وزير الثقافة والسياحة والآثار يتحدث للصباح الجديد :
البصرة – سعدي السند:
قال وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم : البصرة مدينة الأبداع وتجديد الشعر والفكر زرناها اليوم بهذا المناخ الطيب لنرى بيت مبدعيها (قصر الثقافة في البصرة) التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارتنا ولنرى بيوتها التراثية لنفتتح مشروع ترميم وتأهيل مجموعة من بيوتها التراثية وتأهيل جزء من قناة نهر العشار بالتعاون مع منظمة اليونسكو وبتمويل من الأتحاد الأوروبي .
معنا في زيارتنا اليوم ممثلون من اليونسكو
وأكد الوزير الدكتور حسن ناظم في حديثه خلال زيارته الى قصر الثقافة ، سنبدأ بهذا المشروع ومعنا في زيارتنا ممثلون من منظمة اليونسكو لنحقق للمدينة العظيمة استحقاقها وان كان متأخرا حتّمته ظروف معروفة ونأمل أن نحقق هذا المشروع وننجزه بمدة قريبة وبالصورة التي نريدها لبيوتنا التراثية بعملية تأهيل مميزة .
تم وضع آلية لتنفيذ الخطوات المجدولة
يذكر ان المرحلة الأولى من أعمال التأهيل ستشمل إعمار مقطع من نهر العشار المار في المنطقة التراثية مع دار الشيخ خزعل الكعبي ودار عائلة النقيب ودار عبداللطيف المنديل ودار عبدالسلام المناصير ودار الوالي العثماني كما يشمل المشروع في مراحله اللاحقة جعل منطقة نظران والبصرة القديمة منطقة حفاظ تراثي واعمار 150 من الدور التراثية المميزة والمسجلة.
وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم قد التقى قبل أيام مع سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد مارتن هوث ومدير منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في بغداد باولو فونتاني، بحضور خبراء من هيئة الآثار والتراث، وناقشوا آخر تطورات العمل على إعادة تأهيل مدينتي البصرة والموصل القديمتين.
وتم في الاجتماع استعراض ملاحظات الجولة التي أجراها فريقا اليونسكو والاتحاد الأوروبي في مواقع العمل، وتقديم عرض تفصيلي عن المباني التراثية في البصرة القديمة ، وأشار المجتمعون إلى أن المباني التراثية في البصرة سيّما في منطقة نظران، قد تعرضت لأضرار كبيرة لأسباب متعددة ، فضلاً عن الإشارة إلى أهمية تأهيل نهر العشار لتأثيره الجوهري على تأهيل باقي البيوت التراثية القريبة منها
وتم في الاجتماع الثاني بحث مسار العمل في المدينتين القديمتين ووضع آلية واضحة لتنفيذ الخطوات المجدولة على وفق سقوف زمنية.
الشناشيل من الفنون المعمارية المميزة
وتعد الشناشيل من الظواهر الرئيسة والمألوفة في البيوت البصرية التراثية ، والتي تدل على الثراء، ففي بيوت الميسورين تتحول الشناشيل إلى قطع فنية رائعة، وذلك لجمال نقوشها الخشبية التي تتخللها قطع زجاجية صغيرة ملونة
وتشيد الشناشيل أساساً على قسم من بناء الطابق الأول يضاف إلى المساحة الأساسية للدار، وذلك عن طريق إحداث بروز يستند إلى روافد خشبية أو معدنية، وعندما يتسع البروز نسبياً يعمد المعمار إلى تدريج ألواح الخشب أو الروافد ليمكنه الحصول على نقاط استناد قوية تشيّد فوقها الشناشيل، ويتراوح البروز عادة ما بين متر واحد أو أكثر بقليل.
ويكون بناء الشناشيل من الخشب بدلاً من الآجر أو الحديد وذلك للتغلب على مشاكل الثقل في توسعة البناء، وكذلك مساعدة الخشب في تحقيق برودة الجو الداخلي للغرفة عن طريق تقليل كمية الحرارة الواصلة إلى البيت دون أن تمنع الضوء والهواء من الوصول إلى غرف الشناشيل من خلال الفتحات الخارجية المشبكة وكذلك تحفظ للسكان حرمتهم وخصوصيتهم فهي مصممة لحجب الرؤية من الخارج للجالسين في هذه الشرفات أو الغرف الملحقة بها.
والشناشيل المصطفة على طول الطريق العام توفر مظلّة طويلة يحتمي بها المشاة من شمس الصيف وأمطار الشتاء ، وستبقى شناشيل مدينة البصرة على الرغم من إزالة الكثير منها شاهداً حياً على جمالية العمارة البصرية وتقدمها خلال فترات من تاريخها الحضاري العريق.
مشروع اليونسكو
وقد التفتت منظمة اليونسكو الى المعالم المميزة لفنون العمارة البصرية ، ووضعت خطة لمشروع اعادة احياء صناعة الشناشيل والحفاظ على الخصوصية العمرانية المحلية لمدينة البصرة ، والاهتمام بهذا الفن المعماري الجميل والرائع ، ونظراً لأهمية الشناشيل وجماليتها في العمارة البصرية .
ويتضمن مشروع اليونسكو دعم وتشجيع النشاطات الابداعية في صناعة الشناشيل والفنون الاسلامية الاخرى والعناية بالحرفيين وتقدير دورهم ومكانتهم في المجتمع باعتبارهم عنصراً أساسياً في بقاء هذا التراث والحفاظ عليه واستمراره ، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم واستمراره ، ودعوة الخبراء والفنانين والحرفيين المتخصصين في هذا المجال لوضع رؤى وتصورات لاستخدام الشناشيل في العمارة البصرية ، واعادة ترميم وصيانة البيوت التراثية ، والتعاون والتنسيق مع مركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية ـ ارسيكا ـ باسطنبول التابع لمنظمة التعاون الاسلامي والذي يقوم بمهام احياء تراث شعوب الدول الاسلامية .