إقبال الزبائن فاق التوقعات
نينوى ـ الصباح الجديد:
افتتحت شابة موصلية أول محل لبيع الورود في المدينة بعد طرد عصابات داعش منها، في حين كان الإقبال غير طبيعي وفق توقعات الشابة البالغة 23 سنة التي تقول إن المشروع ليس تجاريا فحسب، وإنما هو مشروع كامل لنشر المحبة والسلام داخل الموصل
فكرة إدارة محل لبيع الزهور في المدينة كانت مجرد حلم يراود فتاة، من أهل المدينة، تدعى دانية سالم يونس قبل بضعة أعوام.. لكن هذا الحلم تحقق أخيراً.
وأوضحت دانية، الشغوفة بالزهور منذ نعومة أظفارها، أن مشروعها يهدف إلى نشر السلام والتسامح في مدينتها التي ما تزال تعاني الخراب وكثرة الركام بعد عام على استعادة القوات العراقية لها من قبضة المتشددين في أعقاب معركة شرسة استمرت ثمانية أشهر.
وبينما تنتشر محال بيع الزهور في مدن عديدة حول العالم، فإن المحل -واسمه (ريحانة للورود والمناسبات)- هو الأول من نوعه في الموصل.
وأكثر ما أثار دهشة دانية هو أن مشروعها لاقى قبولاً واسع النطاق، وكأن الناس كانوا ينتظرون افتتاحه بلهفة.
وقالت في حديث لوكالة رويترز “هي الأولى من نوعها في مدينة الموصل وشيء غريب وحلو، وبالوقت نفسه ينشر ثقافة الورد الطبيعي. والورد بصورة عامة رسالة للسلام والتسامح على مر العصور. فكانت فكرة بالبداية جريئة لأنه داخل الموصل ومن بنت إدارة محل كامل لكن بتشجيع من أهلي طقت (قدرت) انه أفتح هذا المحل. والحمد لله بدأ الإقبال للمحل خارج عن توقعاتي. كان شي كلش حلو انه الناس يجون يشترون ورد طبيعي بالذات كأنه كانوا ينتظرون هذا المشروع من قبل ما أفتحه. وكثير من البنات رحبوا بالفكرة وشباب وكبار وصغار يقولون لي الله يوفقكِ”.
وأضافت “مشروعي مو بس مجرد مشروع تجاري فقط وإنما هو مشروع كامل لنشر المحبة والسلام داخل الموصل، وأيضاً تشجيع الفتيات على تنفيذ مشاريع خاصة بهم تكون يعيشون حياتهم بها ويبدعون على كافة المجالات. أتمنى من كل بنت انه تشتغل وتعمل وما تنتظر أحد، وما تعتمد على أحد خصوصاً إذا كانت يعني خريجة وأحسن لها من قعدة البيت لأنه تنتج وتضيف إضافة كلش (كل شيء) حلوة للمجتمع”.
ويعرض محل دانية وروداً يانعة مستوردة.
وأضافت دانية “الورود أجيبها من كردستان باعتبار إنه عندهم هذا العمل كثير، عندهم محلات ورود كثيرة بكردستان، لكن هو المصدر مالتها هولندي ومن دول أخرى. فيعني بين هاي وبين هاي إنه أشتري الأشياء كل دفعة ورد جديدة أجيب أنواع جديدة حتى أنشر كل أنواع الورود، ما أظل على نوع معين أو على تنسيق معين. الباقات اللي تشتغلها أحاول كل باقة تفرق عن الباقة اللي قبلها”.
ونشأت دانية طفلة وحيدة مع أمها عقب وفاة والدها عام 2000. وانتقلت مع أمها إلى مدينة أربيل في كردستان في أعقاب سقوط الموصل في أيدي تنظيم داعش المتطرف.
وفي أربيل، عملت دانية في محل لبيع الزهور وتعلمت كيف ترتب باقات الورد.
وبعد عودتها إلى الموصل في أعقاب استعادة القوات العراقية لها من المتشددين في يوليو العام الماضي، شجعت الأم ابنتها على تحقيق حلمها وأمدتها بالمال المطلوب لبدء المشروع.
وتبيع دانية باقة الورد التي تضم عشرة ورود بما بين 30 ألف دينار عراقي (نحو 25 دولار أميركي) و35 ألف دينار (نحو 29 دولار).
وعبر كثيرون من سكان الموصل عن سعادتهم البالغة بافتتاح محل ريحانة للورود والمناسبات.
وقال زبون يشتري الورد من أهالي مدينة الموصل يدعى ياسر الكوياني “نحن سعداء بافتتاح هذا المحل كونه ظاهرة جمالية وحضارية وحلوة وظاهرة نادرة ما كان أكو (موجودة) قبل هيكي محلات. من زمان ما مفتوح هيكي محل بالموصل. ونطالب انه تكثر مثل هاي المحلات الحلوة”.
وتعتزم دانية تطوير مشروعها مستقبلاً بإضافة تنظيم حفلات الخطوبة والزفاف.