متابعة ــ الصباح الجديد:
مع استمرار الإبادة بغزة ولبنان، قصف الجيش الإسرائيلي ودمر بشكل متعمد عبر “النسف والتفجير” المساجد حيث وثق جنوده بعض هذه العمليات ونشروها على مواقع التواصل ،”بيان سابق لوزارة الأوقات بغزة: الجيش دمر نحو 79 بالمئة من مساجد القطاع ،ووكالة الأنباء اللبنانية الرسمية رصدت حتى 29 أكتوبر الجاري، 13 استهدافا عسكريا لمساجد ودور عبادة في البلاد، منذ 23 سبتمبر الماضي، فيما أيدوا إسرائيليون هذه الهجمات بدعوى أنها “استهداف للإرهاب والإرهابيين وسيرتهم واستجابة “لتعاليم يهودية ووصايا إلهية”، وخرجت بعض الأصوات الإسرائيلية المعارضة والخجولة والتي دعت لعدم استخدام المسائل الدينية في القتال، فضلا الى دوافع للاستهداف الإسرائيلي للمساجد، “الأول: انتقامي كونها مثلت نقطة الانطلاق نحو معركة طوفان الأقصى، والثاني: فصل أهالي غزة ولبنان عن هويتهم الدينية، والثالث: بداية لهدم قبة الصخرة، والرابع: تغطية على سرقة آثار من مساجد أثرية”، وفق رصد مراسل الأناضول لصحف عالمية وبيانات وتصريحات حاخامات وخبراء.
وفي مقاطع فيديو مصورة نشرها جنود إسرائيليون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثقوا عمليات تدمير وتدنيس مساجد في سلوك اعتبره ناشطون ومسؤولون “استفزازا لمشاعر المسلمين وتحد للقوانين الدولية التي تمنع استهداف دور العبادة”.
وبالتوازي مع تبريرات رسمية واهية، قاد إسرائيليون على مواقع التواصل حملة دعم للحرب على المساجد وسط معارضة داخلية محدودة، رغم ما كشفته وسائل إعلام وحاخامات وخبراء عن دوافعها الحقيقية.
مساجد غزة
نالت مساجد غزة النصيب الأكبر من الاستهداف حيث دمر الجيش الإسرائيلي خلال أكثر من عام ما نسبته 79 بالمئة منها.
وفي أحدث هجماته التي استهدفت المنشآت الدينية، قصف الجيش في 25 تشرين الأول الجاري مسجد الفاروق بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بعد ساعات من استهدافه مسجد الصالحين بذات المنطقة.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، في بيان أصدرته في 5 أكتوبر الجاري، إن الجيش دمر نحو 79 بالمئة من مساجد القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضح البيان أن “الاحتلال الإسرائيلي دمر 814 مسجدا من أصل 1245، بينما تضرر نحو 148 مسجدا”، لافتا إلى أن “تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الوزارة بلغت نحو 350 مليون دولار”.
وحتى المساجد التي نجت من التدمير تعمدت إسرائيل تدنيسها، وفي مقطع مصور نُشر 13 حزيران الماضي، ظهر جنود إسرائيليون حولوا مسجد معبر رفح بالمدينة جنوبي القطاع إلى مطعم وملهى.
مساجد لبنان
في 30 أكتوبر الجاري، نشر صحفيون إسرائيليون ولبنانيون مقاطع مصورة، تُظهر تفجير مسجدين جنوبي لبنان، أحدهما في بلدة أم التوت، فيما لم يحددوا موقع الثاني.
وفي قضاء صور (جنوب)، قصفت إسرائيل في 28 أكتوبر الجاري، مسجد بلدة بيوت السياد، فيما أظهرت مقاطع نشرها جنود إسرائيليون في 25 من الشهر نفسه، تفجير مسجد “الرسول الأكرم”، ببلدة الضهيرة.
ومع تصاعد أعمدة الدخان، قال الجنود إن تفجير المسجد “أمر متكامل ونظيف”، وغنوا بسخرية: “سنزيل حكم الحقراء، أهل الخير يفرحون، والصديقون يبتهجون، وأنصار الرب يرقصون فرحا”.
ورصدت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، حتى 29 أكتوبر الجاري، 13 استهدافا عسكريا لمساجد ودور عبادة في البلاد، منذ وسّعت إسرائيل حربها لتشمل معظم لبنان، في 23 أيلول الماضي.
حينها، أطلق الجيش الإسرائيلي هجوما هو “الأعنف والأوسع الأكثر كثافة” على لبنان، منذ بدء مواجهات مع فصائل فلسطينية ولبنانية بينها “حزب الله” في 8 أكتوبر الماضي، ما أسقط مئات القتلى والمصابين.
تعمد وتبرير
رغم تعمد الجنود الإسرائيليون نشر توثيقاتهم لاستهداف مساجد غزة ولبنان، فإن الجيش يبرر هذا التدمير بحجة “استخدامها كنقطة انطلاق وتجهيز لهجمات ضده”، دون أن يقدم أي دليل على ذلك.
وعقب قصفه مسجد شهداء الأقصى الذي يؤوي نازحين وسط قطاع غزة، في 6 أكتوبر الجاري، ما أسفر عن مقتل 26 فلسطينيا، برر الجيش ذلك بأنه استهدف “مركز قيادة وسيطرة يتبع لحركة حماس”، دون تقديم أي دليل.
هذا ما أكده أيضا ما جاء في صحيفة “الغارديان” البريطانية، في 3 آب الماضي، والتي قالت آنذاك إن “الجيش الإسرائيلي لم يرد على أسئلتها بشأن سبب استهداف مسجد ومنازل في مقاطع فيديو سربها أحد جنوده”.
وأمام انتهاكات إسرائيل، تساءل مدير مؤسسة “جسور للتعريف بالإسلام” (مقرها مصر) فاضل سليمان: “هل يجرؤ مسلم على تفجير معبد يهودي إلا إذا كان إرهابيا؟، ماذا نسمي من يحرق نسخ التوراة في معبد يهودي قبل تفجيره؟”.
وأجاب سليمان، عبر منشور على منصة “إكس”، في 24 أب الماضي، أن “هذا ما فعله جنود الجيش الإسرائيلي الإرهابي”، في إشارة إلى حرق المصاحف وتدمير المساجد في غزة ولبنان.
الجيش الاسرائيلي ينسف ويفجر بشكل متعمد مساجد في لبنان وغزة
التعليقات مغلقة