كسبنا القضية

بإعلان اتحاد كرة القدم الدولي تفويض نظيره الآسيوي، بشأن اتخاذ قرار رفع الحظر كليا عن ملاعب البصرة وأربيل وكربلاء لتضييف المباريات والبطولات الدولية الرسمية، فإن العراق يكون قطع شوطا متقدما في إطار كسب قضيته، ونيل أهدافه المشروعة في اللعب على أرضه وبين جماهيره التي رسمت لوحة السلام في استحقاقات أقيمت في الفترة الماضية، كان فيها الأشقاء والأصدقاء ضيوفاً أعزاء على الملاعب الجميلة.
لا يمكن أن يحسب نجاح رفع الحظر، وكسر قيوده، لطرف على حساب اخر، بل الجميع كان على موعد مع الوصول لنقطة النهاية بالتساوي ما دامت النوايا حسنة، وصفاء القلوب حاضراً برغم المناوشات الإعلامية هنا وهناك بين المتصدين لمسؤولية رفع الحظر، محاولة من احدهما «لي» ذراع الآخر، والانفراد بالمهمة، لكن تبقى بالتأكيد غير مكتملة في هذه الاجواء، في حين انقشعت غيمة المشكلات التي تلبدت بها سماء رياضتنا فترة وجيزة جداً، زادت من حلكة سوادها فضائيات وبرامج تعزف على وتر الخلافات وتأجيجها بحثاً عن حيازة أكبر عدد من المشاهدين، مبتعدة في الوقت نفسه عن الجو المهني الذي يفترض أن يغلفه الشعور الوطني بالمسؤولية من دون صب الزيت على النار لتزداد سعيراً بمباركة ممن يحسبون على «صف النجوم» الذين سقط العديد منهم في حرب التصريحات الإعلامية من دون تفكير بتبعات ذلك!
دعونا نذهب نحو آفاق رحبة أكثر اتساعاً لأبناء وطن، خرج للتو من اعتى هجمة بربرية، قدم الشهداء والقرابين على مذبح الحرية والتخلص من الطغاة الذين كانت مطامعهم تستهدف اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي لبلاد ما بين النهرين، لكنهم فشلوا، وخابت مآربهم، بفضل بسالة القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر الاصيلة المنتفضة وقوات البيشمركة، وجميع من حمل السلاح وتصدى لأعداء الوطن.
نعم.. إنه العراق، يستحق منا التضحية، أمامنا شوط كبير لكسب رفع الحظر الكلي عن ملاعبنا الاخرى ومحافظاتنا العزيزة، ولعل في مقدمتها عاصمة السلام، بغداد، لدينا مهمات وطنية كبيرة، يترقبها العالم أجمع، بطولة الصداقة التي تضيفها البصرة ستنطلق يوم 21 اذار الجاري، بمشاركة أسود الرافدين والشقيقين منتخبي نسور قاسيون «سوريا» والعنابي القطري، إذ ستكون البطولة محط اهتمام وتحدٍ جديد نتطلع فيه إلى النجاح وتأكيد الكرم العراقي وحسن التنظيم الإداري، وكذلك نبحث عن لقب نعزز به خزائن الكرة، كلنا ثقة بالجميع بأن يؤدوا دورهم الذي يعضد أهدافنا الوطنية.
فلاح الناصر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة