في القمة الأولى من نوعها..
متابعة ـ الصباح الجديد :
تواصلت امس الاثنين، اعمال القمة العربية الاوربية الأولى والتي أفتتح اعمالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الاول (الأحد)، في منتجع شرم الشيخ، وحضرها 50 رئيس دولة ورئيس حكومة والتي تتضمن حواراً مفتوحاً على التحديات، في مقدّمها أزمات المنطقة ومواجهة الإرهاب وتعزيز التعاون الاقتصادي.
وفي هذه القمة، اكد الملك سلمان بن عبد العزيز أن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لميليشيات الحوثي وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.
وأضاف العاهل السعودي في كلمته في القمة العربية الأوروبية، أن « المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، كما تؤكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي «.
ولفت إلى أن «المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، «وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن».
وجدد الملك سلمان الدعوة للحل السياسي «للأزمات التي تمر بها بعض دولنا العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن»، مثمناً الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.
وقال إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة والتي سميت بقمة القدس، «أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأوضح أن المملكة عانت شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكدا أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.
وقال: «نؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات، على رأس القضايا الإنسانية الملحة ونأمل أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها»، مضيفاً: «من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية فإننا لا نتهاون ولا نتأخر في تأدية واجباتنا الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي».
ولفت العاهل السعودي إلى أن المملكة قدمت مساعدات تتجاوز 35 بليون دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.
وخلال افتتاح القمة أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن الإرهاب والتطرف آفتان تهددان العالم كله والمنطقة، ويجب توحيد الجهود الدولية من أجل مواجهتهما والقضاء عليهما.
وقال إن الدول العربية والأوربية ارتبطت بمصير مشترك وهو ما يتطلب الوقوف صفا واحدا تجاه الأزمات، ومنها الإرهاب والتطرف والمقاربة بين المنطقتين لحل المشكلات الأخرى وعلى رأسها ملفات وأزمات المنطقة مثل ليبيا وسورية واليمن والقضية الفلسطينية.
وأضاف الرئيس المصري أن الإرهاب بات خطرا يهدد الدول العربية والأوروبية وهو ما يحتاج لتقارب حقيقي ومقاربة شاملة لدحره، ومواجهة التنظيمات الإرهابية ومموليها وداعميها والحفاظ على الدولة الوطنية وأن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة للنزاعات لمنطقة للنجاحات.
واعتبر أن انعقاد هذه القمة الاولى من نوعها «ومستوى الحضور الرفيع» فيها هو «خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما».
وأكد أنها تعكس «الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية» من أجل «الوصول الى رؤية وتصور مشترك، لكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة» التي تواجه التجمعين. وشدد السيسي على أن «القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية»، محذرا من «تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دولنا». كما قال إن استمرار النزاعات في سورية وليبيا واليمن دون تسوية هو شكل من «القصور ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة».
بدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جان كلود يونكر، إن هناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية والأوروبية، «ولكن يجب البناء سويا لمواجهة التحديات».
وأضاف أن النهضة الأوروبية استلهمت من الحضارة المصرية، متابعا: «نرغب في أن نكون شريكا للدول العربية في فتح آفاق جديدة لإعطاء أمل للشباب».
من جانبه، أشار رئيس البرلمان الأوروبي دونالد توسك، إلى أن أوروبا «تكافح رسائل التطرف والأفكار القومية التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا»، مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب.
وعن العلاقات الأوروبية العربية، قال: «لدينا مصالح مشتركة مع الدول العربية ونتطلع لمحادثات صريحة خلال القمة في شرم الشيخ».
وتابع: «نحيي الدول العربية التي تتقاسم عبء النازحين واللاجئين»، مضيفا: «يكون هناك نزاع أو تعاون مع الجيران ونحن نختار التعاون مع جيراننا العرب. قربنا الجغرافي من الدول العربية يحتم علينا التعاون لمواجهة التحديات المشتركة».
وخلال القمة الافتتاحية، اعتبر الرئيس الروماني أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية «حيوي جدا» بشأن مكافحة الإرهاب.
واشار إلى أن الهجرة غير الشرعية تعتبر من أهم التحديات التي يجب على الاتحاد الأوروبي «حل جذورها».
إلى ذلك، قال دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» إن «القضايا الإقليمية والأمن والتنمية هي الموضوعات الثلاثة التي تهمّ الأوروبيين».
وفي ملف التنمية الاقتصادية، سيتم تناول الجانب التجاري كذلك بين القادة بالنظر إلى حجم التبادل بين ضفتي البحر المتوسط.
وعبر «تويتر»، قال الناطق باسم الاتحاد الاوروبي بريبن أمان إن «الاتحاد الأوروبي هو بفارق كبير الشريك (التجاري) الأهم لدول الجامعة العربية»، موضحا أن حجم هذه التجارة»«يوازي التجارة مع الصين والولايات المتحدة وروسيا مجتمعة». واعتبر مسؤول في الاتحاد الاوروبي، أن هذه القمة الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي تزداد أهميتها مع خروج الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط فيما تقوم روسيا والصين بتوغلات فيها «ليست بالضرورة في صالحنا». وأضاف مسؤول أوروبي آخر «لا نريد أن تملأ روسيا والصين هذا الفراغ (الذي ستتركه الولايات المتحدة)» ، مشيراً إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.
ورأى الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس، أن الجامعة تنتظر من هذه القمة «بداية جديدة».
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي إن القمة تُعدّ ترسيخاً لمكانة مصر في المنطقة، مضيفاً إن جدول أعمالها «ليس مغلقاً على ملفات بعينها، إذ يسمح للقادة بطرح كل ما يريدون التحدث فيه». وتستمر القمة يومين، ينشر في ختامهما المشاركون إعلاناً موحداً يعبر عمّا انتهت إليه من تفاهمات. وأشار زكي إلى أن الجانب العربي سيطرح الأزمات العربية الراهنة، وتطلّعه الى زيادة فرص التعاون مع أوروبا وحول كل المسائل التي تهمه معها، والتنسيق فيها مثل ملفات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ونزع السلاح. وأضاف أن الجانب الأوروبي يتطلّع أيضاً إلى الاستفادة من أن ينتج عن هذا الحوار فهم أكبر للواقع العربي وكيف يراه العرب، بتحدياته ومشكلاته، وكيف يمكن لهم أن يساعدوا في استقرار المنطقة.