السيناريو السينمائي

يستطيع المتتبع للأفلام العراقية سوءا الروائية او الوثائقية التي انتجت بعد 2003 ، أن يؤشر عدم توفر العديد من هذه الافلام على سيناريو جيد يمكن ان يكون عنصرا فاعلا في نجاح هذا الفيلم او ذاك، وتاتي اهمية السيناريو السينمائي كونه العمود الفقري لكل فيلم سينمائي وهو بالتاكيد يختلف كثيرا عن السيناريو الذي يكتب للتلفزيون، وهو امر بما لا يعيه الكثير من كتاب السيناريو عندنا، فالسينما بسبب خصوصيتها المتفردة، تختلف كثيرا عن تقنيات العرض التلفزيوني، لذك فمسألة استسهال كتابة السيناريو للسينما ربما يسبب وقوع مخرج العمل في الكثير من المطبات اثناء تصويره للفيلم ، فكاتب السيناريو يتصور المشاهد وكذلك عملية تقطيع اللقطات وحجومها ، ومن ثم يباشر بكتابة السيناريو وفقا لهذا التصور وهو امر ليس بالكافي، فكتاب السيناريو العالميين ينفذون السيناريو على الورق صورا بحجوم اللقطات ويجري مناقشتة كل ذلك مع صانع العمل وربما يتم التعديل كذلك على الورق ، اضافة الى تواجد كاتب السيناريو في مواقع التصوير منذ البداية وحتى النهاية ، فموقع العمل ربما يفرض تغييرا في السينانريو التنفيذي، يتطلب اطلاع كاتب السيناريو عليه ، وليس موافقة مخرج الفيلم فقط ، مشلكة كتابة السيناريو ليست مشلكة السينما العراقية فقط بل ان السينما العربية تعاني منها منذ عقود ايضا ، والمتابع للأفلام العربية يمكن ان يلاحظ افتقار هذه الافلام او عدم توفرها على سيناريوهات جيدة ، رغم ان العديد من السيناريوهات ماخوذ ة من اعمال ادبية ، يفترض ان توفر لكاتب السيناريو الخيال الواسع في كتابة المشاهد وتحديد حجوم اللقطات ، ولكن العديد من السياريوهات المأخوذة من اعمال ادبية لم تكن موفقة الى حد كبير في ذلك .وربما يعود ذلك الى استسهال عملية كتابة السيناريو ، والى العامل التجاري والمنافسة بين الشركات المنتجة التي تبتغي الربح اولا ولو على حساب جودة الفيلم مستخدمين العديد من الاساليب التي ربما يعتقدون انها يمكن ان تغطي ضعف العمل الفني في هذا الجانب او ذاك .
لذلك فالعديد من المتابعين للفن السينمائي يرون ضرورة اقامة ورش سينمائية متخخصة بكتابة السيناريو السينمائي، وان يكون المحاضرين فيها اساتذة متخصصين حتى لو كانوا من خارج العراق، وحث المشاركين في هذه الورش على مقارنة ما يكتبون بالعديد من السيناريوهات العالمية التي تعتبر انموذجا في كتابة السيناريو، املا في ان يكون لدينا كتاب سيناريو يستطعيون ان يسهموا في نهضة السينما العراقية التي يدعو اليها الجميع.

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة