متابعة ــ الصباح الجديد :
انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات امس الثلاثاء 22 تشرين الأول (2024)، وسط مخاوف من تراجع الطلب ومحاولات إعادة إحياء جهود وقف إطلاق في الشرق الأوسط.
يأتي ذلك مع مع تجديد كبير الدبلوماسيين الأميركيين الجهود للضغط من أجل وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، واستمرار تباطؤ نمو الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بالضغط على سوق النفط.
خفضت الصين أمس الاول الإثنين أسعار الفائدة على الإقراض القياسي كما كان متوقعًا في التثبيت الشهري، بعد التخفيضات في أسعار الفائدة الأخرى الشهر الماضي، بجزء من حزمة من التدابير التحفيزية لإنعاش الاقتصاد.
وتأتي الخطوة بعد أن أظهرت بيانات يوم الجمعة أن الاقتصاد الصيني نما بأبطأ وتيرة منذ أوائل عام 2023 في الربع الثالث، مما أثار المخاوف المتزايدة بشأن الطلب على النفط.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الاول الإثنين 21 تشرين الأول، على ارتفاع بنسبة 2%، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها الأسبوع الماضي، مع تقييم المستثمرين أوضاع السوق.
أسعار النفط اليوم
وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم كانون الأول 2024، بنسبة 0.44%، لتصل إلى 73.96 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم تشرين الثاني 2024، بنسبة 0.30%، لتصل إلى 70.35 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) خلال الأسبوع الماضي نحو 7.5% و8.4% على التوالي، بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية توقعات الطلب لعامي 2024 و2025.
تحليل أسعار النفط
استقرت أسعار النفط على ارتفاع أمس الإثنين، معوضةً بعض الخسائر التي لحقت بها خلال الأسبوع الماضي، مع عدم توقّف القتال في الشرق الأوسط، إذ ما تزال السوق متوترة بشأن الانتقام الإسرائيلي المتوقع من إيران، الذي قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط.
وقالت كبيرة المحللين في شركة فيليب نوفا للوساطة المالية، بريانكا ساشديفا، إن مكاسب امس الاول الإثنين يمكن أن ترجع إلى عمليات جني الأرباح الفنية والتغطية على المكشوف، بالنظر إلى الاتجاه الهبوطي لأسعار النفط مع التوقعات التي تشير إلى ضعف الطلب وفائض المعروض في أسواق النفط.
وتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط أمس الإثنين، سعيًا لإحياء المحادثات لإنهاء حرب غزة ونزع فتيل الصراع في لبنان.
وقال محلل السلع الأولية لدى شركة راكوتين للأوراق المالية، ساتورو يوشيدا: “تتقلب أسعار النفط الخام استجابة للأخبار المتضاربة من الشرق الأوسط، إذ يتأرجح الوضع بين التصعيد وخفض التصعيد”.
وأضاف: “من المتوقع أن ترتفع السوق إذا كانت هناك علامات أوضح على التعافي الاقتصادي في الصين، مدعومة بإجراءات التحفيز التي اتخذتها بكين، والتحسن في الاقتصاد الأميركي بعد تخفيضات أسعار الفائدة”. وأشار إلى أنه من المرجّح أن تكون المكاسب محدودة بسبب استمرار حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية الشاملة.
الطلب على النفط
قال رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس الاول الإثنين، إنه من المتوقع أن يظل نمو الطلب على النفط في الصين ضعيفًا في عام 2025، على الرغم من إجراءات التحفيز الأخيرة التي اتخذتها بكين، إذ يزوّد ثاني أكبر اقتصاد في العالم أسطول سياراته بالكهرباء، وينمو بوتيرة أبطأ.
في المقابل، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر عن “تفاؤله إلى حدّ ما” بشأن الطلب على النفط في الصين، خاصة في ضوء حزمة التحفيز الحكومية التي تهدف إلى تعزيز النمو.
وقالت محللة فيليب نوفا، إن قوة الدولار الأميركي أسهمت أيضًا في الضغط النزولي على سوق النفط، بسبب التراجع التدريجي للتضخم العالمي.
وعادةً ما يؤثّر ارتفاع الدولار بأسعار النفط، لأنه يجعل شراء السلعة المسعّرة بالعملة الأميركية أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات غير الدولار.
وأظهر استطلاع أوّلي، أجرته رويترز أمس الاول الإثنين، أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت على الأرجح الأسبوع الماضي، في حين من المتوقع انخفاض مخزونات نواتج التقطير والبنزين.