مهند الكوفي
إن الناس الذين يتصدقون على الفقراء يعتقدون عمومًا أنهم أكثر كرمًا من الذين لا يتصدقون. فنحن جميعًا نعرف أننا لن نَتمكن من حلِ مشكلةِ الفقير (الفقير الحقيقي) بتصُدقِنا عليه بقطعةِ نقود أو بكسرة خبز ولكنها بالمقابلِ تحل مشكلة الشخص النفسية الذي يشتري بذلك، دون شك، هدوءهِ الروحي وصفة كرمهِ. وتستطيعون أن تحكموا إلى أي مدى هم بخلاء أولئك الناس الذين يقررون أن لا ينفقوا أكثر من قطعة نقود واحدة لكي يضمنوا هدوءهم الروحي وينعشوا فكرة كرمهم المغرور.
أصْبح الفقراء والمساكين وحتى المتسولون المصدر الرئيس لتوفير رغباتنا، فعلى سبيل الإنسانية يُعطي من يدعون هذا المصطلح قطعة النقود إلى المتسولين حتى يحصلوا على هدوئهم الإنساني فقط. ويُعطي المؤمنون كسرة الخبز إلى الفقراءِ حتى يشفع الله ويدفع عنهم مصيبة آتية لا محال. ويدفع المتبضعون المال إلى هذهِ الجماعاتِ لكي يرزقهم الله بدل الفلس فلسّين. وفي الآخر يعطي الناس المال ليحصل كل منهم على هدفِه ويدفع الفقراء بكرامِتهم ليحصلوا على المالِ.