انتعاش استثمارات النفط «محدود للغاية»
الصباح الجديد ـ وكالات:
أعرب وزير الطاقة السعودي أمس الأحد عن تفاؤله بشأن استمرار الالتزام باتفاق خفض المعروض المبرم بين أوبك ومنتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة.
وقال خالد الفالح على هامش اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في باكو: ”أنا متفائل جدا بتحسن الالتزام باتفاق أوبك+، هو قوي بالفعل بالمعايير التاريخية“.
وصرح للصحافيين أن نسبة الالتزام بالتخفيضات في أول شهرين من العام أقل منها في 2017 و2018 لكن منتجي النفط ”سيعوضون التأخر قريبا جدا“.
وأضاف أن «السعودية ومنتجي النفط الآخرين مثل أذربيجان سيواصلون العمل معا لإدارة استقرار سوق الخام».
وأبلغ الصحفيين: ”لن نسمح بتعرض أمن الطاقة لتحديات من أي حدث، لكننا في الوقت نفسه لن نترك المستثمرين، وشركات النفط والغاز حائرين لا يعلمون ما سيجلبه الغد على صعيد بيئة مستقرة مواتية لتدفق الاستثمارات على القطاع».
في السياق، قال وزير الطاقة القازاخستاني كانات بوزومباييف أمس الأحد إن قازاخستان تتوقع أن يكون إنتاج النفط دون 1.8 مليون برميل يوميا في المتوسط في النصف الأول من العام الحالي.
وقال الوزير متحدثا على هامش اجتماع لأعضاء أوبك ومصدري نفط كبار آخرين في باكو إن الإنتاج سَيُخفض بمقدار 80 ألف برميل يوميا في آذار مقارنة مع مستويات تشرين الثاني ليتراجع إلى 1.82 مليون برميل يوميا.
وأضاف ان ”التخفيضات ستنزل بالإنتاج إلى أقل من 1.800 مليون برميل يوميا في نيسان بسبب غلق حقل كاشاجان النفطي.
وقال ”حاليا، الإنتاج هناك بين 340 و350 ألف برميل يوميا، لذا ستكون التخفيضات كبيرة، نحو 200 ألف برميل يوميا“.
وقال بوزومباييف إن من المتوقع تراجع الإنتاج في أيار أيضا لكنه سيعاود الارتفاع في حزيران، ليصبح متوسط النصف الأول من العام دون 1.8 مليون برميل يوميا.
على الصعيد ذاته، قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك إن الاستثمارات الضرورية لضمان الاستقرار في صناعة النفط العالمية تعود بعد ركود لكن الوتيرة ما زالت بطيئة.
وكان باركيندو يتحدث إلى رويترز وقناة رييل التلفزيونية الأذربيجانية على هامش اجتماع لجنة مراقبة لأوبك والمنتجين غير الأعضاء ينعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو مطلع الأسبوع.
وأضاف أن «كبار منتجي النفط حققوا إنجازات كبيرة على صعيد التعاون وجهود تفادي عدم توازن العرض والطلب في سوق النفط العالمية»، ورحب بمزيد من الانخراط مع الولايات المتحدة لمعالجة قضايا القطاع.
ووفقا لتقديرات من أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية العام الماضي، فإن صناعة النفط والغاز العالمية بحاجة إلى استثمار أكثر من 20 تريليون دولار على مدى الخمسة والعشرين عاما المقبلة لتلبية النمو المتوقع في الطلب وتعويض التناقص الطبيعي في إنتاجية الحقول المستغلة.
وقال باركيندو هناك عدد من المشاكل النابعة من دورة التراجع التي شهدناها، وعلى رأس القائمة مسألة الاستثمارات، رأينا الاستثمارات تنكمش لعامين وحتى في الوقت الحالي فإن الانتعاش محدود جدا جدا.
بالنسبة لمشاريع الدورة الطويلة، وهي قاعدة الأساس للاقتصاد العالمي، فالصورة ما زالت غير مشجعة، لذا نرحب بانضمام الولايات المتحدة إلينا في حوار الطاقة العالمي هذا من أجل معالجة ذلك الأمر وقضايا أخرى تؤثر على الصناعة.
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجو نفط كبار آخرون بقيادة روسيا قد اتفقوا على جهود مشتركة لكبح إنتاج النفط بهدف استعادة التوازن في سوق الخام العالمية ودعم الأسعار.
وكان توقيع أول اتفاق من ذلك النوع نهاية 2016 في فيينا.
وقال باركيندو متحدثا بالإنجليزية: «لم نحد عن المسار وأحرزنا تقدما كبيرا على صعيد عدم السماح للسوق بالعودة إلى عدم التوازن».
وأضاف ان «جميع الدول المشاركة ملتزمة بضمان استمرار توازن العرض والطلب من خلال عدم خروج المخزونات عن متوسط خمس سنوات»، مؤكداً: «يظل ذلك معيارنا الرئيس في تقييم حالة سوق النفط والأمور على ما يرام حتى الآن».