اربيل – وكالات:
أكد رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إن العراق لم يعد على حاله، وأن الدولة تشهد عراقاً جديداً.
وقال بارزاني في مقابلة أجرته معه قناة» سي ان ان « « أن العراق يعاني من انهيار واضح وأن الحكومة الإتحادية فقدت سيطرتها على كل شيء».
وأشار بارزاني « نحن لم نتسبب بانهيار العراق بل غيرنا كان السبب، ولا يمكننا أن نظل رهائن للمجهول»، مضيفاً بأنه «آن الأوان لكي يحدد الكرد هويتهم ورسمهم لمستقبلهم.»
الحلم الكردي بالاستقلال، وإنه لطالما كان الاستقلال حلماً لدى الكرد ، ورغم أن إقليم كردستان اتصف بحكم ذاتي على مدى عقدين من الزمن، إلا أنهم لم يشيروا إلى رغبتهم بتحقيق ذلك الحلم بالاستقلال، لكن الأحداث الأخيرة يبدو وأنها ساعدت في تحريك هذه القضية، إذ قال برزاني «إننا نشهد عراقاً جديداً يختلف عن العراق الذي كنا نعرفه من قبل عشرة أيام أو أسبوعين».
وأضاف رئيس إقليم كردستان « إن الأحداث الأخيرة في العراق أكدت بأن الشعب الكردي عليه أن يغتنم الفرصة الآن، وأن على الشعب الكردي أن يحددوا مستقبلهم»، مشيراً إلى أنه سيطرح موضوع استقلال كردستان على وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، خلال زيارته إلى العراق.
واشار الى ذلك بقوله «إلى متى يجب على الشعب الكردي أن يبقى على هذا الحال؟»، مضيفاً»إن الشعب الكردي لديه الحق في تحديده مصيره وحده.»
وحولة علاقة الاقليم ببغداد أكد بارزاني بأن مصالحة يمكن أن تتم في الدولة، مشترطاً لذلك «وجود تفاهم بين الشيعة والسنة، وإن كان هنالك ضمان لشراكة حقيقية في السلطة، وقال «لكن الوضع معقد للغاية، والمسؤول عما حدث يجب عليه التنحي»، وعند سؤاله إن كان المالكي المقصود بذلك أجاب»بالطبع، فهو القائد العام للجيش، وقد بنى لنفسه جيشاً من أنصاره شخصياً، وليس من أنصار الدولة، وقد تلاعب بالسلطة والقوة، وقادة الجيش، وهذه كانت النتيجة».
وأجاب برزاني بالنفي عند سؤاله فيما لو طالب المالكي، قوات الجيش الكردي، أو البيشمركة، بالقتال إلى جانب الجيش العراقي، قائلاً إن «رئيس الوزراء يطلب منا القتال، بل على العكس عارض أي طلب لتقديم المساعدة، مضيفا بأنه حذر الحكومة العراقية بالتهديد الذي فرضته الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو «داعش»، قبل أشهر من فرض التنظيم سيطرته على مدينة الموصل، الواقعة بالقرب من الحدود العراقية الكردية، والتي تعتبر ثاني أكبر مدن الدولة، وأضاف برزاني بأن لديه شهوداً على تحذيره له.
ولفت بارزاني إلى أن كل ما يحدث لم يقع بسبب تنظيم «داعش» وحده، بل أنه استغل استياء الشعب العراقي من المالكي، مؤكداً على «ضرورة التفرقة بين الحقوق المشروعة وبين ما يحاول الإرهابيون تحقيقه.»
وعن علاقة الكرد بالولايات المتحدة اكد برزاني إن»أميركا كانت بمثابة صديق حقيقي ونحن الكرد أظهرنا بأننا نستحق هذه الصداقة»، مضيفاً بأن «الولايات المتحدة منحت الفرصة لجميع العراقيين لبناء دولة حضارية وديمقراطية، ومتعددة الأطراف، ولكن لسوء الحظ، لم يتمكن الآخرون من استغلال الفرصة ذاتها»، مؤكداً بأن «نجاح إقليم كردستان هو النجاح الوحيد الذي نتج عن السياسات الأمريكية».
وحول احقية كردستان بكركوك فاكد رئيس الاقليم «لم يكن لدينا شك في أي وقت بأن كركوك تعتبر جزءاً من كردستان»، مشيراً بأن كردستان حاول أن يضم كركوك إليه منذ عشر سنوات، لم نر أي جدية من الحكومة الاتحادية، ومنذ أن بدأت الأحداث في العراق الآن، فقد عاد الموضوع للطرح مجدداً بإعادة كركوك لكردستان».
من ناحية اخرى تلقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني اتصالا هاتفيا من فيدريكا موكيريني وزيرة خارجية ايطاليا من مدينة لوكسمبورغ وقبيل بدأ اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وقد أعربت موكيريني عن قلقها حيال الوضع المتأزم في العراق، وعن أملها في أن تنتهي هذه الأزمة الجديدة بأسرع وقت.
كما طرحت الوزيرة الايطالية مجموعة تساؤلات حول بدأ العملية السياسية والجلسة المقبلة لمجلس النواب العراقي الجديد وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والأوضاع السياسية والأمنية في العراق.
هذا وقد أعرب بارزاني عن شكره لوزيرة خارجية ايطاليا لما تلقاه من حفاوة الاستقبال خلال زيارته الأخيرة إلى ايطاليا، وقدم فيما بعد عرضا للأحداث الأخيرة في العراق، وأشار إلى انه كانت هناك قوات مشتركة قبل تلك الأحداث في المناطق المشتركة بين إقليم كردستان والعراق، وقد تركت القوات العراقية تلك المناطق، وبهذا أصبح لإقليم كردستان حدودا بطول حوالي ألف كيلومتر مع جار آخر غير العراق وان جزءا من هذه المناطق تسيطر عليها الجماعات الإرهابية وهي تشكل تهديدا على كافة المكونات العراقية وجميع الأطراف.
كما أشار بارزاني إلى إن كردستان وبعد سقوط النظام السابق كانت جزءا من العملية السياسية في العراق وساهمت بايجابية في هذه العملية وقامت بدعمها، ولكن وبسبب التعامل الخاطئ للسلطة في بغداد والمشكلة الطائفية، وصلت العملية السياسية إلى ما وصلت إليها الآن. كما أشار بارزاني إلى انه في حال استمرت الأزمة وبقيت هكذا دون حل، فان القيادة السياسية الكردستانية ستلجأ إلى أخذ رأي شعبها.