توظيف الرعب

يتفشى الرعب الهمجي الكاسح بمنطقة الشرق الأوسط على أيدي عصابات إجرامية تتلبس بمسوح الدين الإسلامي حتى وصل مد هذا الرعب قارة أوروبا، بل وأمريكيا ذاتها. هذا ما ينُتظر من أوروبا والغرب باجمعه: توجيه ضربة قاصمة لردع هذا الأخطبوط الإسلامي المرعب الطارق على الأبواب. وهم سوف يفعلون ذلك عاجلا أم آجلا. لكن السؤال الأهم هو كيف يتم خلق جسما شيطانيا مرعبا ولم يتم التفكير بكيفية القضاء عليه بالوقت المناسب؟

شاهدنا الكثير من أفلام الرعب الخيالية التي طرحها الخيال الغربي، مفاد هذه الأفلام يتلخص بمفهوم “إنقلاب السحر على الساحر”. خلق القوى الشريرة الطاغية ينجح بتحقيق أهداف مرحلية تشبع رغبات وشهوات آنية، لكن عبر وسائل غير منطقية وغير بشرية وغير إنسانية. ذلك هو ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط من عمليات توظيف لعنصر الرعب بأبشع أشكاله، تحتل فيها الدولتان سوريا والعراق مركز الصدارة. التدمير الهمجي الممنهج عن طريق خلق قوى شاذة ترتكب أفضع الجرائم باسم الدين، ومن ثم تحطيم قيمه وأخلاقه العامة والتمسك بتفاصيل القتل والذبح والتفنن بابتكار ألوان العذاب البشري الشنيع.

الأديان تجتمع على ممارسة القهر ضد البشر في سبيل إعتناق المعتقدات الجديدة. لا يُستثنى من ذلك أي دين على وجه الأرض، حتى البوذية والهندوسية المسالمة لم تسلم من هذه التطبيقات الوحشية للدين في بعض المناطق من قارة آسيا. تلك المفهاهيم الأرضية التي سلبت دور الله بتطبيق شرعه بالسماء وقامت هي بلعب هذا الدور على الأرض بشتى الأوهام والأحابيل من أجل المنفعة السياسية والسيطرة الاقتصادية البحت.

أداة الرعب هي من أقوى الأدوات الفتاكة التي تعتمدها الأديان قاطبة لترويع البشر على مر التاريخ. والآن تتحول الأديان في دوائر المخابرات العالمية إلى أدوات رعب يذهب ضحيتها آلاف، بل ملايين من البشر. مارست جميع الديانات “الأضحية” وكان الفراعنة يقدمون ذبائح من البشر للألهة. وفي حضارة الأنكا بالبيرو كانت الأقوام تفعل ذات الشيء وهي تذبح الأطفال والشبان توددا وقربانا للإلهة. حاولت الأديان التوحيدية تعويض البشر بالحيوانات كما أشار الرب على النبي إبراهيم بذبح الكبش بدل ابنه اسماعيل. واليوم جاءت الشراذم البهيمية لتعيد أمجاد القتل والذبح دون قيد أو شرط لتنقلب على تعاليم الدين ذاته في أطر مدروسة ومعدة مسبقا. إنها هجمة منظمة ومدعومة من قبل أجهزة مخابرات ذات معلومات دقيقة تبتغي تغيير العالم حسب معتقداتها الحديثة التي لا تنتمي لدين أو اخلاق، وإنما فقط خدمة لمصالح اقتصادية واضحة وذات عناوين كبيرة هدفها الأول السيطرة على العالم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة