خروج مُباغت لمصر
بغداد ـ احسان ناجي:
في مصر، تختتم يوم غد الجمعة على ملعب القاهرة الدولي ، أهم البطولات الكروية الأفريقية في نسختها الثانية والثلاثين لـ (2019)، بمواجهة الجزائر للسنغال للظفر بذهب القارة الولاّدة للمتعة والاثارة فضلاً عن المواهب التي ما زالت تُدفع الى مختلف دوريات العالم لا سيما الأوروبي.
في دور الـ 16، خرج المنتخب المصري صاحب الأرض والجمهور والحظوظ الكبيرة في مباراة مع جنوب أفريقيا عدّت الأكثر اثارة وشداً بالنسبة للجمهور العالمي المتتبع؛ فالفراعنة صحبة المكسيكي خافيير أغيري كانوا أنهوا دوري المجموعات بالنقاط الكاملة متصدرين الترتيب الذي ضمّ زيمبابوي والكونغو وأوغندا، لكن يبدو أن الثقة خرجت عن غرضها بجريرة الاعلام المصري الذي أسهم اسهاماً مباشراً، بحسب نقاد ومحللين، في دفع كتيبة محمد صلاح الى التراخي والطمأنينة المخدوعة قبيل المواجهة ووطأة الضغط النفسي في أثناء المباراة التي شهد نصفها الثاني انكسارا واضحا للمصريين الذين كانوا مطالبين للجمهور بحسم الواقعة في دقائقها الأولى.
نسور قرطاج
شهد نصف نهائي البطولة صعود الفرق الثلاث المرشحة الأقوى معية منتخب تونس الذي أنهى مخاض مجموعته بقيصرية الثالث إثر ثلاث مباريات أجراها للتعادل: مع أنغولا (1ـ1) ومالي (1ـ1) وموريتانيا (0ـ0) ليصعد ثالث المجموعة برصيد ثلاث نقاط وليلاقي غانا في لقاء حسم لصالحه بضربات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والاضافي بنتيجة (1ـ1)، لكن الثلاثية أمام مدغشقر أعادت توازن كتيبة الفرنسي ألان جيراس ورشحته الى ملاقاة السنغال في دور الأربعة.
انحيازاً للمنتخب التونسي برغم ما رافقه من نتائج متواضعة في الدور الأول للبطولة، فان نسور قرطاج لاقوا اعداداً جيداً قبل الشروع في المنافسة؛ واجهوا في مرحلة اعدادهم للبطولة منتخبات العراق وكرواتيا بوروندي وحققوا الفوز في المواجهات الثلاث هذه في حين خسروا بهدف وحيد أمام غريمهم المنتخب الجزائري ما عدت المرحلة هذه مؤشر حسن على جاهزية تونس لخوض الغمار الأفريقي.
أولاد الصحراء
مشاركات الجزائر في النسخ الأخيرة من أمم أفريقيا لم تكن مقبولة لنتائجه التي لا تتفق مع امتلاك المنتخب لقائمة عريضة ضمت لاعبين محترفين لا سيما في أوروبا، إذ يعد أفضل إنجاز للملقبين بـ (الأفناك) منذ التتويج الوحيد بالبطولة في 1990 هو الحصول على المركز الرابع في نسخة 2010 التي أُقيمت في أنجولا وشهدت الخروج من ربع النهائي برباعية أمام المنتخب المصري قبيل خسارة المركز الثالث لصالح نيجيريا.
للمرة الثالثة فى تاريخه، متخم بالنجوم منتخب الجزائر، ويقود رياض محرز الفرقة التي اختيرت بنحو حذر للهدف الذي ما زالت الجزائر تؤمن به على أنه تسيّد لربع فرق اللعبة على مستوى العالم. ديدن محاربو الصحراء: «متى ما ننتهي من هذه.. سنثبّت مكاننا العالمي..».
نتائج مباريات الجزائر التحضيرية لكأس أمم أفريقيا 2019 شهدت تعادلان أمام غامبيا وبوروندي بنتيجة (1ـ1) وفوز على تونس بـ (1ـ0) ومثله على مالي بنتيجة (3ـ2)، أما النتائج في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2019 فجاءت على حساب توجو وبنين غامبيا بحصد 10 نقاط تأهل بها إلى البطولة.
وقع المنتخب الجزائري في المجموعة الثالثة التي ضمت منتخبات السنغال وكينيا وتنزانيا، ونجح في الحصول على الصدارة بالعلامة الكاملة 9 نقاط. لتمضي فرقة بلماضي ـ محرز الى الدور الثاني (الـ 16) فتقابل غينيا لتخلص من هذه بنتيجة (3ـ0) لتضيف الكمال الى نتائجها في مواجهة متوقعة مع كوت ديفوار احرجت المحاربين في الوقتين الأصلي والاضافي حيث نتيجة (1-1) حتى حسمت المباراة الأكثر ارهاقاً بالترجيحية (4-3).
الدقيقة الأخيرة
في المربع الذهبي، اقصت الجزائر نيجيريا احدى الفرق المرشحة للكأس القارية بهدف جاء في وقته القاتل لرياض محرز نجم مانشستر سيتي الانجليزي من ضربة ثابتة مباشرة بعد تعادل الفريقين ايجابياً حتى الدقيقة 91، وأبعدت السنغال تونس على إثر تعادل الفريقين سلبياً حتى الدقيقة 100 في مباراة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الكرة تسبب في الجدل حكم المباراة الأثيوبي باملاك تيسيما وربما تقنية (الفار) بعدم احتساب ضربة جزاء واضحة لحساب نسور قرطاج على أساس تعديل لجنة الحكام الدولية آلية احتساب مثل هذه الحالة في لائحة تعليماتها الأخيرة، لتواجه تونس نيجيريا في لقاء حسم المركز الثالث.
العين الأولى
استدراكاً لهذا الاستعراض السريع لجولات المنتخبين التونسي والجزائري قبل وأثناء بطولة (السوداء) المنتظرة، فان العين الأولى للدوري الأوروبي، الأكثر أهمية في اللعبة العالمية الأبرز، غالباً ما تذهب الى أميركا الجنوبية، أما العين الثانية فقد رأت، بإم السماسرة والمراقبين أو المهتمين، عمق ما قُدم في الـ (CAF 2019) في خضم أن توقيت البطولة أكثر ملائمة لسوق الانتقالات الذي سيحتدم قريباً في أوروبا لا سيما في اسبانيا، ايطاليا، فرنسا وألمانيا.. في طلب اللاعب الأذكى الأمهر الأسرع والقنوع الأطول عمراً عقدياً.
ثم أردنا القول، ان الدروس التي تتهافت من أفريقيا مثلاً لا بد أن تُدرس أو تعالج على وفق النتاج المحدود نسبياً لآسيا وبالتحديد لجزئها العربي الذي يلف ويدور حول أسم متنفذ وآخر تكتّلي بغية احتواء لعبة لن تحتوى بغير التخطيط لهدفها الأسمى لتحقيق نُبلها الأممي.