-1-
اذا كان من الصحيح القول :
بانَّ الأشعار من الكثرة بحيث يصعب أنْ تُمتدح جُملةً وتفصيلا لِما تضمنته بعض القوافي مِنْ اختراق للخطوط الحمراء، فان من الصحيح أيضا القول :
بانّ هناك لآلئ ثمينة لا يصح أنْ يُبخس حقها ، ذلك أنها بمثابة توصيات ونصائح ومفاتيح ذات مردودات ايجابية على الصعيد الاخلاقي والانساني والاجتماعي .
وهذا ما يقفز بها الى ربوات عالية وقمم سامية .
-2-
ومن تلك القوافي – اللالئ :
لا تلحقنَّك ضجرةٌ مِنْ سائِل
فَبَقاءُ عِزِّكَ أنْ تُرى مَسؤُولا
لا تجبهَنْ بالردِّ وَجْهَ مُؤَمِلٍ
فلخيرُ يَوْمِك أنْ تُرى مأمولا
وأعلمْ بأنّك عَنْ قليلٍ صائِرٌ
خَبَراً فَكُنْ خَبَراً يَروقُ جميلا
-3 –
وقد تسأل :
لماذا اخترتَ هذه الأبيات لابن دُريد بالذات دون غيرها ؟
والجواب :
ان الملايين من العراقيين اليوم يرزحون تحت خط الفقر
وقد يضطر بعضهم الى أنْ يسألك أنْ تُعينه ، وهنا عليك أنْ تتذكر انّ العز في إعانته ومساعدته على تجاوز الصعاب، وأنّ مساعدتك له تكشف عن وجه انساني ايماني هو الأليق بك من الوجه العبوس ، والاعراض عن التفاعل مع ما يعيشه السائل من أوضاع صعبة نفسيا واقتصاديا واجتماعيا فاليد العليا يدٌ تُشكر وتُؤجر .
أما الرد وإرجاعُ السائل خائباً فلن يُبقي لك في الناس الاّ الذكر الذميم .
وهل يصح من العاقل أنْ يحرم نفسه من الذكر الجميل بعد أنْ يداهمه الرحيل ؟
-4-
ان هذه الأبيات الثلاثة تنتظر منك الترجمة العملية، وحين تُوفقُ لذلك فانّك تكتب لنفسك سطوراً مُلتَمِعَة في صفحة أعمالِك ، وقد تفتح لك المغاليق …
حسين الصدر