يتمتع العراقيون بحسٍ تاريخي بالرغم من كثافة الأحداث المأساوية التي يتعرضون لها يوميا وعلى مدار زمني بلغ ما ينيف على العقد من الزمان؟ ما يشهده المواطن العراقي اليوم من إرهاب وتفجيرات عشوائية مجانية تخلط الحابل بالنابل وتدخل الجميع في دوامات مجنونة من الخراب والقتل العشوائي من قبل جميع الأطراف أو الطوائف.هذا المخطط الإجرامي الشرير يرمي هدفاً واحداً بالتحديد يتلخص بإثارة الرعب بين فئات وطوائف الشعب العراقي المسالمة والمتسالمة عبر عشرات العقود من الزمان.
إنه عمل إجرامي ممنهج الهدف منه سياسيا خلق منقد جديد؛ وسيكون هذا المنقذ له صفات سياسية واقعية يؤمن بها الكثير من الناس، وربما تتضمن صفات ربانية تنقذ المواطنين من هذه الشرور الغريبة على تقاليدها الاجتماعية ونظام حياتها المسالم الاعتيادي. سيكون هذا المنقذ هو الدوائر المخابراتية في الدول الغربية ودول الخليج العربي الرجعية، يُضاف لها النظام التركي المتخلف الذي يرتدي البزة المدنية ويحكمه الرداء الإمبراطوري التالف الذي أسقطته الشعوب والحضارة البشرية جملة وتفصيلا، إضافة إلى النظام الإيراني الذي يرتدي العمامة الإسلامية سياسياً.
تنظيم داعش، ولستُ خبيراً عسكرياً، صنفّته دوائر المخابرات المركزية الأميريكية حسب أدق الإحصاءات العسكرية أنه يتألف من 12 ألف مقاتل يغطي مساحة تمتد من الرقة ودير الزور بسوريا إلى الموصل وضواحيها بالعراق. هذا الغش الإعلامي المهول لا ينطلي على المتابعين والحرفيين ممن يشتغلون بالإعلام، فضلا عن عدم إنطلائه على المتخصصين العسكريين. ليس من الإعلاميين الميدانيين ليصدق أن بإمكان 12 ألف مقاتل شاذ أن يؤسس دولة وأن يسيطر على مناطق واسعة من البلاد. إنها أكذوبة ودعاية إعلامية أميريكية وخليجية لبث الذعر بين المواطنين العراقيين والسوريين الأبرياء المسالمين وقد تحقق هذا الغرض المغشوش حتى كتابة هذا المقال. الخطوة التالية تتمثل بتقديم البديل لهذا الوضع الغريب الإجرامي المنفلت والذي لا يمكن التكهن بحدود إجرامه، يتمثل بتقديم البديل الذي سوف يخضع له الجميع، خصوصاً الأبرياء من الناس الذين أجبروا على ترك مدنهم وقراهم ودور عبادتهم التاريخية، وبالتالي عملهم وأشغالهم ودكاكينهم البسيطة وحرفهم العريقة؟
اعتمد نظام البعث المقبور بالعراق آلية تدمير المجتمع من الداخل عبر إختلاق عصابات إجرامية وهمية سيقوم هو بتدميرها كعصابة “أبو طبر” التي خلقها النظام البعثي المجرم وفتكت تقتيلا وتذبحيا بشعا بحق أسر عراقية اعتيادية وراقية وذات صيت علمي بارز. يتكرر هذا المشهد الإجرامي على يد داعش المختلق لتدمير سكان العراق الأصليين من المسيحيين، كما كان أيام “أبو طبر”. إنها لعبة إجرامية يلعبها المجرمون الكبار ويدركها الشعب العراقي جيداً.
علي عبد العال