عائشة موماد
أنا وأنت
ما أسعد تلك اللحظة، حين نجلس في الشرفة، أنا وأنت،
كصورتين ورسمين، لكننا روح واحد، أنا وأنت.
يمنحنا حفيف الشجر وشدو الطيور ماء الحياة،
حينما ندخل إلى الحديقة معا أنا وأنت.
تأتي نجوم السماء لتنعم فينا النظر،
سوف نريهم قمرنا، أنا وأنت.
أنا وأنت، دون أنا وأنت، سيجمع بيننا الفرح،
لنسعد ونفرح ونتخلص من شتات الخرافات، أنا وأنت.
الطيور السماوية تتلذذ بالسكر،
حينما نضحك سويا أنا وأنت.
الغريب أننا هنا، في زاوية صغيرة، أنا وأنت،
بيد أن أحدنا في العراق والآخر في خراسان، أنا وأنت.
صورة على هذه الأرض،
ورسم آخر في جنة الخلد وبلد السكر، أنا وأنت.
عهد العشق قد أتى
كنتُ ميتا فصرت حيا،
كنتُ بكاء فصرت بسمة.
عهد العشق قد أتى، وأصبح عشقي خالدا.
نظرتي أشفت غليلها وصار روحي بطلا.
لي شجاعة الأسود وصرت زهرة المساء اللامعة.
قال لي: لستَ مجنونا، لستَ جديرا بهذا البيت!
ذهبتُ، وأصبحتُ مجنونا ورابطا للأغلال.
قال لي: لستَ ثملا، اذهب، فلستَ من مجمعنا،
فذهبتُ وثملتُ وانتشيتُ.
قال لي: «لستَ ميتا، لم تمتلئ بالنشوة:
وأمام الوجه المعيد الحياة، أصبحتُ ميتا خرِبا.
قال لي: أنت خبيث واهم حيران،
أصبحتُ بليدا أحمق، وانفصلتُ عن كل شيء.
قال لي: أنت شمعة صارت قطبا لهذا المجلس،
لستُ شمعة ولا مجلسا، صرتُ دخانا متناثرا.
قال لي: «أنت شيخ ومريد، زعيم ومرشد،
لستُ شيخا ولا زعيما، لستُ سوى خادمك.