عام 1996 ،بينما شهدت البطولة الحالية مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة بعد اقرار مشاركة هذا العدد عام 2017 .
وتهيمن مصر على تاريخ هذه البطولة حيث شاركت في (23) نسخة وارتقت تسع مرات الى المباراة النهائية وفازت سبع مرات بكأس البطولة كان آخرها في نسخة 2010 ،بينما استضافت البطولة خمس مرات مع البطولة الحالية ،ويشير تاريخ البطولة الى فوز مصر بسبع نهائيات تليها الكاميرون بطلة النسخة الماضية بخمس مرات وغانا اربع مرات ونيجيريا ثلاث مرات وكل من ساحل العاج وجمهورية الكونغو الديمقراطية مرتين ومرة واحدة لكل من زامبيا وتونس والسودان والجزائر والمغرب واثيوبيا وجنوب افريقيا والكونغو .اما هدافو البطولة فيقف في مقدمتهم النجم الكاميروني صموئيل ايتو ب(18) هدفا في ست مشاركات ويقترب منه من اللاعبين العرب حسن الشاذلي من مصر ب(12) هدف ،اما اللاعب الذي سجل اكبر عدد من الاهداف في بطولة واحدة هو مولامبا نداي من جمهورية الكونغو الديمقراطية في نسخة 1974 في مصر.
جورج ويا من الكرة
لرئاسة جمهورية ليبيريا
ابرز اللاعبين الافارقة الذين شغلوا السياسة وكرة القدم هو اللاعب اللايبيري الذي لعب مع ميلان الايطالي وسان جيرمان الفرنسي ويعد اللاعب الافريقي الوحيد الذي حصل على لقب افضل لاعب في العالم عام 1995 وحل كثاني أفضل لاعب عام 1996 وفاز بعديد الألقاب الفردية الأخرى أهمها جائزة هداف دوري أبطال أوربا، بعد اعتزاله الكرة عام 2002 قرر محبوب الجماهير الذين يعتبرونه بطلا قوميا دخول معترك السياسة والترشح لرئاسة جمهورية ليبيريا.
ابن احياء الصفيح في العاصمة الليبيرية موروفيا دخل معترك انتخابات الرئاسة في ليبيريا وبعد محاولتين فاشلتين عامي 2005 و2014 ينجح ويا بالظفر بمنصب سيناتور ويصل اخيرا الى كرسي رئاسة الجمهورية الليبيرية نهاية عام 2017 ،اما اللاعب الاكثر مشاركة في البطولة فهما لاعبان ، المصري أحمد حسن والكاميروني سونغ إذ شاركا في ثماني بطولات،حامل لقب اللاعب الاكبر سنا هو الحارس المصري عصام الحضري بعمر44 عاما عند مشاركته في المباراة النهائية للنسخة الماضية 2017 بين مصر والكاميرون، أما أصغر لاعب شارك في البطولة فهو لاعب منتخب الغابون شيفا نزيغو، الذي شارك في مباراة بلاده أمام جنوب أفريقيا عام 2000 وعمره 16 عاما.
اكثر المدربين مشاركة هما المصري حسن شحاتة الذي قاد منتخب الفراعنة للقب أعوام 2006، و2008، و2010 وحصد اللقب في الثلاث نهائيات على التوالي والثاني هو الغاني تشارلز غيامفي الذي قاد منتخب بلاده لثلاثة ألقاب أعوام 1963، و1965، و1982 ، وينفرد المدرب الفرنسي كلود لوروا برقم قياسي خاص باعتباره المدرب الذي اشرف على تدريب ستة منتخبات افريقية هي الكاميرون والسنغال وغانا والكونغو الديمقراطية وتوغو والكونغو وارتقى مع المنتخبات التي دربها تسع مرات الى المباراة النهائية ،اما المدرب الوحيد الحائز على اللقب مع منتخبين مختلفين فهو الفرنسي هيرفي رونارالذي تمكن من إحراز اللقب مع منتخبين مختلفين هما زامبيا عام 2012، وساحل العاج 2015.
كما تحمل هذه البطولة ذكريات مؤلمة عندما تعرض المنتخب الزامبي لمأساة مروعة عام 1993 بعد سقوط الطائرة مودية بحياة 18 لاعبا بجانب عدد من أعضاء الطاقم الفني للفريق لتشارك زامبيا بمنتخب الرديف خلال بطولة عام 1994 في تونس والذي فاجأ الجميع وارتقى الى المباراة النهائية وخسرها بصعوبة بهدف لهدفين امام نيجيريا ،وبسبب سياسة التمييز العنصري كانت جنوب أفريقيا مستبعدة من المشاركة في البطولة حتى العام 1996 الذي شهد مشاركتها الاولى التي استضافتها وكانت المفاجأة في إحرازها اللقب متغلبة في المباراة النهائية على تونس بهدفين نظيفين ..
وتنفرد البطولة الحالية بانها تضم لاعبين يعتبرون الافضل في العالم اليوم وعلى راسهم الفرعون المصري محمد صلاح وزميله في ليفربول الانكليزي السنغالي ساديو ماني بجانب النجم الجزائري رياض محرز قائد منتخب الخضر ولاعب مانشستر يونايتد بطل الدوري الانكليزي بجانب المصري الآخر محمد النني لاعب الارسنال والسنغالي كاليدو كوليبالي لاعب نابولي الايطالي والنيجيري أحمد موسى لاعب النصر السعودي ومواطنه أليكس أيوبي لاعب الارسنال والإيفواري نيكولاس بيبي نجم فريق ليل الفرنسي والتونسي وهبي الخرزي نجم نادي سانت اتيان الفرنسي والجزائري ياسين براهيمي لاعب بورتو البرتغالي وتضم البطولة ايضا نجم اياكس الهولندي والذي جذب الانتباه هذا الموسم بمستواه الرائع المغربي حكيم زياش واللاعب المالي ماريغا مهاجم بورتو البرتغالي بالاضافة لاسماء اخرى احترفت الكرة خارج القارة السمراء.