سيؤل تفتح الطريق الى الدوحة

في امتحانه الأول ضمن التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال قطر 2022، نجح منتخبنا الوطني بمجاراة نظيره الكوري الجنوبي واقتناص نقطة مهمة بعد مباراتهما التي أحتضنها ملعب سيؤول بالعاصمة الكورية الجنوبية، وتعد هذه النتيجة انطلاقة جيدة لمنتخبنا في إطار هذه التصفيات، إعتبار هذه النتيجة جيدة بالنظر لمعطياتها والخطوط الإيجابية والسلبية التي رسمتها المباراة. بداية لابد من الإشارة الى الفوارق الفنية بين المنتخبين وكذلك مراحل الاستعداد والتهيئة فالمنتخب الكوري غني عن التعريف ويعد من منتخبات كأس العالم نظراً لمشاركاته في النهائيات (10 مشاركات والمركز الرابع في مونديال 2002)، كما يشرف عليه المدرب البرتغالي باولو بنتو منذ العام 2018، في مقابل فترة اعداد منتخبنا التي تكاد تكون معدومة واستلام الهولندي ديك ادفوكات مهمة قيادة منتخبنا منذ فترة قليلة، قد يقول قائل ان هذه القراءة اصبحت روتينا معتادا ولكنها مهمة عند تناولنا المباريات التي يخوضها منتخبنا الوطني، ووفق هذه القراءة فكان من الطبيعي ان يستثمر المنتخب الكوري هذه المعطيات وهو يلعب على أرضه ويهاجم منذ الدقيقة الأولى لمباغتة منتخبنا وحسم المباراة لصالحه اعتماداً على الأسماء التي يضمها وعلى رأسها كابتن كوريا الجنوبية نجم توتنهام الإنجليزي سون هيون مين.
منتخبنا وفي صورة جديدة أرتدى لاعبوه رداء الهدوء ما ساعدهم على امتصاص الفورة الكورية والوقوف بندية امام الشمشون الكوري الذي لم يكن ذلك الشمشون المخيف في المباراة، مدرب منتخبنا أدفوكات وبخبرته وضع توليفة للمباراة بعد معرفته باهم مزايا لاعبينا فاوكل مهمة الظهير الأيمن إلى اللاعب شيركو كريم مهاجم أربيل في مغامرة من المدرب الهولندي الذي يبدو أنه وجد الحل لمشكلة هذا المركز الذي طالما أثار القلق لدى مدربي منخبنا الوطني السابقين عكس مركز الظهير الأيسر الذي يشغله علي عدنان وضرغام إسماعيل، شيركو كان بمستوى الثقة ونال الاستحسان على ماقدمه خلال المباراة، كما أعتمد أدفوكات على امكانيات لاعب منتخبنا الجديد أمير العماري المحترف في نادي هالمستاد السويدي في وسط الملعب وكان من مكاسب هذه المباراة، الإشادة الأخرى كانت في منطقة وسط الملعب منطقة العمليات فوفق خطة مدربنا التي مالت إلى الدفاع فقد وضع خمسة لاعبين في هذا الخط هم بشار رسن ومحمد قاسم وأمير العماري وإبراهيم بايش وأمجد عطوان، وخلفهم تمترس خط الدفاع بخبرة أحمد إبراهيم وعلي فايز وعلي عدنان بالإضافة إلى شيركو الذي انقذ منتخبنا من هدف محقق بابعاده الكرة المتوجهة إلى المرمى في شوط المباراة الاول، ولعب ادفوكات بمهاجم واحد هو أيمن حسين، النتيجة ان خط الدفاع استبسل بالوقوف امام الهجمات الكورية الخطرة فيما نجح خط الوسط بحيوية محمد قاسم والواجب التكتيكي لعطوان والعماري بالحد من خطورة المهاجم سون اللذان ازعجاه باحتكاكاتهم اللصيقة، ليمر الشوط الاول بأمان. الشوط الثاني بدأه لاعبونا بثقة اكبر مكنتهم من مسك زمام الشوط في دقائقه الاولى لكن الجانب البدني ومحاولة الخروج بنقطة التعادل وبعد خروج علي عدنان مصابا منح الفريق الكوري افضلية التقدم وبناء الهجمات كانت اخطرها رأسية المهاجم الكوري التي تصدى لها حارسنا الامين فهد طالب عند الدقيقة 70 من عمر المباراة، حاول ادفوكات المحافظة على النتيجة فادخل علاء عبد الزهرة وجستين ميرام بديلين لمحمد قاسم وبشار رسن للاستفادة من خبرتهما بتهدئة اللعب والاحتفاظ بالكرة فيما أدخل النجم ميمي بديلا لايمن حسين أملاً بالاستفادة من سرعته في الهجمات المرتدة لخطف هدف يفاجيء به المنتخب الكوري.
كل هذا لاينسينا ماكان ينقصنا خلال المباراة ولا نبقى في دائرة الاطمئنان برغم ان سلبيات منتخبنا خلال المباراة لم ولن تكون صعبة المعالجة في استحقاقاتنا المقبلة في ضوء الصورة التي ظهر بها منتخبنا، فقد عاب على منتخبنا السرعة في تحضير الهجمات التي كان من الممكن استغلالها بمباغتة الفريق الكوري بالإضافة إلى إنعدام التسديد البعيد فلا اتذكر خلال المباراة أن لم أكن مخطئا سوى تسديدتين من بشار رسن وإبراهيم بايش واللتان جانبتا المرمى الكوري، بالاضافة الى اعتماد اللعب الطويل للمهاجم الوحيد وهذا مالم نستطع التخلص منه منذ سنوات عديدة، برغم ذلك فنحن نرفع قبعات التحية والتقدير لهؤلاء الاسود لما قدموه خلال المباراة والذين تنتظرهم تسع مباريات مهمة خلال هذه التصفيات ضمن المجموعة الآسيوية الاولى حيث تعادل في اطارها المنتخبان اللبناني والاماراتي، فيما فاز المنتخب الإيراني الذي سنلاعبه بعد غد الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة على نظيره السوري بهدف وحيد،
لابد من الاشارة الى ان المنتخب العماني فجر مفاجأة كبيرة عندما هزم منتخب اليابان في عقر داره بهدف وحيد في اطار مباريات المجموعة الآسيوية الثانية لهذه التصفيات.

سمير خليل

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة