ثورة البراكين

أمير الحلو

لا أريد أثارة المواجع في الحديث عن البراكين الطبيعية التي تتفجر في أماكن بركانية معروفة في العالم تثوربين آونة وآونة أخرى ، وبراكين تبقى خامدة عدة قرون حتى تجد (أللحظة المناسبة) لألقاء حممها، ولكن قراءتي حدوث أنفجار جديد لبركان (ألأيتينا) في مدينة كاتانيا الصقلية في البحر الأبيض المتوسط جعلني أتطرق لهذا ألموضوع الذي قد يزيد من (سعادتنا) ونحن نعيش ظروفا غير طبيعية ودامية في ربوع وطننا الحبيب ، فبعض البراكين تحدث لأسباب جيولوجية والبعض الاخر من صنع البشر ألذي أعتاد منذ ظهور البشرية على الأرض الى تدمير بلدانه وحضاراته وزرعه وضرعه لأسباب قد نجدها بعد مرور فترة طويلة على نشوبها أن قيامها لم يكن مبررا آنذاك ولكنه حدث بسبب وجود عناصر شريرة لا تعرف السلام والاستقرار والتطور الحضاري فحولت الصراعات الطبيعية من أجل الوصول للأفضل الى كوارث ومجازر أودت بالملايين وطمست دولا وشعوباً لم يكن لها ذنب سوى اعتلاء ألأشرار مقاليد ألأمور في شتى بقاع العالم وقيام الحروب الكارثية كما هو معروف لأسباب تبدو الان تافهة وغير مبررة.

في عام 1977 كنت ضمن وفد اعلامي لحضور مؤتمر في تونس وكانت روما محطتنا الاولى حيث بقينا يومين فيها أستثمرتها في رؤية ما تبقى من الحضارة الرومانية ولكني وجدت أعلانا في الفندق يشير الى تنظيم رحلة سياحية الى نابولي وجزيرة كابري المشهورة بجمالها فسجلت في الرحلة مع مجموعة من السياح وقطعنا المسافة وسط المناظر الخلابة ومحطات الاستراحات الجميلة حتى عبرنا مدينة نابولي الشهيرة متجهين الى جزيرة كابري التي يسكنها أثرياء من شتى أنحاء العالم ومنهم ملك مصر السابق فاروق..وبينما نحن ندور حول الجزيرة متمتعين بجمالها وزرقة مياهها (أللازوردية) حتى شاهدنا جزيرة بالقرب منا وفيها جبل كبير وأخضر ولكن قمته مثقوبة بشكل واسع وسرعان ما تساءلنا جميعا عن أسم هذا الجبل فقال المرافق أنه جبل فيزوف الذي ثار فجأة وهو خامد الان وفيه أجساد محترقة ومصهورة ومتكلسة في مشاهد مؤلمة.

وجبل فيزوف هو البركان النشط الذي يلوح مطلاً على خليج نابولي في الجزء الجنوبي من إيطاليا، وقد تفجر نحو 30 مرة حتى الآن على حد علمنا أو أكثر. ولكن أشهر تفجر له وقع في الماضي البعيد، في عام 79 ميلادي، عندما أدت سلسلة من الإنفجارات على مدى أيام إلى انبثاق الحمم والرماد الذي كسا مدينتي بومبي وستابيي بطبقة من الرماد البركاني. وقد وصف بلايني الصغير، وهو كاتب الأثر الوحيد الباقي لرواية شاهد عيان، كيف أن انفجاراً مفاجئاً وقع ثم أعقبته على الفور سحب من الرماد تساقطت على الناس عندما كانوا يحاولون النجاة والهرب. ربما لن يعلم أحد عدد ضحايا فيزوف في ذلك اليوم ولكن المؤرخين موقنون من 1000 ضحية في الأقل.

وبعد أن أنهى المرافق شرحه تساءل مازحاً هل من يريد منكم الذهاب الى هناك؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة