بغداد ـ وداد ابراهيم:
بعد أيام، تبدأ في أروقة دار الأزياء العراقية الاستعدادات النهائية لموسمها الجديد، والذي يتضمن عرض أزياء يحمل عنوان “أسطورة العشق والموت”، حيث تُقدَّم فيه أوبريتات ولوحات تبرز الأزياء العراقية والتاريخية. تسعى الدار من خلال هذا الموسم لعرض إبداعات جديدة من المصممين والفنيين والخياطين والمطرزين، إضافة إلى عرض مسرحي جديد يتناول قصة أو فترة أو مرحلة من تاريخنا العظيم. وكما هو معروف، فإن دار الأزياء العراقية تستقي أفكارها من تاريخ العراق، مستعينةً بالأبحاث والكتب والدراسات التي يقدمها علماء التاريخ وأساتذة الجامعات، لاستكشاف الأزياء التي تمثل مختلف مراحل حياة ابن الرافدين. وتستعد الدار لعرض أزياء يعكس “أسطورة العشق والموت لإينانا وديموزي”
المصممة شروق الخزعلي، التي شاركت على صفحتها صورًا من الاستعدادات لتصميم أجمل الأزياء الخاصة بهذه الأسطورة، قالت: “أعلن قسم الإنتاج في دار الأزياء العراقية عن نجاحه في إنجاز مشروع ضخم يتمثل في تصميم وتنفيذ مجموعة واسعة من الأزياء التاريخية الفاخرة، التي ستظهر في أوبريت ‘العشق والموت: أسطورة الحب الأبدي لإينانا وديموزي’ وعودتهما من العالم السفلي، حيث من المقرر عرضه خلال شهر تشرين الثاني الجاري.” بدأ العمل على هذا المشروع قبل 10 أشهر على يد فريق متخصص يشمل المصممين والحرفيين والخياطين، إضافة إلى خبراء الإكسسوارات. كما عمل فريق من الدار على دراسة تفاصيل الحقبة الزمنية التي يتناولها الأوبريت، وعقد اجتماعات متواصلة للفريق المختص للوقوف على شكل وتصاميم الأزياء بدقة، بهدف تجسيد هوية كل شخصية في اللوحة الفنية. يضم الأوبريت شخصيات رئيسة وأخرى ثانوية من الحقبة السومرية، وتم الاتفاق على تجهيز بدلتين رئيستين من تصميم مصمم الدار الراحل لوي بهجت تحت عنوان “قصة أسطورية”، إضافة إلى أزياء أخرى من تصميم مشترك لفناني الدار، تعكس الحقبة الأكدية وزي آخر للمصمم عقيل خورشيد وزي بابلي للمصممة أشواق خزعل، أما زي الحقبة الآشورية فهو للمصمم سيف العبيدي.
وتابعت الخزعلي: “سأقوم بتصميم أربعة أزياء تخص الشخصيات الرئيسة للأوبريت وهي ‘ديموزي، إينانا، إله الحكمة، وإله الرعي’، بالإضافة إلى أزياء المجموعات التي تصل إلى 24 قطعة، والتي تمثل تحفًا فنية حقيقية تعبّر عن الإرث الحضاري العراقي للشعوب التي عاشت على أرض الرافدين. وقد تم استخدام أجود أنواع الأقمشة والتطريزات اليدوية في هذه الأزياء لإضفاء لمسة من الفخامة والأصالة والجمال، وإبراز ملامح التاريخ العراقي العريق الذي يعود إلى حضارة عظيمة تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.” يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة في تعزيز مكانة دار الأزياء العراقية كمرجع أساس في مجال الأزياء التاريخية، ويؤكد على قدرة الكفاءات العراقية على تحقيق إنجازات عالمية.
وتقول اسطورة العشق والموت: إن الإله تموز وقع في حب إلهة الخصب والحب والجمال عشتار، وبعد منافسة مع العديد من خاطبي ودها، تمكن تموز من إقناع عشتار بالزواج منه. غير أن عشتار قررت النزول إلى العالم السفلي، ورغم الغموض الذي يكتنف سبب هذا القرار، إلا أن بعض الباحثين أرجعوه إلى طموحها، حيث أرادت تحرير الأموات من العالم السفلي الذي تحكمه أختها “أريشكيجال”. ويمكن تصنيف هذه الأسطورة في إطار الأنثروبولوجيا بما تحمله من طابع تراجيدي، واستخدامها لعناصر المكان، والزمان، والشخصيات الإلهيّة والبشريّة المقدّسة بالفعل والتجسيد.
تحضيرات لأوبريت “العشق والموت” في الدار العراقية للأزياء
التعليقات مغلقة