د. علي شمخي
قبل أيام حذرنا في هذه المساحة المخصصة من الصفحة من ان الارهاب يشن حرباً مفتوحة لاأحد يعلم مداها في ظل افتقار العراق لمستلزمات متطورة وقدرات عسكرية كافية لمواجهة هذا المد الارهابي المدعوم من جهات اقليمية مشبوهة.
ومنذ يومين انعطف المشهد الامني في المحافظات والمدن انعطافة حادة تمثلت باستيلاء المجاميع المسلحة على اجزاء من محافظة نينوى وارتكابهم لعدد من الجرائم في الساحل الغربي لمدينة الموصل وتهجير مئات العائلات منها وتهديد السلم والامن في المناطق المجاورة …في الوقت الذي لم تجف بعد دماء الضحايا التي سقطت في سامـراء.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه مسلسل التفجيرات الارهابية بالسيارات المفخخة في بغداد ومدن عراقية اخرى وتتواصل المعارك في الانبار والفلوجة من دون حسم يذكر ..في هكذا مشهد فوضوي وفي ظل هذه التداعيات الامنية الكبيرة بات لزاماً على المتصارعين والمتنافسين الذين ينتظرون المصادقة على نتائج الانتخابات ان يستوعبوا جيداً ماحدث ويحدث كل يوم في هذا الوطن .
ولايجب تكرار التحذير من مخططات من يريد سوءا بحاضر ومستقبل الشعب العراقي فالاوراق اصبحت مكشوفة والنوايا باتت واضحة للجميع وثمة من يريد لخارطة العراق ان تتشكل من جديد بمعالم اخرى تتفق مع مايجري التباحث حوله في الغرف المظلمة ..وان افشال هذه النوايا منوط بمن سيتقلدون مهام المسؤولية والامانة في الدورة الجديدة من عمل الحكومة والبرلمان ..ولابد من أن يؤمن هؤلاء الذين مايزالون يتساجلون في شاشات الفضائيات عن مكاسب المناصب والعناوين واحقيتها بأن هناك ماهو اهم واسمى.
الا وهو مصير العراق وحاضره ومستقبله وان تقديم التضحيات والتنازلات والالتفات لهذا الخطر المحدق اجدى وانفع واسلم من الانشغال بترتيب الصفقات والانضمام للمزايدات في تقاسم السلطة ..ان سقوط ارواح بريئة كل يوم في ساحات وشوارع العراق يصيب المخلصين والغيورين على هذا الوطن وهذا الشعب بالمرارة ولاتهنأ لهم حياة ولايستشعرون بسعادة امام مناظر الدماء المسفوكة أما هؤلاء الذين يتفرجون وينتظرون وصول الحرائق الى آخر نقطة من قصبات العراق ومنشغلون بماهو قادم من الملذات في المناصب والعناوين فنقول لهم احذروا يوماً لاينفع فيه منصب ولاعنوان مثلما خاطب الله من جمعوا الاموال والهاهم التكاثر (يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم )…!!
وليكن الوطن وأهله في عيونكم وقلوبكم قبل هذه العناوين والمناصب ..!!