مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا
نينوى ـ خدر خلات:
تتسارع الاحداث والتداعيات الناتجة عن غرق عبّارة الموت في جزيرة الشهداء السياحية، وفيما المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا يسيطر على الاجواء وعلى ذوي المفقودين، ومع التوسع في اعمال البحث التي وصلت الى مدينة سامراء (280 كلم جنوبي الموصل)، فان الارقام تتحدث عن فارق شاسع بين عدد من ركب بالعبارة وبين من نجا منها.
وبحسب مصدر في شرطة نينوى، تابعه مراسل “الصباح الجديد” فان عدد من صعد للعبارة المشؤومة يوم الحادث وعلى وفق كاميرات المراقبة بلغ 287 مواطنا من الرجال والنساء والاطفال، وتم انتشال 97 جثة فقط، مع انقاذ 55 مواطنا اخر في اللحظات الاولى للحادث الماساوي، مع تسجيل فقدان 67 مواطنا من كلا الجنسين ومن مختلف الاعمار”.
اما مدير صحة نينوى، الدكتور فلاح الطائي، فيؤكد ان عدد الضحايا هو 97 شهيدا، بواقع 64 امراة، 15 رجلا، 10 اطفال اناث و 8 اطفال ذكور، وهؤلاء وصلت جثثهم الى الطب العدلي”.
واضاف “راجع مستشفياتنا عقب الحادث 41 مواطنا مصابين بالاختناقات والكدمات، غالبيتهم المطلقة تلقوا العلاج وغادروا، باستثناء حالتين اثنتين، ما زالتا تتلقيان العلاج، احداها في مستشفى السلام والاخرى في مستشفى حمام العليل”.
ولفت الطائي الى ان “هناك عددا كبيرا من المفقودين والاهالي يراجعونا، و لكن ليس لدينا احصائية عن عددهم، وابلغنا المواطنون بتسجيل حالات الفقدان في مراكز الشرطة، لاننا مسؤولين عن تسليم الجثث لذويهم بعد التعرف عليهم واصدار شهادات وفاة للشهيد الذي تصل جثته للطب العدلي فقط، علما اننا قمنا بتسريع اجراءات تسليم الجثث واعلنا حالة التاهب القصوى بجميع المستشفيات بمحافظة نينوى”.
اما الدكتور حسن واثق رؤوف مدير الطب العدلي بنينوى فيقول ان منتسبي دائرتنا يداومون 24 ساعة لاستلام جثث الشهداء، وهناك فرق خاصة للبحث عن باقي المفقودين واتصلنا ببعض الفرق في صلاح الدين وسامراء للبحث عن جثث الضحايا، علما انه في الساعات الاولى تم انتشال جثث من حمام العليل ومن المرجح ان يتم انتشال جثث من مناطق ابعد من ذلك”.
ولفت الى ان اجراءات تسليم الجثث لذوي الضحايا تمر عبر الية محددة، حيث قمنا بتصوير وجوه الضحايا ووضع قرص معلوماتي لكل منهم، وبالتالي تم توزيعها على ذوي المفقودين الذين يراجعوننا باستمرار، وتم التعرف على بعضهم وتم تسليم الجثث بوجود ممثلين عن الشرطة المحلية لغرض تزويدهم بكتب وتصاريح بدفن الجثة”.
منوها الى انه ” في اليوم الاول للحادثة تسلمنا 82 جثة، وتم تسليمها لذويهم، وبقي لدينا 7 جثث غير معروفة الهوية وفي اليوم التالي تعرف عليهم ذووهم واخذوهم، والان لا يوجد لدينا اية جثة من هذه الحادثة الاليمة”.
وبالرغم من الاجواء الممطرة، فقد شهدت جامعة الموصل تجمع بضعة الاف من الطلبة الغاضبين والمتشحين بالسواد، والذي رفعوا شعارات ضد الفاسدين والمقصرين والمطالبة بالتحقيق بهذه الحادثة وكشفها للراي العام ومحاسبة كل متورط فيها.
اما الناشط والحقوقي لقمان عمر الطائي، فيقول لـ “الصباح الجديد” ان “الفرق بين ارقام المعلن وفاتهم رسميا وبين الناجين يترك لنا رقما مخيفا وشاسعا من المفقودين”.
واضاف “نحن نعلم ان العشرات من الناجين لم يراجعوا المستشفيات لانهم غادروا لبيوتهم فور نجاتهم، لكن نخشى من ارتفاع الرقم الماساوي لعدد الضحايا في الايام المقبلة”.
وتابع “المعلن عنه ان 287 مواطنا صعدوا بالعبارة المشؤومة، تم انقاذ 55 مواطنا، ولدينا 67 مفقودا تم تسجيل فقدانه رسميا، مع توثيق غرق 97 اخرين لحد الان، وبالتالي لدينا نحو 60 اخرين لا نعرف عنهم اي شيء، هل انهم جميعا عادوا لبيوتهم، وهذا ما نتمناه فعلا، ام انه لا يوجد من سجل افادة بفقدان بعضهم”. يتساءل الطائي.
ومضى بالقول “ما نريده من حادثة العبارة المؤلمة، ان تكون محطة لمحاسبة الفاسدين وايقاف نهبهم للمال العام والاهتمام الحقيقي بالواقع الخدمي بمدينة الموصل التي تعاني الامرين بالرغم من اعلان تحريرها منذ اكثر من عام ونصف”.