أدب الــرد

أمير الحلو

كتبت مرة عن من نختلف معهم حول قضايا غير شخصية وضرورة أن يكون هناك ألتزام بالمعايير العلمية في الرد على الاخرين حين نختلف معهم في قضايا عامة وغير شخصية، وباعتقادي أن الحوار الملتزم يالاعتبارات الاخلاقية هو من أفضل الوسائل التي تؤدي ألى أنضاج فكرة معينة والوصول بها الى المدى الذي يقارب وجهات النظر بشكل مرض لكل الاطراف، وقد ضربت أمثلة على ذلك بحوادث مررت بها في حياتي..ولكن الذي دفعني إلى أثارة الموضوع من جديد هو ردود الافعال على مقالي حول نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية الاخيرة فالبعض تشنج من قولي أن عبد الفتاح السيسي قد أنقذ مصر من براثن التخلف والظلام والحكم (البلطجي)، فقد رد البعض علي منفعلا بعبارات لا علاقة لها بالموضوع المثار للمناقشة، حتى أن أحدهم رد علي بالانفعال ليقول أنك تروج لسياسة ضد القيم الروحية في حين أن الموضوع لم يتطرق الى ذلك بل تحدثت عن الاسباب التي تجعل من السيسي (رجل المرحلة)لما يمثله من قدرة على مواجهة التحديات والاوضاع التي تردت في مصر أيام حكم الاخوان الى مستوى لايطاق حتى أنهم فرضوا على الشعب المصري الذي يحب السهر أن ينام في الساعة العاشرة مساء مما ذكرني بالخليفة الفاطمي الذي منع المصريين من أكل (ألفسيخ) وهو السمك المحفوظ بالملح والذي أعتاد المصريون أكله في عيد الربيع (شم النسيم) لأنه لم يعجبه شخصياً مما ذكرني بالنميري رئيس السودان ألأسبق والذي كان مدمنا على المشروبات الكحولية مما أدى الى انهيار صحته فأصدر قراراً يمنع الشعب السوداني كله من تعاطيها!!

ما حدث أن إحدى الزميلات أثنت على مقالي وتحليلي وسط عشرات الرسائل المختلفة ولكن أحد المواطنين دخل هلى الخط (ليغمرنا) سبابا لاعلاقة له بالموضوع المنشور وصولا الى اتهامي في أنني أوردت عبارة العزيز وأنا أتحدث عن أحد الرؤساء السابقين فأستغربنا من الامر وطالبناه ان يشير الى المكان الذي وردت فيه العبارة المذكورة فعجز بالطبع وقال أخيرا أنه كان (يمزح) معي من دون معرفة سابقة! ولكن الملاحظ من خلال متابعة الحوارات في بعض الفضائيات وعبر شبكات التواصل أننا نفتقد عنصر (الأريحية) في الحوار للوصول الى الحقيقة وينتهز البعض هذه الفرصة للسباب وتزوير الحقائق ، وتحفل بعض المواقع بهذه الحالة الأنفعالية الجاهلة مما يجعل الحوار عقيماً مع تناسي لحقيقة أن ألآراء لم تكن موجودة بشكل متطابق عبر التأريخ وأن أختلافها حالة صحية قد يتولد عنها رأي صحيح حتى وأن اختلفت حوله الجهات المتحاورة….لا أريد أن يمر مواطن واع بهذه التجربة التي قد تجعله كافراً بأبداء الرأي والحوار وقطع سبل التواصل مع الاخرين ، فلقد أعطانا العلم نعمة يجب أستغلالها من أجل زيادة المعرفة والحديث المباشر مع الاخرين لذلك يجب تجنب ألاساءة الى الاخرين عبرها فهذا أسلوب العاجزين…ليس غير!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة