أربيل ـ الصباح الجديد:
ناشد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني ألمانيا تزويده بالسلاح لمساعدة الكرد في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية، لافتا الى ان على الدول الأجنبية إيجاد وسيلة لقطع التمويل عن التنظيم.
وقال بارزاني لمجلة فوكوس الالمانية إن الكرد يحتاجون إلى ما هو أكثر من المساعدات الإنسانية التي بدأت ألمانيا تقديمها يوم الجمعة الماضي لأعداد من اللاجئين الذين فروا أمام تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد.
وأضاف «نتوقع أيضا أن تقدم ألمانيا أسلحة وذخائر لجيشنا وبذلك يكون باستطاعتنا شن هجوم مضاد على إرهابيي الدولة الإسلامية.»
وشدد بارزاني على أن اكثر ما يحتاج إليه الكرد هو الأسلحة المضادة للدبابات، كما انهم يحتاجون للتدريب.
واردف إن «على الدول الأجنبية أن تجد وسيلة لقطع موارد تمويل الدولة الإسلامية»، مشددا على انه «يجب أن يقوم تحالف كبير بتجفيف منابع تمويل الدولة الإسلامية ومنع الأفراد من الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية».
وتابع ان «أول مصدر لدخل الدولة الإسلامية هو حقول النفط في سوريا، ولاحقا سرقوا أكثر من مليار دولار من بنوك الدولة في الموصل وتكريت، وحصلوا أيضا على دعم مالي من عدة دول ومانحين.»
وقدر المبالغ التي يحصل عليها التنظيم بنحو ثلاثة ملايين دولار يوميا تأتي من عمليات جباية بالاكراه وسرقة النفط.
وأعطى الاتحاد الأوروبي الجمعة الماضية الضوء الأخضر لحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد لتقديم أسلحة وذخائر للكرد بشرط الحصول على موافقة الحكومة في بغداد.
ونأت ألمانيا بنفسها عن التورط المباشر في الصراعات المسلحة لوقت طويل في مدة ما بعد الحرب العالمية الثانية وأشار استطلاع رأي أجري لصحيفة فيلت ام زونتاج إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الألمان يرفضون تزويد الكرد بالسلاح، لكن وزيرة الدفاع الألمانية قالت إن الحكومة تبحث إمكانية تقديم معدات عسكرية.
وفي الأسابيع الماضية أعلن التنظيم المتشدد الخلافة الإسلامية في مناطق واسعة من العراق وسوريا وحقق تقدما سريعا في كردستان العراق ودفع قوات البيشمركة الكردية للتقهقر كما دفع عشرات الآلاف من المسيحيين وأفراد الطائفة اليزيدية للفرار من ديارهم.
وسعت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين إلى خفض توقعات الكرد بقولها إن القوات في العراق مدربة على أسلحة سوفيتية لا تملكها ألمانيا ولا يمكن أن تقدمها.
لكن وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير استبعد إمكانية إرسال ما هو أكثر من المساعدات الإنسانية. وقال إن بارزاني أوضح له في العراق اول امس أن المقاتلين الكرد لم يكن لديهم العتاد المطلوب للدفاع عن أنفسهم. وفي تصريحات أدلى بها في أربيل عاصمة إقليم كردستان كرر شتاينماير القول أن ألمانيا يجب أن تذهب إلى «أقصى ما يمكن فعله سياسيا وقانونيا» لمساعدة الكرد مضيفا أن كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لها أن تقرر لنفسها ما يمكن أن تسهم به من مساعدات.
وقال إن ألمانيا ستقدم ما قيمته 24 مليون يورو من المساعدات الإنسانية مشيرا الى أن المقصود من زيارته أن تكون «إشارة للدعم وأنكم لن تكونوا وحدكم في هذا الموقف الصعب.»
وأضاف شتاينماير في تصريحات لمحطة الإذاعة الألمانية أيه.آر.دي إن الحكومة «ستنظر في رغبات الكرد بعناية عندما أعود إلى برلين ثم تتخذ عندئذ قرارا مسؤولا».
وفي وقت سابق يوم اول امس السبت قال شتاينماير في بغداد قبل سفره إلى أربيل «هناك عصابة قتل إرهابية تحاول غزو دولة لإقامة دولتها ونخشى أن تسقط آخر دعائم الاستقرار في العراق».
وأضاف أن تعيين حيدر العبادي في منصب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي هو «بريق أمل» باعتبار أنه زاد إمكانية تشكيل حكومة تمثل جميع المناطق العراقية وجميع الطوائف الدينية في البلاد.