هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 35
الفصل الخامس عشر
أيام المحنة
اعتقال عبد الوهاب المفتي ، إشكالية مرمر نصب الشهيد ، اعتقالي من قبل المخابرات ، اعترافات عبد الوهاب المفتي ، الوقوف أمام محكمة الثورة والحكم بالإعدام ، في زنزانة الإعدام ، في الطريق لتنفيذ حكم الإعدام ، زنزانة الإعدام مرة أخرى ، سجن الأحكام الخاصة ، التحقيق مرة أخرى والسجن الانفرادي لمدة سبعة اشهر، هشام المدفعي غير مشمول بالعفو العام عن الأكراد ، مغادرة سجن أبو غريب فوراً.
اعتقال عبدالوهاب المفتي
منذ ان اعتقل امين العاصمة عبد الوهاب المفتي في احد ايام شهر مايس 1986 ، وتبين في اليوم الثاني انه قد القي القبض عليه واودع التحقيق في امر مهم . كنت وانا بمنصب الوكيل الفني لامانة العاصمة اقوم مقام الامين بالكثير من مهامه ومسؤولياته ولاسيما الاعمال الفنية . وكانت الاشاعات قد تفشت ، واستدعي الكثير من موظفي الامانة للتحقيق ، وعلى الاخص العاملون في مكتب امين العاصمة . وقد بدأت التحقيقات مع عدد كبير من مسؤولي ومهندسي المؤسسة العامة للطرق التي يرأسها عبد الوهاب المفتي ، حتى تجاوز عدد الموقوفين الثلاثين .
لماذا ؟ .. لم يكن لدي اي علم عن ذلك لانها قد تقود الى مؤسسة المفتي السابقة ، ولكن الاقاويل كثرت واختفى امين العاصمة .
اتصل بي السفير الفرنسي في بغداد ، وبين انه قد وصل وفد رسمي من فرنسا الى بغداد ، وهو مرسل من امين العاصمة الفرنسية المنتخب جاك شيراك ، ويحمل رسالة خاصة الى رئيس الجمهورية صدام حسين عن طريق امين العاصمة العراقية .
رحبت بلقاء الوفد في اليوم التالي ، وجرى الحديث بيننا على العلاقات الطيبة بين شيراك وصدام حسين . وبين الوفد بان جاك شيراك بحكم منصبه الجديد امينا لباريس يرغب بتقديم العون المطلوب للعاصمة العراقية ، من خلال التعاون عن طريق تقديم الخبراء والمختصين والمعدات والمكائن وما نحتاجه لتطوير بغداد .
تسلمت الرسالة باللغة الفرنسية لتهيئتها مترجمة وما يتطلب تقديمها ، وبما ان الامين لم يكن موجودا ، فقد اتصلت بمكتب نائب رئيس الوزراء طه ياسين رمضان ، وبينت له تفاصيل المهمة والعرض الذي قدمه الوفد الفرنسي . وفي اليوم الثاني استقبلنا رمضان وبصحبتي السفير الفرنسي ووفد امانة العاصمة الفرنسية . وبعد تقديم الرسائل الى النائب ، جرى التداول حول الجوانب المختلفة للتعاون ، والخطوط العامة للمساعدات واوجه التعاون ، ومتطلبات مدينة بغداد يومئذ . وانتهى اللقاء بقبول التبرع السخي من بلدية باريس ، على ان توضع التفاصيل في اجتماعات لاحقة . وقد قدمت المتطلبات الاساسية من قبل مسؤولي امانة العاصمة الى الجانب الفرنسي ، ولا ادري ما حدث بعد ذلك لما جرى لي كما سأبينه .
واكرر هنا ان الأعوام 1982 ــ 1985 كانت مليئة بالمشاريع التطويرية في مدينة بغداد ومنها اعادة انشاء البنى التحتية ، كمشروع ماء الكرخ الذي يتضمن انشاء محطة تصفية الطارمية التي تجهز كذا مليون لتر من الماء يوميا ، وكانت احدى الشركات الهندية تقوم بتنفيذه . اما شبكات الماء والخطوط الرئيسة لتوصيل الماء الى بغداد ، فكانت شركة فرنسية تقوم بتنفيذ ذلك ، ويتضمن المشروع مد خطين رئيسيين ، قطر الانبوب الواحد منها (2.2) متر من حديد الدكتايل ، بالاضافة الى مد الشبكات الرئيسة والفرعية لمعظم احياء بغداد ومحلاتها . كما كان العمل يجري على قدم وساق لمد شبكات مجاري المياه القذرة لمدينة بغداد من قبل شركة ( مدماك ) اللبنانية ، وانشاء محطات التصفية والضخ من قبل شركات يابانية . وتم تجديد جميع شبكات الكهرباء والهاتف والبدالات الهاتفية . وكان العمل مستمرا لاعادة رصف وتبليط الطرق الداخلية في محلات بغداد القديمة ، فضلا عن الاحياء الجديدة . كما كان العمل يجري لإنشاء شبكات المرور السريع داخل وحول مدينة بغداد . كل هذا يجري في الوقت نفسه الذي تجري فيه عمليات تطوير بغداد كما ذكرناه في الفصول السابقة .
لقد استوعبت هذه المشاريع مئات الالوف من العمال الاجانب ، في الوقت الذي كانت جبهات الحرب مع ايران قد سحبت معظم الشباب العراقي . التحق جميع المهندسين وخريجي الكليات بجبهات القتال ، وترك العمل للعمال والمهندسين في الشركات الاجنبية وكان ذلك خسارة كبيرة ، فقدنا فيها فرصة لاتعوض من التدريب واكتساب الخبرات والتجارب من تلك الشركات واغلبها شركات مرموقة . ومن الغريب ان لايتاح لامين العاصمة الا سحب وانتداب عدد محدود من المهندسين من جبهات الحرب ، لايتجاوز العشرين مهندسا . وكان هذا امرا مؤلما للغاية لم ازل اتذكره بكل حزن . لقد كان كل شيء يجري في العراق من اجل الدفاع عن العراق وحماية حدوده الشرقية .
كنت اعلم بوجود نحو مليوني عامل عربي ، معظمهم من العمال والفنيين المصريين . ولم يستطع العامل العراقي من العمل مع الشركات الاجنبية بسهولة ، حيث ان العمال الاجانب الذين عملوا في العراق وهم من العمال الاسيويين او من اوربا الشرقية ، كان نظام عملهم يختلف عن نظام او قانون العمل العراقي . فالعامل العراقي يعمل بموجب القانون لمدة ثماني ساعات يومية ، واحيانا بعض الساعات الاضافية ، ويرغب بالتمتع بعطلة نهاية الاسبوع مع اسرته واصدقائه . اما العمال الاجانب فكانوا يعملون وفق قانون ( 157 ) ولايخضع لقوانين وانظمة العمل في العراق . فعلى سبيل المثال كان الكوريون العاملون في شركة هيونداي في شارع حيفا ياخذون يوماً واحداً للراحة كل 13 يوما ، وعدد ساعات العمل اليومي 12 ساعة ، ثمان منها هي الساعات المقررة ، والساعات الاربع اعمال اضافية بأجور .
من كل ذلك كنت ارغب دائما بالبحث عن عمال او مقاولين ثانويين عراقيين للعمل مع تلك الشركات ، ولكن ــ للاسف ـ لم استطع من تحقيق ذلك للاسباب التي ذكرتها قبل قليل .
اشكالية مرمر نصب الشهيد
كنت قد تحدثت عن المشكلات الفنية التي كانت تواجهنا في مشاريع تطوير بغداد . ومن هذه المشكلات ، مشكلة كان لها تاثير كبير على مسيرتي في خدمة بلدي وشعبي ، اتذكرها بألم وحرقة ، وسأذكرها في هذا الفصل خدمة للحقيقة والتاريخ ، بالشكل الذي حدثت فيه ، وما تبعها من اجراءات مؤسفة .
تطرقت سابقا الى مشكلة الممرات والساحات الخارجية لنصب الشهيد . فقد تضمنت المواصفات الموضوعة من قبل الاستشاريين المعماريين (. الزبيدي ، ووجدان نعمان ماهر وسامان كمال ) تبليط الساحات الخارجية والممرات في نصب الشهيد ، باستعمال مرمر ايطالي من نوع ( كرارا ) و بأبعاد ( 60 × 60 × 2 سم ) . وعرض المقاول الياباني ( شركة كاجيما متسو بيشي ) انواع المرمر ، ونماذج منه على الاستشاري المعماري سامان كمال . وبعد تدقيق النموذج والنوعية ومطابقته للمواصفات ، تمت الموافقة على استعمال المادة ، وبذلك حصل المقاول الموافقة على استيراد المرمر المطلوب بموجب شروط المقاولة .
كانت المساحات الكلية للمرمر (للمقتربات والساحات المحيطة بالنصب) ، تبلغ زهاء 120 الف متر مربع ، وتتعرض هذه المقتربات او الممرات الرئيسة الى اثقال سيارات الضيوف والزوار . تم تنفيذ العمل من قبل عمال متخصصين ، وباشراف كامل من قبل مهندسين استشاريين . الا ان ظاهرة غير اعتيادية قد ظهرت على جميع البلاطات في الممرات الخارجية خلال فترة الصيانة ، وهي تقعر البلاطات ، اي ارتفاع الزوايا الاربع من الجوانب الاربعة ، لتصبح البلاطة شبيهة بالصحن او الاناء . لقد لعبت الظروف المناخية من تباين درجات الحرارة ليلا ونهارا وصيفا وشتاء ، دورا أساسيا في تكوين هذه الظاهرة .
اقلقنا بروز هذه الظاهرة كثيرا ، فبدأنا بالتفكير عن سبب ظهورها ، ومن المسؤول عنها ، وكيفية معالجتها ، والكلف المطلوبة لذلك . وجهتُ مهندسينا ان يسألوا المقاول ، وهو من المقاولين العالميين ذوي الخبرة والتجربة عن سبب ذلك وكيف سيمكنه معالجة هذه المساحات الكبيرة المبلطة بالمرمر . اجابنا المقاول وبكل وضوح بانه استعمل المرمر بموجب المواصفات ، بما وافق عليه الاستشاريون ، وبموجب شروط المقاولة ، وتحت اشراف مهندسينا واستشاريينا . وهو بذلك غير مسؤول عن ظهور تلك الظاهرة .
اذن من المسؤول عن هذه الكارثة الهندسية ؟ هل هو الاستشاري المعماري الذي حدد المواصفات وصادق على النموذج؟ ام المقاول الذي نفذ التعليمات بشكل دقيق كما يبدو ؟ انه لسؤال خطير وصعب جدا ..
من خلال تجربتي وخبرتي في مجال المقاولات الانشائية ، ومن دراساتي للشروط العالمية لاعمال الهندسة المدنية ، فاني اعلم ان خبرة المقاول العالمي هي امر مهم في اعماله ، وان عليه ان يستثمر هذه الخبرة في تنفيذ عمله . بالاضافة الى ان المقاول مسؤول مسؤولية رئيسية عن تنفيذ الاعمال باحسن مايمكن بموجب المواصفات الموضوعة ، وعليه ان يبين رأيه في صلاحية التصاميم او المواصفات . وعلى هذا الاساس ، وان كنت اعتقد ان الاستشاري المصمم لاتقل مسؤوليته عن مسؤولية المقاول ، لكونه قد وافق على المادة تحريراً ، الا ان على المقاول ان يبين رأيه بعدم صلاحيتها في اول الامر . ومن هنا قررت ابلاغ شركة ميتسو بيشي بذلك ، انها المسؤولة عن ما حدث ، وعليها ايجاد الحلول المناسبة . اعترض المقاول على هذا القرار في البداية ، الا ان ايماني بصحة قراري ، دفعني ان اجبر المقاول بموجب شروط المقاولة ان يتحمل المسؤولية ويجد الحل المناسب للمشكلة . وبعد اجتماعات ومداولات عديدة على مختلف المستويات ولمدة اسابيع ، وافق المقاول على تحمل المسؤولية واستبدال المرمر . فشعرت بالارتياح لذلك الاتفاق .
ماهي المادة البديلة لهذه المشكلة اذاً ؟ .. لم تسعفني اراء الاستشاريين (OVE ARUP) ، لان اي حل يوضع من قبلهم ، يجب ان يستند الى امرين رئيسيين هما نوع المادة البديلة ، والثاني تاثير الظروف المناخية على تلك المادة . وبحكم كوني مهندسا استشاريا ، فقد عشت هذه المشكلة لمدة اسابيع ، افكر فيها في الحل البديل الصحيح ، وان كنت بانتظار الحل البديل من المقاول .
وانا افكر بهذا الامر ، لاحظت ان بلاطات كراج داري المبلط بالبلاطات الكونكريتية بسمك 4 وبابعاد 40 × 20 سم ، قد مر على رصفها سنوات عديدة ، ولم تزل سليمة بنسبة لا تقل عن 95% ، فتبادر الى ذهني ان استعمال مادة الكرانيت التي تفوق الكونكريت صلابة بنحو ثمانية اضعاف ، هي الحل المناسب لمشكلتنا . عرضت الفكرة على الاستشاريين ومهندسينا في المشروع . وبعد تحليل كامل للمادة وتفاصيل مقترحي تم الاتفاق عليه وعرضه على المقاول الذي قبله ، بعد نقاشات حول مصدر مادة الكرانيت وكلفتها ، وكيفية العمل بها .
انتشر خبر هذه المشكلة ببغداد ، ولمعرفتي بأن الشركة الاجنبية قد ترحل بعد انتهاء العمل ، فقد بدأت افكر بايجاد مقاول عراقي ثانوي لتنفيذ الاعمال وباق في العراق بعد تنفيذ الاعمال ، على غرار تنفيذ اعمال مرمر ارضيات مشروع الجندي المجهول التي نفذها المقاول المتخصص موفق العلاف . وقد ابدى العلاف استعداده للقيام بالعمل بما لديه من معمل متخصص وخبرة طويلة ، فاوضحت له ان شركة متسيوبيشي هي المسؤولة عن الامر وعليه مراجعتها والاتفاق معها ان رغب بذلك .
اقترح العلاف استعمال كرانيت ( كرارا ) في ايطاليا . زرت في احدى المناسبات حسب طلب ميتسوبيشي مقالع هذه المادة في ايطاليا ، وتاكد لنا النوعية الجيدة لمادة الكرانيت هناك . الا ان ميتسوبيشي فضلت استعمال مادة مماثلة من الكرانيت ، يكون مصدرها من كوريا الجنوبية ، على ان شروط وتكاليف العمل بموجب المتطلبات التي وضعناها لتكون ابعاد بلاطة الكرنايت 40 × 20 سم ، وسمك 5 سم . اصدرت موافقتي على ذلك وبوشر بالعمل .
راجعني موفق العلاف طالبا تغيير سمك بلاطات الكرانيت من 5سم الى 4سم ، بسبب نوعية المكائن المستعملة لديه وسمك المناشير لقطع المرمر . وبعد استشارة (OVE AROP ) وقناعتي ان السمك الجديد مقبول ايضا ، بينت لشركة ميتسو بيشي موافقتنا على السمك الجديد ، على ان تنظر هي بالأسعار وشروط العمل مع المقاول الثانوي .
بدأ العمل بشكل جيد وجميع الاطراف راضية به ، غير انه بعد اسابيع اعلمني مهندسونا بالموقع ان سمك الكرانيت المجهز مؤخرا في الموقع هو اقل من 40 ملم وبسمك 36 وحتى 32 ملم . حسب توجيهاتي أبعد مهندسونا جميع كميات الكرانيت التي سمكها اقل من 40 ملم الى خارج الموقع ، وقد بلغت نسبة هذه الكميات المرفوضة نحو 60% من الكميات المجهزة الى الموقع ، وقد تم ابلاغ المقاول بذلك .
اتصل بي امين العاصمة عبد الوهاب المفتي وطلب مني ايضاح الامر وسبب رفضي تلك الكميات من الكرانيت ، فشرحت له ما حدث ، فايد اجراءاتي وقال : نعم ما عملت ، الا انه قال ان المرافق الاقدم لرئيس الجمهورية العميد ارشد ياسين قد اتصل به وطلب منه الضغط علي لقبول تلك المواد . اكد لي المفتي ان هؤلاء المقاولين لهم ارتباطات باعلى المستويات ، ولكن بما نحن نطبق شروط العمل ، فعلينا الاستمرار كما متفق عليه .
بعد تسارع الأحداث وتوقيف عبد الوهاب المفتي ، وتعيين السيد خالد عبد المنعم رشيد امينا للعاصمة ، اتصل بي العقيد الركن ( عبد ) كما قال وطلب مني عدم ايفاد اي مهندس الى خارج العراق خلال هذه الفترة ، فاخبرته باني مدعو لحضور مؤتمر في عمان تعقده منظمة العواصم والمدن العربية ،وهو الاجتماع المخصص للمجلس التنفيذي ، وعلي الحضور ممثلا لمدينة بغداد لمدة اربعة ايام .
حضرت المؤتمر ، وبعد عودتي الى بغداد ، اتصل بي موفق العلاف وطلب زيارتي في مكتبي في امانة العاصمة . وفي اثناء الحديث معه طلب مني رقم حسابي في احد البنوك خارج العراق لايداع مبلغ باسمي . رفضت هذا الموضوع مبينا ان راتبي هو كاف ومجز ، ولا احتاج الى اية عمولة ، وعليه تنفيذ العمل بموجب المواصفات ، كما طلبت منه انواع ونماذج من المرمرلاستخدامه في مشاريع اخرى . فقال لي انه ذاهب الى المطار لاستقبال صديق له ، وسيمر علي مساء لعرض النماذج . حضر العلاف مساء الى داري وفي مدخل كراج داري معتذرا عن عدم جلب النماذج ، وهو على عجالة .. واعاد علي موضوع ايداع مبلغ في حسابي في احد البنوك الاجنبية ، رفضت مرة اخرى فودعني وخرج .