د. علي شمخي
ونحن نكتب هذه السطور ليلة امس سنصحو على صباح جديد هذا اليوم وقد بانت فيه معالم الخارطة السياسية الجديدة وحسمت فيه نتائج الانتخابات العامة وافرزت اوراق المقترعين اسماء من فازوا واستحقوا نيل عضوية مجلس النواب في دورته الجديدة ..ومن بين (الشماعات) والحجج التي دأب السياسيون في العراق على ترديدها لتبرير فشلهم او اخفاقهم في تطبيق مارفعوه من شعارات واصلاحات هو عدم منحهم الوقت الكافي لتنفيذ هذه الشعارات واتهام جهات وقوى اخرى بالوقوف بوجههم او عرقلة عملهم لتأدية الاستحقاقات التي يطمح لها الشعب العراقي ولربما تفنن الحكام بشتى مشاربهم المستبدين والشموليين والطائفيين في ترديد مثل هذه الحجج ووظفوها في محاولة اقناع الرأي العام بها على انها حقائق وليست اوهاماً او فشلاً ذريعاً لاذ به مثل هؤلاء الحكام …فعلى مدى اكثر من خمسين عاماً ظل الشعب العراقي يسمع عن (الامبريالية ) و(الصهيونية) بوصفهما العدو اللدود الذي لايريد لهذه الدولة ولهذا الشعب اطراد التقدم واللحاق بركب المدنية والحضارة والتطور من دون ان يعرف أي احد من العراقيين كيف يمكن لهذه (الامبريالية ) …!!! ان تشارك هؤلاء الحكام في جلساتهم واجتماعاتهم وخططهم في اعمار وبناء الدولة وكل مامن شأنه الارتقاء بحياة العراقيين نحو الامام ثم دخلنا في مرحلة جديدة وتوصيف جديد لعدو آخر اقض مضاجع العراقيين ردحاً من الزمن وشغلهم كثيراً بتخطيط دعائي مقصود والهاهم في تشخيص ومواجهة اخطاء حكامهم واستبدادهم وتفردهم بالسلطة واستئثارهم بخيرات العراق لعقود طويلة الا وهي (الصهيونية ) وباتت هذه المفردة محفوظة في قلوب وعقول الاطفال والشباب والشيوخ والنساء وترددها الشفاه في تبرير كل فشل يلوح في الافق حيث يسارع هؤلاء الحكام لاطلاق الاتهامات وكيل الشتائم ل( الصهيونية )فيما عاناه العراق من ويلات ومن تدهور في اوجه الحياة المختلفة …!! وماان خرج العراقيون من اتون الديكتاتورية حتى دخلت عالمهم مسميات جديدة سوقها ووظف وجودها في حياتهم السياسيون الجدد وجعلوها شماعة جديدة يعلقون عليها سوء ادارتهم ويخدعون الناس بها في تلميع شخوصهم واقرار نزاهتهم وابعاد اية مسؤولية عن مالحق بشعبهم من اذى وموت ودمار وخراب وتخلف وهكذا لم تفارق آذان العراقيين منذ سقوط الديكتاتورية سماع الاسطوانة المشروخة عن الارهابيين والتكفيريين والبعثيين وغيرها من التي تنتهي بالياء والنون ..ولسان حال هؤلاء السياسيين يقول للشعب العراقي علينا ان نستسلم لهذه الاسطوانة المشروخة ونقنع بفحواها ونترك بناء بلادنا عاجزين فاشلين …!! وقد آن الاوان ليعي من يمسكون بزمام الامور في هذه البلاد بأن مستقبل الاوطان ليس مفروشا بالورود وان الامم العظيمة ظهرت الى الوجود بالكدح والمعاناة واراقة الدماء على طريق الحرية والمجد وان التبرير بعدم النجاح والتأخر في تنفيذ استحقاقات الشعوب والصاق هذه التهم بالاعداء والحاقدين لم يعد مقبولا بعد كل هذه السنين الطويلة من المكابدة والامتحان وان لاعذر بعد اليوم لمن يتقلد مقاليد الحكومة والوزارة في تجاوز مايضعه الاخرون على طريق بناء العراق فالنجاح الحقيقي هو في قلب الطاولة على من يراهن على الفشل وفي تكسير الحجر وتحطيم القيود وافشال نوايا واحلام الاعداء والحاقدين التي يراد لها تكبيل العراق الناهض الجديد الذي يتوق شعبه كل يوم الى اللحاق بركب الحضارة والمدنية ولاتهاب ارادته كل اشكال الموت ….!!!