سها الشيخلي
خبر وفاة الصديق حاتم حسين اثار في نفوس الجميع الحزن والاسى فقد كان الراحل حسين مدير التصويرلاغلب الافلام الروائية وها هي قامة فنية كبيرة تتهاوى بصمت وترحل بهدوء مخلفة وراءها دموع الاحبة والاصدقاء وكلمة صدق بحق فنان كبير لا يجود به الزمن ، خسارتنا بالفقيد الراحل كأصدقاء كبيرة جدا ولكن خسارة السينما العراقية لفقدانه قد تكون اكبر بمرات عديدة ، وبرغم انحسار الفن السابع لدينا وخاصة في هذه الفترة الراهنة حاله حال بقية الفنون فان السينما على قلة انتاجها قد فقدت احد اعمدتها الشامخة ، ابو طيف صاحب الابتسامة العريضة والصمت الكبير غادر الساحة الفنية بعد ان ترك خلفه اسماً لامعاً و تاريخاً مشرفاً لاجمل واكثر الافلام الوثائقية العراقية ، وعدسة ذكية تلتقط ما تراه مخيلة الفنان الكبير حاتم حسين ، اذكر مرة التقيت به وكتبت عن عدسته البارعة ووصفت لقطاته الفنية بانها قصيدة شعر هادئة تنساب كما ينساب المشحوف على صفحة مياه الهور ، مما اثار مشاعر الفنان الكبير فاتصل هاتفيا بي وهو يضحك ويقول ان القوافي تعيش معي واتفاعل معها لكنها بعيدة عن عدسته .
عرفت الاخ والصديق حاتم حسين من خلا ل عملي في دائرة السينما والمسرح ، وعرفته اكثر لدى عرض فلم الاهوار ذلك الفلم الرائع الذي ابدع الراحل حسين في التقاط زوايا تصويره في ا لاهوارالجنوبية ، طلبت منه ان اجري لقاء معه من خلال ذلك الفلم الذي اذكر انه قد حاز على جوائز عديدة ، اعتذر بتواضع وقال ان علي ان اكتب عن الفلم من خلا ل ما استطاعت الكاميرا ان توصله لي ، قلت له ولكن الكاميرا لا تتحدث وحدها بل من خلال مخيلتك فانت صاحبها ، قال بهدوئه المعروف صدقيني كانت الكاميرا هي التي تقودني من خلال مناظر خلابة لم اجد اجمل منها في كل بقاع العالم ، وجلسنا معاً في كافتريا السينما والمسرح ومعنا الراحل بسام الوردي ، واخذنا الحديث عن الشعر تارة وعن عدسة الكاميرتارة اخرى ، فكان لقاءا اعجب كل القراء من الفنانين ومن غيرهم لصدقه وشفافيته .
اخي حاتم اتذكر سؤالي لك الذي كان لماذا علينا ان نتحمل فقدان احبتنا المبدعين ؟ ولماذا تتهاوى القامات الفنية الكبيرة واحدة بعد ولحدة ؟ وكان جوابك بليغاً عندما قلت لي ان المبدعين لا يموتون فهم يعيشون بيننا من خلال ابداعهم الثروالذي لا يموت !