التوتر..وتأثيره على الصحة

د. نورية العبيدي
التوتر، رد فعل طبيعي للضغوط اليومية، وقد يصبح غير صحي عندما يعيق الأداء اليومي. ويتضمن تغييرات تؤثر على شعور الناس وسلوكهم.
ويساهم التوتر بشكل مباشر في الامراض والاضطرابات النفسية والفسيولوجية ويؤثر على الصحة العقلية والجسدية.
ويؤثر التوتر على جميع أجهزة الجسم بما في ذلك الجهاز العضلي الهيكلي والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التناسلي.
ومع أن أجسامنا مجهزة جيدًا للتعامل مع التوتر بجرعات صغيرة، ولكن عندما تستمر الضغوط ويصبح التوتر حالة طويلة الامد أو مزمنة، فقد يكون لها تأثيرات خطيرة على جسمك.
وسنعرض تأثيرات التوتر على أجهزة الجسم المختلفة تباعا:
أولا: تأثير التوتر على الجهاز العضلي الهيكلي:
عندما نتعرض للضغط، تتوتر العضلات. وتوتر العضلات هو في الواقع رد فعل منعكس للضغوط النفسية، على إنها آلية الجسم للحماية من الإصابة والألم.
ومع الضغط المفاجئ، تتوتر العضلات كلها في وقت واحد، ثم تتحرر من توترها عندما ينتهي الضغط. ويتسبب الضغط المزمن في أن تكون عضلات الجسم في حالة من الحذر المستمر إلى حد ما. وتكون العضلات مشدودة لفترات طويلة، وقد يؤدي هذا إلى إثارة ردود فعل أخرى للجسم، وقد يعزز ذلك اضطرابات معينة مرتبطة بالضغوط. على سبيل المثال، يرتبط كل من الصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي، بتوتر العضلات المزمن في منطقة الكتفين والرقبة والرأس. كما رُبطت آلام الجهاز العضلي الهيكلي في أسفل الظهر والأطراف العلوية بالتوتر، سيما التوتر الناتج عن ضغوط العمل.
ويعاني الملايين من الأفراد من حالات مؤلمة مزمنة في الجهاز العضلي الهيكلي. وكثير من الأحيان، وليس دائمًا، قد تكون هناك إصابة تؤدي إلى حالة الألم المزمن. وإن ما يحدد ما إذا كان الشخص المصاب سيستمر في المعاناة من الألم المزمن أم لا هو كيفية استجابته للإصابة. فالأفراد الذين يخشون الألم والإصابة مرة أخرى، ويسعون فقط إلى معرفة السبب الجسدي والعلاج للإصابة، من دون المحاولة لممارسة نشاطهم الروتيني اليومي، غالبا يكون تعافيهم بشكل عام أسوأ من الأفراد الذين يحافظون على مستوى معين من النشاط المعتدل تحت إشراف الطبيب. كما أن الشد العضلي المستمر، وعدم استعمال الجسم، كلها قد تسبب في النهاية ضمور العضلات! وكلها عوامل تعزز الحالات المزمنة المرتبطة بالتوتر في الجهاز العضلي الهيكلي.
لقد ثبت بالتجارب العلمية أن تقنيات الاسترخاء والأنشطة المختلفة والعلاجات الأخرى التي تخفف من التوتر تعمل بشكل فعال على تقليل توتر العضلات، وتقليل حدوث بعض الاضطرابات المرتبطة بالتوتر النفسي، مثل الصداع. وبالنسبة لمن يعاني من حالات الألم المزمن، فقد ثبت أن الأنشطة التي تخفف من التوتر تعمل على تحسين الحالة المزاجية والأداء اليومي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة